أعاني من إحساس بهبوط مع ضربات قلب سريعة، ما العلاج؟

1 662

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم على هذا الموقع الرائع، والذي كلما حدث شيء لي أستشيركم فتعطوني الجواب، وجزاكم الله كل خير.

كنت منذ فترة أعاني من إحساس بهبوط مع ضربات قلب سريعة، وذهبت إلى دكتور باطنة فقال لي إن هذه أعراض قلق، ووصف لي مهدئا عند اللزوم، وبالفعل عندما كانت تحدث هذه الحالة كنت آخذ الدواء فتذهب الحالة، وأتذكر اسم الدواء هو moutival أو ما شابه، مع العلم أن الحالة كانت تأتي على فترات بعيدة.

مع الوقت بدأت الحالة تتفاقم، وتأتي على فترات كبيرة، وتأتي وأنا أصلي، ثم زادت الحالة جدا حتى أصبحت تأتي لي كلما أركب موصلات، وخاصة لمسافة طويلة، ثم زادت إلى أن وصلت بإحساس فظيع يشد أعلى الرقبة، كلما أقود السيارة عندما ترتفع سرعة السيارة!

ذهبت للطبيب فقال لي إن هذه أعراض نقص في مادة السيروتونين في الجسم، ووصف لي دواء moodapex لمدة 6 أشهر، ثم توقفنا عن الدواء تدريجيا، وبالفعل زالت جميع الأعراض وبدأت في العمل، ولكن توقفت عن العمل لظروف الشركة منذ نحو 3 أشهر، ولكن من نحو شهر ونصف بدأت الأعراض ترجع مرة أخرى بصورة خفيفة (أعراض الدوخة)، ثم زادت إلى أن شعرت بشد في بعض مناطق الوجه والرقبة وأعلى الرأس، فذهبت له مرة أخرى قال لي إن مستوى السيروتونين بدأ يقل مرة أخرى، وأن هنالك أجساما عندما تتعرض للضغوط النفسية يقل معدل إنتاجها للسيروتونين.

وصف لي دواء lexotanil 1.5mg قرص صباحا ومساء، وقال إن هذه مهدئ حتى يعود الجسم في الإنتاج مرة أخرى.

ماذا أفعل؟ لقد تعبت من هذه الأشياء، وهل سأظل هكذا طوال عمري على المهدئات أم ماذا؟ وما هو العلاج الجذري؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ khal say حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إن حالتك يظهر أنها إحدى حالات القلق، والقلق يؤدي إلى أعراض جسدية مثل التسارع في ضربات القلب، وبعض الناس لديهم أصلا استعداد للقلق، لذا تجد أن حالتهم قد لا تستقر إلا بعد تطبيق كل المتطلبات العلاجية.

المتطلبات العلاجية تتكون من الآتي:
أولا: لا بد من إجراء فحص طبي عام، يتأكد الإنسان من خلاله من مستوى الدم، مستوى السكر، وظائف الغدة الدرقية، وظائف الكبد، الكلى، الدهنيات..

هذه قاعدة طبية ممتازة جدا ورصينة، وحتى إن كانت قناعاتنا تسعة وتسعين بالمائة أن الحالة نفسية، لكن وجد أن المردود العلاجي إيجابي جدا حين يقوم الإنسان بالفحص المختبري، وتطلع النتائج طبيعية، هذا في حد ذاته مفرح جدا للإنسان، ويقلل من قلقه وتوتره، ويجعل الطبيب أيضا مطمئنا في أنه بالفعل يعالج حالة نفسية.

أخي الكريم: أرجو مخلصا أن تبدأ هذه البداية، أي أن تقوم بإجراء هذا الفحص، وأرجو ألا تمتعض، أرجو ألا تحزن على نفسك لأنك تتناول أدوية، هذا ليس عيبا، الأدوية ليست منقصة، الأدوية هي نعمة من نعم الله تعالى علينا، وعقل الإنسان بفضل من الله تعالى أصبح متفتحا، واكتسب الكثير من المعارف والعلم ليستفيد منها الإنسان نفسه.

لا تحزن أبدا ولا تتحسر على أنك تتناول أدوية، فتناول الأدوية له ضوابط، يجب أن يكون العلاج سليما، يجب أن يوصف عن طريق الطبيب الثقة، بعد التأكد من التشخيص، والمريض ملزم بأن يتبع التعليمات كاملة، بأن يأخذ الدواء في مواعيده، وبالجرعة المطلوبة، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: هنالك علاجات تأهيلية سلوكية، من أهمها العمل لمن هو في عمر العمل، والدراسة لمن هو في عمر الدراسة، هذه مهمة لتطوير المهارات.

من الضروري أيضا أن يطور الإنسان من مهاراته الاجتماعية التواصلية، وهذه دائما تتأتى من خلال زيارة الأرحام وبر الوالدين، والاهتمام بالجار، الاهتمام بالضعيف، مساعدة الكبير، هذه المثل وهذه الأطر وهذه الأخلاق العظيمة التي ينادينا بها ديننا حقيقة هي من أعظم الآليات السلوكية التي تطور النفس البشرية، فكن حريصا على ذلك.

بعد ذلك العلاج الدوائي: أنا أرى أن تأخذ دواء واحدا سليما ولمدة علاجية صحيحة، وعقار (مودابكس) من الأدوية الجميلة جدا، و(الموتيفال) من المهدئات البسيطة، (اللوكستانين) لا بأس به، لكن يعاب عليه أنه ربما يسبب الإدمان والتعود.

أما موضوع مادة السيروتونين ونقصها في الدماغ: هذا الكلام هو حقيقة، لكن لا نستطيع أن نقول أنه لدينا الدلائل المادية القاطعة، نعم هنالك مؤشرات إيجابية جدا تشير أن الذين يعانون من القلق والاكتئاب وكذلك المخاوف والوساوس لديهم بعض التأرجح – إذا جاز التعبير – في مستوى إفراز هذه المادة، ولذا استعمال الأدوية وبانتظام يؤدي إلى ترتيبها وتعديلها ووضعها في المسارات الصحيحة.

هنالك حقيقة أيضا لابد أن أضيفها، وهي أن السيروتونين لا يمكن قياسه في أثناء الحياة، هذه لابد أن تكون معلومة، لأن بعض الإخوة والأخوات يأتون ويقولون لنا: (نود أن نقيس مستوى السيروتونين في الدماغ) هذا غير متوفر الآن، لكن الحقيقة هذه تم التوصل إليها من خلال مؤشرات غير مباشرة، سحب السائل النخاعي لدى بعض الناس، قد يشير أن الإفرازات الثانوية للسيروتونين ضعيفة، وهذا دليل على ضعفه، لكن الدليل الأقوى أتى من أن الأشخاص الذين يعانون من القلق أو الخوف أو الوساوس أو الاكتئاب بعد الموت تم تحليل أدمغتهم واتضح أنه بالفعل يوجد ضعف في إفراز مادة السيروتونين في مناطق معينة من الدماغ.

إذن الأدوية مهمة أيها الفاضل الكريم.

أنا أود أن أقترح عليك أن تتناول دواء زيروكسات والذي يعرف علميا باسم (باروكستين) دواء بسيط جدا، ممتاز جدا وفعال جدا، ومدة العلاج هي ما بين الستة أشهر إلى سنة، والعلاج له مراحل، جرعة تمهيدية وجرعة علاجية وجرعة وقائية، من يتبعها ويسير على هذه الخطوات - إن شاء الله تعالى – ينتفع بذلك كثيرا.

إذن ابدأ بهذا الدواء، تناوله بنصف حبة – أي عشرة مليجرام – تناولها ليلا لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة واستمر عليها لمدة شهرين، ثم اجعله حبتين في اليوم، تناولها إما كجرعة واحدة أو بمعدل حبة صباحا وحبة مساء، واستمر عليها لمدة شهرين أيضا، ثم اجعلها حبة واحدة ليلا لمدة ستة أشهر – هذا هو الذي أفضله – ثم اجعلها نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، ونحن في هذه الأيام الطيبة لا يسعني إلا أن أقول لك كل عام وأنتم بخير، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات