أحب ابن عمي وأرغب في الزواج منه، فكيف أعلمه بذلك؟

0 544

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحب ولد عمي وهو نفس عمري، قررت أن أقول له إني أحبه، وكنت أدرس في ثاني ثانوي فأضفته عندي في البلاك، وقلت له عادي نتكلم، كان عاديا محتشما معي.. نحن نتكلم في البلاك وأنا غلطت عليه فعصب وحذفني، ووقتها انصدمت، وما أدري ماذا أعمل؟! ومر يوم ثاني أضفته واعتذرت منه على أسلوبي، وبعدها حذفته والأمر عادي.

دائما نروح إليهم في البيت وهم يجونا، لكن أحس أنه ما يحبني! وانا جدا تعلقت به، وما أنا متخيلة نفسي إلا معه، فما أدري الذي عملته صحيح أوخطأ؟ دائما أتذكر أني أضفته وقلت له المعذرة، وأندم وأتضايق، وهو أسلوبه أغلب وقته معصب.. هذا الكلام صار له نحو سنتين، وأنا الآن متخرجة من المدرسة لكن ما نسيت الذي عملته.. أفيدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جواهر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

بداية نرحب بك في موقعك، ونشكر لك هذا التواصل، ونشكر لك هذه الثقة التي حملتك على عرض هذا السؤال، ونطمئنك ونطمئن بناتنا وأبناءنا الكرام بأن أسرارهم محفوظة، ومن حقهم أن يطالبوا حجب الاستشارات، حتى نحافظ لهم على الخصوصية، خاصة في مثل هذه القضايا.

نشكر لك أيضا الحرص على التواصل مع هذا الموقع الذي يعنى بالجوانب الشرعية، ونسأل الله أن يحقق لك ما تريدين، وأن يجمع بينك وبين ابن العم على ما يحبه الله تبارك وتعالى ويرضاه.

نشكر لك أيضا هذه الرغبة في الارتباط بابن العم، فابن العم صاحب منزلة رفيعة عند الإنسان، كما قال الشاعر:
(وإن ابن عم المرء فعلا جناحه *** فهل ينهض الطير بغير جناح؟)

لكن الإسلام طبعا يريد العلاقة والارتباط دائما تكون في إطار الضوابط الشرعية، ولذلك نشكر لك الندم والاعتذار من الخطوة والغلطة التي بينت أنك أخطأتها في حقك وحق ابن العم، ورغم أننا لم نعرف نوع الخطأ وحجم الخطأ، إلا أن المسألة -إن شاء الله تعالى- في دائرة العفو والغفران.

المهم هو أن يتعظ الإنسان لأيام المستقبل، لأن هذه الأشياء وهذه التواصل بهذه الطرق معروف أنه لا يقبل من الناحية الشرعية، ولا يقبل كذلك من عندنا كمجتمعات وكعادات، ولذلك من المصلحة أولا كتمان هذا الموقف الذي حصل وعدم تسليط الأضواء عليه، ويكفي الآن أن تصل المشاعر النبيلة منك لابن العم عن طريق أخواته، أو عن طريق عماتك أو أي من المحارم الذين يستطيعون أن يوصلوا مثل هذه المشاعر.

لا شك أن النساء لهن دور كبير في مثل هذا، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في حق النساء، فقال: (أنتن أبصر بذلك وأعلم) وهذا الكلام قاله لخولة بنت حكيم التي خطبت للنبي -عليه الصلاة والسلام- عائشة، وخطبت له سودة، وكذلك قامت نفيسة بدور في خطبة خديجة -رضي الله عنهن وأرضاهن-

النساء من عمات، من كبيرات، من جدات، هن الأقدر على إيصال مثل هذه المشاعر النبيلة، فأرجو أن تتواصل الأسرتان، ونسأل الله أن يديم المحبة، وأعتقد أن ابن العم عله غافل عن بنت عمه، ولكن نحن نريد أيضا نبين أن هذه الأمور ينبغي أن تسير في الطريق الذي يرتضى من الناحية الشرعية، ومن ناحية كذلك العادات والتقاليد لدينا، وهي بلا شك موافقة لهذا الشرع الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، وذلك لأن بعض الأسر إذا علمت أن ثمة تواصلا حصل قد يدفعها العناد والرفض إلى الوقوف في وجه هذه العلاقة حتى لا تكتمل، وإذا أخطأ الإنسان مرة فلا ينبغي أن يكون ذلك عذرا في أن يفعل الصواب أو أن يحول بينه وبين أن يفعل الصواب الذي يرضي الكريم التواب سبحانه وتعالى.

نعتقد أن هذه المسألة ستكون قد مضت وانتهت، فلا تقفي عندها طويلا، واجتهدي في أن تظهري ما وهبك الله من تدين وأخلاق وآداب أمام أسرة العم، لأن هذه هي الأشياء التي يبحث عنها، وكوني كذلك جيدة التواصل مع أخواته ومع والدته ومع العم، فإن هؤلاء جميعا لهم تأثير كبير على هذا الشاب، ومن حقك أيضا أن تكثري من التوجه إلى الله، وندعوك إلى أن تكثري من التوجه إلى الله تبارك وتعالى، وكذلك مسائل الاهتمام بابن عمك والسؤال عن صحته وعن أحواله عن طريق محارمه، هذه من الأمور التي تعطي مؤشرات هامة، وهذه الرسائل تصل فتجعل ابن العم أيضا يلتفت لهذه الأمور، ويلتفت إلى هذه الرغبة المكبوتة في أن تكملوا المشوار بالحلال، وهذا ما يحرص عليه قطعا الأهل وتسعد به الأسرتان.

كذلك أيضا أرجو أن يكون في الذي حصل موقف ودرس لا يتكرر، فإن السعيدة توعظ بمثل هذه المواقف، وتنتبه لمثل هذه الأشياء التي يمكن أن تكون آثارها سلبية، ومن استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه، ودائما الإسلام أراد للفتاة أن تكون مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة، نتمنى أيضا أن تتوقف هذه المشاعر فلا تتمادي فيها؛ لأن الإنسان إذا أخذ يفكر في قضية ومن طرف واحد فإن ذلك يجلب له التعب.

أنت عليك أن تفعلي هذه الأسباب التي أشرنا إليها من حسن الثناء عليه عند أهله، من التواصل مع أسرته، من إظهار ما وهبك الله من آداب وأخلاق ومشاعر نبيلة، من عرض هذه الرغبة أو الثناء عليه أمام الجدات والعمات والخالات، فإن الرسالة تفهم والرسالة تصل بهذا المعنى، كذلك كما قلنا: اللجوء إلى الله تبارك وتعالى.

المهم اتخاذ الوسائل التي تدل بطريقة أو بأخرى على رغبتك في إكمال المشوار والسير في هذا الاتجاه بالحلال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير وأن يرضيك به، وأن يجعل ابن عمك من نصيبك، وأن يعينكم جميعا على تأسيس بيت فيما يرضي الله تبارك وتعالى.

كذلك أرجو أن تشتغلي بطاعة الله، فإن الله يدافع عن الذين آمنوا، وإذا اشتغل الإنسان بالخير والطاعة فإن الله يكون في عونه وفي حمايته، فاحفظي الله يحفظك. كذلك كوني عونا للمحتاجين -من الأسرة ومن غيرها- فمن كان في حاجة الناس كان العظيم سبحانه وتعالى في حاجته.

نسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، ونسأل الله تبارك وتعالى أن ييسر لنا ولكم الحلال من الأرزاق، والحلال في العلاقات والارتباطات، وأن يكفينا بحلاله عن حرامه، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات