اكتئاب وتغير في المزاج ورهبة من الدراسة.. كيف أعود لطبيعتي؟

0 402

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا طالبة جامعية عمري 21 سنة، أدرس طبا بشريا، مشكلتي أني أصابني خوف ورهبة من الدراسة، والمنهج الكبير الذي يحتاج لدراسة مكثفة، ونتيجة هذا رسبت، ودخلت في إحباط، وفقدت الثقة في نفسي حتى رسبت مرتين ..مزاجي دائما متعكر، ولا أطيق الدراسة وأقراني أوشكوا على التخرج.

قيل لي ربما يكون بسبب العين .. أنا الآن أريد أن أدرس جيدا، ولكن الإحباط والتجربة المريرة سببت لي اكتئابا، وأخذت مضادات الاكتئاب.

أريد أن أبدأ صفحة جديدة، لكن كيف أنسى الماضي، وأعود لطبيعتي؟ وكيف أتصرف مع المجتمع وأسرتي؟ وأنا سأتخرج وعمري 27 وهذا يحبطني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sad حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فأولا من ناحية السن والعمر والتخرج: يجب ألا يشغلك هذا الموضوع، لأن الفارق العمري بينك وبين أقرانك ليس كبيرا، وحتى إن كانت هناك فجوة زمنية نتجت من التأخر في الدراسة، فهذا لا يمكن عمل أي شيء حياله، يعني أنها نقطة سلبية يجب أن تقبل، والإنسان الذي يثابر ويجاهد ويجتهد ويصر على فعل الشيء يصل إلى مبتغاه - إن شاء الله تعالى - .

أنا لا أعتقد أن ما بك سببه العين، هذا لا يعني أني أنكر وجود العين، العين حق، ولا شك في ذلك، ولا مرية في ذلك، ولكن لماذا أنت على وجه الخصوص؟ مئات الطلاب يدرسون نفس التخصص، وأنا حقيقة لا أريدك أن تعتقدي هذا الاعتقاد، لأن ذلك سوف يكون محبطا، وسوف يكون عائقا، وأن تضع سببا لإخفاقك حول أمور غيبية، هذا يتصادم تماما مع مصالحك.

حصني نفسك، حافظي على صلاتك، تلاوة القرآن، أذكار الصباح والمساء، وارقي نفسك، ولن يصيبك إلا ما كتب الله لك، انتهى الأمر عند هاهنا، وعند هذا الحد.

أنت مشغولة بالماضي، وكيف تسيرين، وتفتحين صفحة جديدة: الماضي يجب ألا ينسى، لماذا ننسى الماضي؟ الماضي خبرة وتجربة وعبرة، نستفيد منها لنعيش حاضرا قويا ومستقبلا مزدهرا، والمهم هو ألا نكون أسرى للماضي.

حاسبي نفسك من خلال أن أخطائك السابقة يجب ألا تتكرر.

ومفهومك حول كبر المنهج، هذا مفهوم ليس صحيحا، كل تخصص علمي أو أدبي له التزاماته، ووضعت المناهج بما يناسب مقدرات الطالب، وما يجعله يتزود بالمعرفة المطلوبة.

المهم هو أن تنظمي وقتك، وأجمل أوقات الدراسة هي فترة الصباح بعد صلاة الفجر، كما أن الدراسة الجماعية – أي أن تذاكري مع بعض زميلاتك – هذا مفيد، وفيه خير كثير، وأنا أعرف أن هذا منهج متاح في السودان.

من المهم جدا أن تخرجي نفسك من الانشغال حول الأكاديميات، أي لا يكون انقطاعك لها صرفا، إنما من حقك أن تأخذي قسطا من الراحة، أن ترفهي عن نفسك بما هو طيب وجميل، أن تتواصلي مع أهلك، أن تشاركي في أعمال المنزل، هذا كله مطلوب وداعم للإنسان، ويمكن للإنسان أن يوفق جدا في القيام بكل هذا، وذلك من خلال حسن إدارة الوقت.

الرياضة – أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة – يجب أن تكون لها وجود في حياتك، فالرياضة تجدد الطاقات.

من المهم جدا ألا تضيعي وقتا، وأن تعيشي حياتك بقوة، وأن تنظري للمستقبل بأمل ورجاء.

مضادات الاكتئاب لا بأس بها، تناوليها ما دام الأطباء قد نصحوك بذلك، فقط المهم أن تكون الجرعة صحيحة، وأن يكون هنالك التزام بتناولها، وألا تعيشين دائما تحت الاعتقاد بأنك بالفعل مكتئبة، قد يكون هناك عسر مزاج، شعور بالإحباط، لكن حرري نفسك من هذه الأفكار، وانظري للأمور أكثر إيجابية، فأنت صغيرة في السن، أنت تدرسين في كلية محترمة، لديك أشياء طيبة وجميلة في حياتك، لكن أن تحاولي أن تسقطي الأمور في الحياة على الاكتئاب أو على العين والحسد، فهذا لن يساعد أبدا في تقدمك الأكاديمي، وأن تستمتعين بالحياة، وتعيشين حياة مرضية لك.

انظري إلى نفسك بإيجابية، نظمي وقتك، استفيدي من الماضي كتجربة، انظري إلى المستقبل بأريحية، وتفاؤل ورجاء، ووزعي وقتك، وهذا كما ذكرت لك لا يعني الانقطاع للدراسة، بر الوالدين فيه خير كثير لك، فكوني حريصة على ذلك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وكل عام وأنتم بخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات