دقات قلبي تتزايد عندما أتحدث وصوتي ينخفض.. هل أنا مصابة بالرهاب؟

0 318

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالبة جامعية آخر سنة لي بالجامعة، قليلة الحديث في المجالس، دقات قلبي تتزايد عندما أتحدث، وصوتي منخفض، لا أبدي رأيا غالبا في المنزل، فأنا عكس ذلك أخاف أن أكون مصابة بالرهاب، ولا أريد أن أستعمل الدواء.

أنا الآن إنسانة تربوية وأشرح أمام الطالبات، ولكنني أخشى أن لا أنجح في أن أكون معلمة متميزة تربي أجيال نافعين لدينهم ووطنهم.

أفيدوني، ولا تنسوني من دعواتكم، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأرى أن حالتك حقيقة بسيطة جدا، ولا أعتقد أنها وصلت لدرجة الرهاب الاجتماعي الحقيقي، ربما الذي يكتنفك هو نوع من الخجل البسيط مع الحياء جعلك تعيشين بعض الصعوبات عند المواجهات، وهذه يمكن التخلص منها من قبيل التدريب السلوكي المتواصل.

هنالك في علم النفس ما يعرف بالتحصين المتدرج، ويقصد به أن الإنسان يواجه مصادر خوفه – أيا كانت – وتكون هذه المواجهة تدريجيا، وأفضل بداية لهذا التدريج أن تكون المواجهة في الخيال، بعد ذلك يطبقها الإنسان في الواقع.

المواجهة في الخيال تقتضي أن يضع الإنسان صورة ذهنية جادة لموقف اجتماعي يكون هو فيه الذي يبادر بالمواجهة، أو هو اللاعب الرئيسي في هذا الموقف، وسوف يكون عرضة لملاحظة ونظر وربما نقاش الآخرين. مثلا تصوري أنه قد طلب منك على النطاق الدراسي أن تقدمي موضوعا معينا أو عرضا أمام زميلاتك، ومجموعة من الأساتذة في الجامعة، وهذا موقف يحدث في الواقع.

عيشي هذا الخيال بدقة وتفاصيل، حضري المادة التي تودين أن تقنعي بها، وبالفعل قومي بتقديمها، يجب أن تتحدثي بصوت مرتفع، وتقومي بتسجيل كل ما ورد في حديثك وعرضك هذا، وأنت تقدمين العرض دائما اربطي خيالك بأنك تتحدثين إلى هذه المجموعة سالفة الذكر.

هذا التدريب يجب ألا يقل عن خمسة عشر إلى عشرين دقيقة، وبعد الفراغ من التسجيل قومي بالاستماع لما قمت بتسجيله، هذا يعطي دفعة نفسية إيجابية قوية جدا للإنسان، لكن هذه التمارين تتطلب الجدية في تطبيقها، وأن تطبق عدة مرات، على الأقل، وتكون الممارسات بمعدل يومي، ولمدة أسبوعين، ولابد أن تكون مواقف معينة في الخيال مواقف مختلفة، يعني تخيلي أنك قد قدمت عرضا في هذا الموقف، تخيلي في موقف آخر كأن لديكم مناسبة اجتماعية، وكنت أنت المسؤولة عن تنظيم استقبال الضيوف والمدعوين، وقمت بإعداد كل شيء يخص هذه المناسبة النسائية، وهكذا.

إذن التعرض في الخيال يعتبر أمرا مهما وضروريا جدا.

الأمر الثاني هو: أن يكون لك وجود حقيقي وسط زميلاتك الطالبات، اسعي دائما أن تأخذي المبادرات، وحاولي أن تكثري من الاطلاع في مجال الأكاديميات وغير الأكاديميات، القراءة الحرة واكتساب المعرفة تعطي الإنسان زادا كبيرا جدا من القدرة على مخاطبة الآخرين، والدخول في حوارات معهم، أما الإنسان الذي لا يمتلك ناصية العلم والمعرفة يصعب عليه تماما أن يجاري الناس في الكلام، وأن يكون له حضور حقيقي في حضور الآخرين.

النقطة الثالثة: هي على النطاق المنزلي، لابد أن تكون لك أيضا أنشطة أسرية متميزة، هذا يعطيك دفعة اجتماعية وسلوكية إيجابية قوية جدا.

النقطة الرابعة: انخراطك في أي عمل اجتماعي، أو ثقافي، أو حتى دعوي سوف يظهر مقدراتك الاجتماعية، ويرفع من هذه المقدرات مما يسهل عليك الكثير من المقدرة على المواجهة.

أنت - إن شاء الله تعالى – ستكونين ناجحة جدا كمعلمة، أرجو أن تزيلي هذه الفكرة السلبية تماما من تفكيرك، وطبقي ما ذكرته لك، وإن شاء الله تعالى سوف تكونين من الناجحين والموفقين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات