أحب شخصا في مكان عملي.. أريد رأيكم

0 341

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شكرا لهذا الموقع المتميز الذي يساعد في حل الكثير من المشاكل.

أنا فتاة تعينت حديثا، وفي مكان عملي تعرفت على شاب لكنه متزوج، وأني أحبه كثيرا وأراسله على الفيس بوك، وعندما عرفني قل كلامه معي.

فماذا أفعل هل أبتعد عنه، أم اقترب منه، أريد رأيكم ساعدوني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ سمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه..

نرحب بك - ابنتنا الفاضلة - في موقعك، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، ونشكر لك هذا السؤال وهذا الوضوح، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير.

أما بالنسبة لقصة هذا الشاب فنحن ننصحك قولا واحدا بالابتعاد عن هذا الشاب، والتشاغل عنه، وعدم تعمد رؤيته والاقتراب منه، حتى لا تتعمق هذه المشاعر التي يبدو أن الشاب غير مستعد في التواصل والسير فيها، وحتى إن كان مستعدا فإن هذا ليس هو الطريق الصحيح لتكوين لمثل هذه العلاقات الناجحة، والإسلام لا يرضى بأي علاقة بين شاب وفتاة إلا إذا كانت في الإطار الشرعي، إلا إذا كانت بعلم الأهل، إلا إذا كانت بمشاركة الأهل، إلا إذا كانت برضا الطرفين، إلا إذا كان هدف هذه العلاقة هو الزواج.

وهذا الرجل متزوج، وحتى لو مضى معك فإن هذا تضييع للوقت بالنسبة لك، وبعد هذا الشاب وانكفافه عنك دليل على أنه غير راغب في تطوير هذه العلاقة، وهذا لا يعني أنك سيئة وأنه لا يحبك، لكن هو أعلم بظروفه، فهو رجل متزوج ولديه أسرة، وغالبا أسرتك أيضا لا توافق السير في مثل هذه العلاقة، فالفتاة الصغيرة دائما يتمنى لها أهلها رجل غير متزوج، وعلى كل حال: نحن دائما نفضل أن يكون الميل ميلا مشتركا، وأن يكون الحب مشتركا، وأن يكون البادئ هو الرجل، هو الذي يطلب الفتاة، فإن من إكرام الله للأنثى أنه جعلها تخطب ولا تخطب، وأنه جعلها مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة، هذا هو الأصل، أن الشاب هو الذي يطلب الفتاة، مهما كانت مكانته، يأتي إلى دار أهلها ويطرق بابها، ويقدم كلمات جميلة وثناء عطر على الأسرة كلها، ثم يقدم الصداق يدل على صدقه، وهذا من إكرام الله للأنثى.

فلذلك نتمنى ألا تستمري في هذا الطريق، ومثلك - إن شاء الله تعالى -ستجد الرجل المناسب، فلا تستعجلي هذا الأمر، وأنت - ولله الحمد- في بداية طريق العمل، واجتهدي دائما في البعد عن الرجال، فإنه يصعب على الإنسان أن يشغل قلبه بإنسان ثم بعد ذلك يكون الارتباط بآخر، هذا مصدر تشويش وتنقيص وتنغيص على الإنسان في حياته الأسرية، فاحرصي على غض البصر، واحرصي على البعد ما استطعت من مواطن الرجال، واجعلي تعاملك مع كل الرجال - هذا الرجل وغيره - في حدود العمل، وحافظي على أدبك وحشمتك، وانتبهي للباسك وحجابك، فإن ستر الفتاة وحجابها هو الذي يجلب لها الرجال، ليس كما تفعل الفتيات من اللواتي يتبرجن ويقدمن تنازلات فيأتيهن الخطاب، هذا يأتيها من يلعب معها، من يضحك معها، من يحاول أن يأخذ أغلى ما عندها ثم يرمي بها، وإن تزوجها فإنه عند ذلك سيحتقرها، وسيقيدها ويظلمها ويضربها، لأنه سيتذكر ضحكاتها مع فلان ومع فلان، وتساهلها في تلك العلاقة، والشيطان الذي يجمع الناس على المعصية هو الشيطان الذي يأتي ليغرس الشكوك في هذا الرباط الشرعي.

إذن نحن نتمنى ألا تتواصلي مع الشباب بهذه الطريقة عن طريق الفيس بوك ولا غيره، واجعلي تواصلك مع مثل هذه المواقع ومع المواقع النسائية، مع الصالحات الفاضلات، وتذكري أن لكل صالحة ابنا يبحث عن أمثالك، أو أخا يبحث عن أمثالك، أو محرما، وما من امرأة إلا وهي عين لإخوانها ومحارمها، فاجعلي علاقتك مع النساء، واحشري نفسك في زمرة الصالحات، وانتبهي لعملك، وابتعدي عن الرجال، ولا تشغلي نفسك بهم، وإذا أراد الشاب أن يتقرب منك ليتعرف عليك فقولي له (عمي فلان، وخالي فلان) وعليه أن يأتي البيوت من أبوابها، فإن ذلك سيجلب لك احترام الشاب، ويجلب لك احترام الأسرة، والأهم من هذا أن هذا يجلب لك رضوان الله تبارك وتعالى.

فاحرصي على الخير، ونشكر لك هذا الاهتمام، وعليك أن تتوقفي فورا عن التواصل مع هذا الشاب، أو مع غيره، لأننا لا نجد في نصوص الشرع ما يبيح لامرأة تتواصل مع رجل بهذه الأنواع إلا عند الضرورة وإلا عند الأعمال الرسمية، وعند ذلك دون خضوع في القول، وبقول معروف، وفي حشمة وأدب، وأن يكون ليس لها حجة إلا مخاطبة الرجل، فإن كان هناك نساء يمكن أن تحل من خلالهن المشكلة، فلماذا نكلم الرجال؟

نسأل الله أن يزيدك حرصا وخيرا، ونحن سعداء بهذا السؤال الذي يدل على أن فيك خيرا، فإن من يسأل عن الحكم الشرعي فهذا إنسان فيه خير يتحرى تقوى الله حتى ينجح في حياته منضبطا بضوابط هذا الشرع الحنيف. ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات