أتلعثم في الكلام مع الناس وأتعرق، فهل هو رهاب؟

0 405

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

أنا شاب في ال 23 من العمر، لدي مشكلة منذ صغري، وهي أني أتلعثم في الكلام مع الناس، حتى مع أمي وأبي، بمعني أني آخذ وقتا في نطق بعض الكلمات، وهذه مستمرة معي إلى الآن، أيضا حين تخرجت من الكلية منذ سنتين وأنا أعاني من احمرار في وجهي وتعرق عند الكلام مع الناس، وأيضا عندما أفكر أو أتكلم مع أحد في موضوع الارتباط بفتاة فأبدأ بالتعرق، أو عند التكلم أمام أقاربي أو مجموعة من الناس.

هذا يسبب لي الإحراج وضيق النفس، وعدم التركيز مع الكلام، وأراقب نفسي عندما يكلمني أحد، فهل هذا رهاب؟ أرجوكم أفيدوني، وما العلاج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Moaz حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي يظهر لي أنه في الأصل لديك تأتأة بسيطة، والتأتأة تجعل صاحبها قلقا، والقلق يزيد منها، وهذا كله قد يتطور إلى نوع من الخجل الاجتماعي، لأن الإنسان حين يواجه ينظر إلى نفسه نظرة سلبية جدا، ويخاف أن يكون مصدر ازدراء من قبل الآخرين أو تحقير، أو شيء من هذا القبيل.

أنت لديك أعراض جسدية واضحة جدا، تنتج من زيادة إفراز مادة الأدرينالين، والأدرينالين هو مادة طيبة تحضر الإنسان، إما أن يهرب من الموقف وإما أن يواجهه، وفي حالة الخوف يزيد إفراز هذه المادة، ولذا أنت تحس بالمزيد من الخوف عند المواجهات.

أيها الفاضل الكريم: أريدك أن تتبع وتعرف الآتي:
أولا: هذه ليست أمراضا، هذه ظواهر.

ثانيا: اللعثمة التي معك والتأتأة ليست منقصة أبدا، أنت تخرجت الحمد لله تعالى وأنجزت، وهذا كله دليل على مقدراتك.

ثالثا: الإنسان إذا راقب نفسه كثيرا حين يتحدث سوف يتلعثم، لذا نقول إن الإنسان يجب أن يزود نفسه بالمعرفة وبالعلم، وهذا يجعله سلس الكلام، طليق اللسان، ولا يراقب نفسه حين يتحدث أو يواجه الآخرين.

رابعا: أرجو أن تحدد كل الأحرف التي تجد صعوبة في نطقها، أدخل هذه الحروف في كلمات، ثم انطق هذه الكلمات بصوت مرتفع، أدخل هذه الكلمات في جمل، وكرر هذه الجمل – وهكذا - .

خامسا: أرجو أن تعش موقفا فيه نوع من المحاكاة نسميه التعرض في الخيال، وهذا يقوم على أسس علمية سلوكية، اجلس في كرسي، بعد ذلك تخيل أنك في مواجهة كبيرة جدا أمام مجموعة من الناس، وطلب منك أن تلقي عليهم محاضرة أو تقدم لهم عرضا، وبعد أن انتهيت من العرض طلب منك الناس أن تصلي بهم، وبعد ذلك كان من واجبك أيضا أن تقوم بالإشراف على تقديم بعض الطعام لهم، وهكذا.

عش هذا الخيال التعريضي، عشه بتأمل وتدبر، ولا تستعجل في حبل تفكيرك، خذ الفكر خطوة بخطوة، هذا نسميه التحسن التدرجي، وهو علاج نفسي ممتاز جدا لمن يطبقه.

سادسا: إسلام ويب لديها استشارة تهتم بتمارين الاسترخاء، وتمارين الاسترخاء أصلها ضد القلق وضد التوتر، وهي تفيد جدا في مثل حالتك، رقم الاستشارة (2136015) أرجو أن ترجع إليها.

سابعا: طور من مهاراتك الاجتماعية البسيطة، انظر إلى الناس في وجوههم حين تقابلهم، تبسمك في وجه إخوانك إن شاء الله فيه أجر كبير لك، بر الوالدين مهم جدا، حاول دائما أن تكون لك موضوعات تقوم بالتطرق إليها حين تقابل الآخرين، لا تكن مستمعا دائما.

ثامنا: من الضروري جدا أن تربط بين عملية التنفس والكلام، الشهيق والزفير لهما علاقة كبيرة جدا بكيفية إخراج الحروف والكلام، وهذا يمكن أن تتعلمه من خلال تطبيق تمارين الاسترخاء.

تاسعا: عليك بقراءة القرآن وتلاوته بتدبر وتمعن، ويا حبذا لو ذهبت لأحد المشايخ، لأن ذلك يعلمك طلاقة اللسان.

عاشرا: سوف أصف لك دواء بسيطا ممتازا مجربا مفيدا إن شاء الله تعالى، ويساعدك في القضاء على هذا الخوف والرهاب.

الدواء يسمى علميا (سيرترالين) ويسمى تجاريا (زولفت) أو (لسترال) الجرعة المطلوبة في حالتك جرعة صغيرة، وهي أن تبدأ بنصف حبة (خمسة وعشرون مليجراما) تناولها ليلا بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، استمر عليها ليلا لمدة أربعة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا هو الذي أنصحك به أيها الفاضل الكريم، وأتمنى لك الشفاء والتوفيق والسداد، وبارك الله فيك، وكل عام وأنتم بخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات