كيف أقنع والدي بحبي لابنة عمي ورفضي لمن يرغب هو؟

0 386

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالب في الثانوية, عمري 18 سنة, أعيش مع أمي بسبب طلاق والدي لأمي منذ أن كنت في الشهور الأولى من عمري, وعشت مع أمي في بيت جدي -أبو أمي- وكانت زياراتي لوالدي قليلة جدا, وبعد أن كبرت صرت أكثر من زياراتي له من أجل إخوتي, ولكي أتعرف عليهم أكثر, ونتعود على بعض.

الحمد لله أنا طالب مجتهد, ونسبتي لا تقل عن 95%, وأنا أحب ابنة عمي منذ أيام المتوسط, ووالدتي تعلم بهذا الشيء, وهي بنفس عمري, ولكن والدي بخاطره واحدة غير ابنة عمي, وهذه البنت لم تعجبني من حيث المنطق, والعادات, والدين, ولكن والدي مصر عليها, وابنة عمي أجمل منها, وأفضل منها شكلا, ودينا, وخلقا.

وطلبت منه أن يخطب لي ابنة عمي فرفض ذلك, يقول لا أريد ابنة عمك لك, لدي الأفضل لك, قلت له إني لا أريدها, ولكنه مصر على رأيه, ولديه استعداد أن يخطب لي التي يريدها, ولكن التي أريدها أنا لا يريدها, يقول بعدما تتوظف افعل ما تريد.

كل أهلي يعرفون أني أريد ابنة عمي, وحتى أم البنت تدري أني أريد ابنتها, وليس عندهم مشكلة, وأنا لا أريد أن يأخذها أحد غيري لأني أحبها.

ماذا أفعل مع والدي؟ وكيف أقنعه؟

أتمنى الإجابة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ M حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه..

نرحب بك - ابننا الفاضل - في موقعك، ونشكر لك هذا التواصل، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يصلح لنا ولك النية، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه, ونشكر لك التواصل مع الوالد والرغبة في التعرف على إخوانك، وندعوك إلى بر الوالدة والإحسان إليها، وهي أيضا مشكورة على تشجيعك على هذا التواصل، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يديم الألفة وأن يصلح لنا ولكم الأحوال، هو ولي ذلك والقادر عليه.

أما بالنسبة للسؤال المطروح، فنحن نريد أن نقول: لا شك أن مسألة الزواج تقوم على رغبة الشاب نفسه، واختيار الشاب وميل الشاب للفتاة التي يريدها، ورأي الوالد معتبر، لكن الأصل هو أن يترك الإنسان كما يحب، ونحن لا نرضى لك الفتاة التي لا تريدها ولا تميل إليها، ولا تعجبك العادات التي هي عليها، فالصواب إذن أن يمضي الإنسان في المكان الذي يريد، وبنت العم من المنزلة وبالمكانة الرفيعة، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد.

عليك أن تتعامل مع الوالد بلطف، وتجتهد في إقناعه، وتبين له ما في نفسك من النفور وعدم الرغبة من الارتباط بتلك الفتاة، ولست أدري لماذا يصر الوالد على رفض بنت أخيه، فابنة العم بالنسبة لأبيك ابنة أخ، هل بينهما مشاكل؟ هل هناك أمور قديمة لا تعرفها؟ أم ما هي وجهة نظره بالضبط؟ على كل حال مسألة الزواج تقوم على اختيار الشاب وعلى اختيار الفتاة، وليس لأهل الفتى ولا لأهل الفتاة أن يتدخلوا أو يجبروه على الزواج من فتاة معينة، مهما تكون جميلة، مهما كانت، فإن العبرة في رأي الشاب، لأنه تلاق بالأرواح، فالأرواح جنود مجندة ما تعارف منه ائتلف وما تناكر منها اختلف.

فنحن في مسألة الزواج لا ننصح أبدا بالمجاملة، بل لا بد للإنسان أن يختار الفتاة التي يريدها، التي أعجب بدينها وأخلاقها، إذا كانت الفتاة صاحبة دين وأخلاق فلا عبرة برأي أحد، فعليك أن تفعل ما يرضي الله، ولا مانع من أن تتزوج من ابنة العمة أو بنت العم المذكورة، وعليك أن تجتهد في إرضاء الوالد، لأن هذا هو المهم، وتتعامل مع الموضوع بمنتهى الهدوء، وتعبر لوالدك عن حبك وتقديرك له، لكن تريد أن تقول (أجد في نفسي نفورا من هذه الفتاة وأنا أرغب في هذه) فإن ساعدك في الزواج فبها ونعمت وإلا فعليك أن تنتظر وتجتهد، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وحاول أن تتعامل مع والدك بمنتهى الأدب، ومنتهى التفاهم، ولا تفسد ما بينك وبينه من العلاقة والود، ولكن لا ننصحك بالمجاملة في هذه المسألة، وإذا رفضت الفتاة فإن هذا لا يدخل في دائرة العقوق، لأنك من ستعيش مع الفتاة، وعمر الحياة الزوجية طويلة، والمجاملة كما قلنا لا تنفع.

إذا كان هناك من يؤثر على الوالد من المشايخ والدعاة والوجهاء والأعمام والأخوال؛ فأرجو أن تطلب مساعدتهم بعد أن تتوجه إلى رب الأرض والسماوات، واعلم أن قلب الوالد وقلوب الجميع بين أصابع الرحمن يقلبها تبارك وتعالى، فأكثر من اللجوء إلى الله، وكرر المحاولات مع الوالد، واطلب مساعدة الوجهاء والدعاة إلى الله والذين يعزهم الوالد.

وفي النهاية عليك أن تزيد من برك للوالد، ولكن ليس عليك من حرج إذا رفضت تلك الفتاة التي أرادها، واخترت الفتاة التي تجد في نفسك ميلا إليها, وإلى دينها, وإلى أخلاقها, وهي الأجمل والأكمل، وهي تستكمل كل المواصفات، فهي صاحبة دين، وصاحبة خلق, وجميلة, وابنة عم، فهي أولى من غيرها، خاصة وأنت تميل إليها، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منه ائتلف وما تناكر منها اختلف.

نسأل الله لك التوفيق, وأن يديم عليك نعمه، وأن يديم عليك نعمة التوفق ونعمة التدين، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات