كيف أتعامل مع طليقي إذا أراد السؤال عن ابنته ورؤيتها؟

0 607

السؤال

السلام عليكم

كيف أتعامل مع ابنتي التي عمرها سنة؟ خاصة أنها أحيانا حين تبكي على شيء، ولا أعطيه لها تظل تبكي، فماذا أفعل؟ وكيف أحذرها من عدم لمس أشياء ستضرها كالكهرباء مثلا؟

وماذا أفعل حين تبدأ في السؤال عن أبيها الذي طلقني وتزوج، والذي لم يقم بواجبه تجاهنا؟ وماذا أفعل حين يأتي للسؤال عن ابنته؟ وكيف أتعامل مع الموقف بحزم ودون تعصب مني؟

وماذا أعمل حتى لا تدفع ابنتي ثمن خلافاتنا بأن تتأثر نفسيتها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مناية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك ابنتنا الفاضلة في موقعك، ونشكر لك الاهتمام، ونشكر لك السؤال، ونسأل الله أن يعوضك خيرا، وأن ينبت هذه الفتاة (البنية) نباتا حسنا، وأن يجعلها قرة عين لك، هو ولي ذلك والقادر عليه.

ولا يخفى عليك – الأمر كما أشرت – فإن للطلاق تأثيرا على الأبناء، وتأثيرا قد يكون كبيرا أيضا، إذا لم تقم الأم بواجبها، ولكن -ولله الحمد- أنت الآن واعية، والدليل على ذلك هو هذا السؤال، ولذلك تستطيعين حماية هذه البنية من الصدمات، ومن فقدها للأب، لأن الأب إذا لم يكن أهلا للمسؤولية، فالخير ألا يكون موجودا.

وأرجو أن نبشرك بأن النجاح سيكون حليف هذه البنية إذا غرست فيها روح الدين، والإيمان بالله تبارك وتعالى، ومعاني الرضا بقضاء الله تبارك وتعالى وقدره، ونجحت في أن توفري لها البيئة الآمنة.

ولا تحزني طويلا، فإن كثيرا من الناجحين كانوا أيتاما بالأصل، بل تحير علماء التربية من كثرة نجاحات الأيتام، لأنهم قالوا: قسوة الأب وشدة الآباء، خير لهم (الأبناء) من أن يكون هناك أب، فالأمر - إن شاء الله تعالى – في يدك، فاستعيني بالله تبارك وتعالى، ولا تترددي من حسن التوجيه، وحسن التربية لابنتك، وحاولي دائما أن تعالجي الأمور بمنتهى الهدوء، فإن أمر الطلاق قد انتهى، وتزوج الرجل، وهذه أمور مقدرة، وسوف يعوضك الله تبارك وتعالى خيرا، وقد يأتي الله به مرة ثانية، إن كان في ذلك خيرا.

فاحرصي دائما على أن تحسني تربية البنية، وإذا جاء الوالد عليها أن تستقبله، بل شجعيها على احترامه وعلى سماع كلامه، وبيني لها أنه أب لها، بهذا الوضوح، وبهذه المعاني الجميلة، ولا تركزي على جوانب التقصير وجوانب النقص، بل تجنبي ذكره بالسوء والشر في حضورها، وبالقرب من سمعها، وحاولي أيضا أن تتماسكي عند الزيارة التي يقوم بها لابنتك حتى لا تشعر أنك في حرج، أو أنك متضايقة، وهذه الأمور - إن شاء الله تعالى – يستطيع أن يقوم بها الإنسان، ولعل الصعوبة في المرات الأولى، ولكن بعد ذلك ستعتادين هذه الأمور.

لا تحزني على ما فات، واعلمي أن الخير فيما اختاره الله تبارك وتعالى، والرجل الذي يقصر في حق بنيته سيسأل بين يدي الله تبارك وتعالى، قبل أن تسأليه أنت ذنوبا -والعياذ بالله- على تقصيره، وكفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول – أن يضيع من يقوت.

ولذلك ينبغي أن تعلمي أيضا أن الطلاق رغم أنه ليس بالسهل، إلا أنه أفضل من استمرار الخصام، واستمرار المشاكل في حياة الأسرة، ولذلك لن تخسري كثيرا، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير، وأن يعينك على الاستمرار في النجاح، وسؤالك هذا يدل على الاهتمام الكبير.

أما بالنسبة لبكاء البنية، فإن البكاء لن يضرها، فلا تنزعجي إذا بكت، ولا تنزعجي إذا تأثرت من شيء، ولا تلبي الطلبات في كل الأحوال، واعلمي أن البكاء لا يضرها، وعليك أيضا أن تبرري التصرفات، كأن تقولي لها: (لا تلمسي هذا لأنه حار)، (لا تمدي يدك إلى الكهرباء لأنها كذا) هذا بالعكس يعطي فرصة للتبرير، لكن أقول (لا تلمسي، لا تفعلي، لا تخرجي) بدون تبرير هذا يدفع للبكاء، ويحمل الأطفال الصغار للعناد، لذلك تعليماتنا وتوجيهاتنا لصغارنا ينبغي أن تكون مبررة وواضحة.

نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونرحب بك في موقعك، ونسأل الله أن يقر عينك بصلاح هذه البنية، وأن يعوضك خيرا، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات