كيف أتعامل مع زوجي وهو على علاقة مع فتيات؟

0 533

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم على هذه الجهود المبذولة، وجعلها الله في ميزان حسناتكم.

أنا متزوجة منذ 10 سنوات، اكتشفت قبل 15 يوما أن زوجي على علاقة بفتيات، وجدت رسائل في هاتفه، وعندما عرفت واجهته بذلك، وانصدمت بشكل كبير، لأنه يحبني، أعرف ذلك وأحس بأنه يحبني جدا، ولكنه أعتذر وقال لي: إنها نزوة وإن أصدقائي لهم دور، وأنا مخطئ، وأنا كنت أعمل الخطأ هذا، ولست مرتاحا في داخلي، وهممت بتركها لأكثر من مرة، وحلف لي على المصحف بأنه تركها، لكني لا أصدقه لأنه لا يصلي.

لكن أعرف في نفس الوقت أنه يرغب جدا في أن يلتزم، لأنه دائما يقول ادعي لي بأن ألتزم، لكن أنا لست مرتاحة، وصدمتي كبيرة وأحاول أن أبين له أنني سامحته، لكن في بعض الأحيان تراودني شكوك تؤثر علي وعلى حياتي، ولكني أيضا أعرف من حياتي معه أنه يخاف جدا أن يحلف على القرآن كذبا، وهذا ما دفعني أن أطلب منه أن يحلف على المصحف لكني لم أرتح، وتراودني الشكوك.

ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم فيصل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- بداية في موقعك، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، ونشكر لك الاهتمام والسؤال والتواصل مع الموقع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقر عينك بصلاح هذا الزوج وبعودته إلى الصلاح.

أعتقد أن بداية الإصلاح إلى الخير ستبدأ من هنا، فاجتهدي في إصلاح العلاقة بينه وبين ربه، ولن تصلح العلاقة بغير الصلاة التي هي صلة بين العبد وربه تبارك وتعالى، واجعلي غضبك لله تبارك وتعالى، فأنت ينبغي أن تغضبي لتركه للصلاة قبل أن تغضبي لأي أمر آخر، لأن الصلاة هي فريضة الإسلام العظمى بعد كلمة التوحيد، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقر عينك بصلاحه.

لا يكفي في هذا الأمر مجرد الرغبة ومجرد طلب الدعاء، هذا مؤشر جيد، لكن لابد أن يسجد ويركع لله تبارك وتعالى، بل ينبغي أن يحافظ على الصلوات حيث ينادى لها، فإن الله تبارك وتعالى شرع لنبيه سنن الهدى، ومن سنن الهدى الصلاة في جماعة، الصلاة في المكان الذي ينادى بالصلاة فيها، وقد قال ابن مسعود - رضي الله عنه - : (لو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المنافق في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، لقد رأيتنا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما يتخلف عن الصلاة إلا منافق معلوم النفاق) ثم قال: (ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين - يعني يتمايل من الإعياء والمرض والتعب - حتى يقام في الصف) فكان هذا المريض يحمل، فكيف بالصحيح الذي متعه الله بالعافية ورزقه الله بزوجة وهيأ الله له هذا الاستقرار وهذا النعيم، فعليه أن يتقي الله تبارك وتعالى ويعود أولا إلى أمر الصلاة.

بعد العودة للصلاة - إن شاء الله تعالى - ستختفي بقية الأخطاء، فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، والصلاة لها في النفس المؤمن معاني كبيرة جدا، وما فعله الرجل خطأ بلا شك، لكن اعترافه وانكساره وإعلانه للتوبة وحلفه على المصحف وغير ذلك من المؤشرات تدل على أن هذا الأمر - إن شاء الله تعالى - كان سطحيا، ونصدق ما قاله من أن هناك تأثيرا من الأصدقاء.

من هنا ينبغي أن تجتهدي في إبعاده عنهم، ونفضل أن يكون ذلك بطريقة غير مباشرة، وكوني أنت صديقه الأول، كوني صديق زوجك الأول، واقتربي منه، وادخلي إلى حياته، وحاولي عزله بابتكار مهام مختلفة في الأوقات التي يخلو بها مع أصدقائه، في جعل البيت بيئة جاذبة، والاهتمام بالتزين له، بسؤاله عن الأشياء المفقودة عندك، ما الذي لفت نظره عند أولئك الشقيات، وأيضا لابد أن تهتمي بالدخول إلى حياته ومشاركته في اهتماماته، فإن كثيرا من بناتي الفضليات تهتم بزينتها وتكون جميلة وما تقصر، لكنها لا تدخل مع زوجها في حياته، فهي لا تسأله عن العمل، ولا تراه عبقريا فذا ناجحا، والأخريات - والعياذ بالله - ربما يشكرنه على حسن عمله وعلى إبداعه في الوظيفة، إلى غير ذلك، ويكون هذا مصدرا لجذبه إليهن، فينبغي أن نوفر الثناء والمدح، ونظهر الإعجاب للزوج في البيت، لأن هذا عصمة له، وفي هذا حماية له من الضياع وحماية له من الانجذاب إلى الشقيات.

هذه الشقية التي تتواصل مع الزوج قد لا تكون أجمل من الزوجة -غالبا- لكن هي عندها مهارات وعندها غرائز، لكن ليست القضية أن تكون المرأة مهتمة بمظهرها، لكن لا بد أيضا أن تكون عندها علم وتفنن في إظهار مفاتنها ومواطن الجمال في جسدها، خاصة مع زوجها الحلال، ومن أهداف الزواج أن يحصل العفة للطرفين، ولن يحدث ذلك إلا إذا اجتهد كل طرف في تلبية رغبات الشريك الآخر، والشريعة تهتم بهذا الجانب غاية الاهتمام.

إذا حلف الرجل وأنت قلت هو يحبك والعلاقة الخاصة قوية، هذا كله يرجح أن هذا التأثير تأثير سطحي، ليس حقيقيا، ويبشر بخير، لكن نحن ندعوك إلى المزيد ونحذر من مواصلة الشكوك، لأن مواصلة الشك في عدم تصديقه فيما قال، هذا بالعكس يدفعه للهواية، لأنه سيقول: (ما دامت لا تصدقني، ما في فائدة مهما أصدق لماذا أنا أصدق) وتبدأ هذه الأفكار بكل أسف.

لذلك ينبغي أن تصدقيه، وينبغي أن تشجعيه على الالتزام، وينبغي أن تعطيه مقدارا من الثقة، لأن هذه الأمور من الأهمية بمكان.

إذا شعر الرجل أن زوجته تثق به وأنها تصدقه هذا له أثر كبير عليه، بخلاف ما لو تيقن أنها لا يمكن أن تصدق، فيقول: (ما دامت هكذا دعني أصدق هذه الوساوس وهذه الأمور لأنه لا فائدة، ولأن هذه لا يمكن أن تصدقني مهما حلفت ومهما فعلت).

نحن لا نريد لهذه الرسالة أن تصل بهذه الطريقة، لكن مواصلة الشكوك سيجلب ضررا كبيرا وأذى كبيرا – لك وله - لذلك لابد من وقفة مع النفس بإعادة ترميم هذه العلاقة، بإعادة معاني الثقة، بدعوته إلى الخير، تشجعيه على الصلاة، الاقتراب منه، الدخول إلى حياته، إيجاد برامج بديلة، جعل البيت بيئة جاذبة.

عليك أن تتوجهي إلى الله وتجعلي غضبك لله لا لنفسك، لأن الرجل تارك الصلاة، ولأن الرجل عندما يقع في مخالفة هذا عاص لله قبل أن يهضم حق الزوجة، لأن الإخلاص والتفكير بهذه الطريقة من علامات التوفيق في الحل المشكلات، وعليك أن تتوجهي إلى الله، فإن قلب الزوج وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها.

نسأل الله أن يقر عينك بصلاحه، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات