ابنتي تخاف من إدخال الأكل إلى فمها.. هل من علاج؟

0 488

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي ابنة تبلغ من العمر 19 سنة كان بها سحر لم يظهر أثره، ولم نعرفه إلا حين توفي قريب لنا، وتزامن هذا أيضا مع مس أصاب أخاها، فصدمت لذلك فرقيناها، فتبين أنها مسحورة.

وبفضل الله أبطل هذا السحر، وزالت عنها أعراض المس والسحر من قلق وضيق في التنفس، وأشياء كانت تعانيها من قبل، لكن المشكلة الآن أنها إذا أرادت الأكل أو الشرب فإنها لا تستطيع وتخاف خوفا شديدا من ذلك، بحيث إذا اقترب الشيء من فمها لا تستطيع أن تدخله، وإذا أدخلته فإنها تمضغه وتنزعه من فمها خوفا منه، فقلنا ربما يكون مسا أو سحرا فرقيناها مرات كثيرة فلم تتأثر أبدا، فالآن صحتها بدأت تضعف من عدم مقدرتها على الأكل والشرب.

هل من علاج؟ وفقكم الله وبارك الله فيكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نفيسة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بادئ ذي بدء أود أن أؤكد لك أنني أؤمن بوجود السحر، لكن في ذات الوقت قناعاتي ثابتة جدا أنه توجد الكثير من المبالغات في هذا الأمر، وكثير من الناس ألحق بهم الضرر، وحرموا من العلاج بالرغم من معاناتهم من أمراض نفسية، وحرموا من العلاج بحجة أنهم قد أصيبوا بالسحر أو المس، والقاعدة التي يجب أن نركز عليها هنا أن الإنسان المسلم يجب أن تكون قناعاته قوية بأن الله خير حافظا، وينتهج ما انتهجه النبي - صلى الله عليه وسلم – في علاج السحر، وليس أكثر من ذلك، وفي ذات الوقت يجب أن نكون مستبصرين، ونعرف أن هنالك أمراض نفسية، هنالك مرض القلق، التوتر، المخاوف، الوساوس، منتشرة جدا، وأعراضها تقريبا هي نفس الأعراض التي ذكرتها والتي أصابت هذه الفتاة – شفاها الله - .

فيجب ألا نسرف أبدا في التعامل في قضية السحر؛ لأن فيها الكثير من التعقيدات واستغلال الناس وبساطتهم، وحسن نواياهم من قبل كثير من المشعوذين، وحتى كثيرا من المتدينين من الذين نحسبهم على نية حسنة وصادقة، بسبب خلل في بعض مفاهيمهم أدى إلى تثبيت فكرة أن السحر هو وراء الكثير من العلل النفسية.

عموما الكلام في هذا المجال يطول جدا، والذي أقوله لك هو أن يكون هنالك حرص من جانب هذه الفتاة بأن تصلي الصلوات في وقتها، وأن تسأل الله أن يحفظها، وتحرص على أذكار الصباح والمساء، وليس أكثر من ذلك، وفي ذات الوقت أرى أنها من الضروري أن تذهب إلى طبيب نفسي، لأن الأعراض التي تعاني منها هي أعراض قلقية وسواسية، وأعتقد أن التأثير الإيحائي – أي الترويج لفكرة إصابتها بالسحر – هو الذي جعلها تظهر هذه الأعراض، وهذا لا يعني أنها متصنعة، لا، هنالك تأثيرات لا إرادية إيحائية تظهر لتقنع الشخص وتقنع من حوله أنه بالفعل مصاب بالسحر أو العين.

فيا أختي الكريمة: اعرضي هذه الفتاة على طبيبة، والأطباء النفسانيين - إن شاء الله تعالى – لهم الاختيار التام، وأعتقد أن كل الذي تحتاجه هو أن تتجاهل هذه الأعراض، وأن تتجاهلوها أنتم كذلك، وأن تتاح لها فرصة لأن تلفت انتباهها بعيدا عن هذه الأعراض من خلال أن تشغل نفسها فيما هو مفيد، وهنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، وبالموقع استشارة تحت رقم (2136015) فيها أشياء جيدة ومفيدة لكيفية تطبيق هذه التمارين، يمكن أن ترشد لها هذه الفتاة.

أما في حالة ذهابها إلى الطبيب النفسي، فسوف يقوم الطبيب النفسي تدريبها على هذه التمارين، وفي ذات الوقت أرى أن تناولها لدواء بسيط مثل (زيروكسات)، والذي هو موجود في الجزائر، ويسمى علميا باسم (باروكستين) إذا تناولتها بجرعة عشرة مليجرام يوميا – أي نصف حبة – ليلا بعد الأكل لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك تجعلها حبة كاملة لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء، أعتقد أن ذلك سوف يكون جيدا ومفيدا بالنسبة لها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات