هل يؤخذ دواء زولفت بدون وصفة طبية؟

0 1140

السؤال

الدكتور الفاضل محمد عبدالعليم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بادئ ذي بدء أشكرك على مجهود الواضح, وردودك الشافية الكافية, وأود أن أطرح على جنابك الكريم سؤالا بخصوص دواء زولفت الذي توصي به دائما -خصوصا لحالات الرهاب الاجتماعي-.

ومن خلال اطلاعي على المواضيع المتعلقة بالرهاب الاجتماعي لاحظت في نفسي شكلا من أشكال الرهاب الاجتماعي, لذلك أردت أن أستعين بدواء زولفت بعد الله تعالى في التخلص من هذا المرض, وأود أن أسألك بخصوصه بعض الأسئلة:

1- هل يسبب هذا الدواء حدوث حالات تشنج عضلي أو انشداد تخشبي؟ علما بأني مررت بتجربة مع دواء لا أتذكر اسمه سبب لي مثل هذه الحالة.

2- هل هناك أعراض لهذا الدواء تبدو في الأيام الأولى لاستخدامه؟

3- هل يصرف بدون وصفة طبية؟


وتقبل خالص تقديري واحترامي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أبدأ من النقطة الأخيرة وهي: هل يصرف الدواء بدون وصفة طبية؟ الإجابة نعم، في معظم الدول يصرف الدواء دون وصفة طبية، لكن بعض الدول تقيد صرفه بوصفة طبية، والدواء ليس من الضروري أن يكتب من جانب طبيب نفسي، حتى الأطباء العمومين والأطباء الباطنية الذين يعرفون عن هذا الدواء يمكنهم وصفه.

بالنسبة لفعالية الدواء: الدواء نعم فعال جدا لعلاج الرهاب الاجتماعي، ونستطيع أن نقول الآن أن كل الأدوية التي تعمل من خلال تنظيم السيروتونين في الدماغ –والسيروتونين هو المادة الرئيسية التي يعتقد أنها تلعب دورا كبيرا في الرهاب الاجتماعي، وكذلك القلق والوساوس والاكتئاب– ومن خلال عمليات دماغية فسيولوجية معقدة جدا تعمل هذه الأدوية على كبح استرجاع السيروتونين ليكون متوفرا في المسافات العصبية بين الخلايا، وهذا يؤدي إلى توازنه وتنظيم إفرازه وتوفره مما يعالج الحالات التي ذكرناها.

أيها الفاضل الكريم: من المهم جدا أن نعرف أن الأدوية مثل الزولفت كما ذكرنا تستعمل لحالات معينة ومتعددة، لكن كل حالة لها الجرعة التي تناسبها، مثلا القلق الاكتئابي: جرعة حبة واحدة تكفي في اليوم، معظم حالات الاكتئاب أيضا يتم علاجها من خلال حبة إلى حبتين في اليوم, لكن الرهاب الاجتماعي والوساوس القهرية تتطلب جرعة عالية نسبيا، وهي حبتان إلى ثلاثة في اليوم على الأقل، علما بأن هذا الدواء يمكن تناوله حتى أربع حبات في اليوم.

وددت أن أركز على هذه النقطة، لأن الكثير من الإخوان والأخوات بعد أن يحدث لهم تحسن يتوقفون عن الدواء أو لا يحسنون استعماله من خلال عدم الانتظام في الجرعة.

أيها الفاضل الكريم: الدواء لا يسبب أي تشنج عضلي، وأنا عرفت قصدك من التشنج العضلي، لأن بعض الأدوية خاصة مضادات الذهان –مثل الرزبريادون، والاستلازين– ربما تسبب نوعا من التخشب أو الانشداد العضلي، هذا لا يحدث.

أقول هذه النقطة لكن يجب أن أكون أكثر دقة، وهو أن الزولفت نفسه إذا تم تناوله مع أدوية أخرى لها القابلية لتسبيب الانشداد والتخشب العضلي، هنا تناول الزولفت سوف يزيد ظاهرة التشنج العضلي, هذه ملاحظة مهمة وددت أن أذكرها لك، لكن الدواء وحده لا يؤدي إلى تشنج عضلي.

هل هناك أعراض للدواء تبدو في الأيام الأولى عند استخدامه؟ نعم، هنالك أعراض، وكل الأدوية بالطبع لها أعراض، لكن الأعراض ليست من الضروري أن تظهر، لأن بعض الناس ولسبب ما أجسامهم تتوائم مع الأدوية بسرعة جدا، وبعض الناس تكون هنالك مبالغة شديدة جدا في الأعراض الجانبية التي تظهر لهم, لكن بصفة عامة هذا الدواء قليل الآثار الجانبية السلبية جدا.

من أهم الأعراض الجانبية التي قد تظهر في الأيام الأولى هو عسر أو سوء في الهضم بعد تناول الدواء، لذا ننصح دائما بأن يتم تناوله بعد الأكل.

بعض الناس يحسون أيضا بشيء من النعاس أو الاسترخاء الجسدي الزائد، لذا نقول في مثل هذه الحالة يفضل تناول الدواء مساء، وبعض الناس على العكس تماما تأتيهم شيء من اليقظة وزيادة الانتباه، وهؤلاء نقول لهم: تناولوا الدواء في فترة الصباح.

على المدى الطويل الدواء قد يؤدي إلى زيادة في الوزن، وهذه ليست كبيرة وتحصل للذين لديهم استعداد لزيادة الوزن، كما أنه بالنسبة للرجال من المتزوجين: الدواء قد يؤدي إلى تأخر في القذف المنوي، لكنه لا يؤثر أبدا على المقدرات الذكورية للرجل، وفي حالة الجرعات الكبيرة نسبيا (حبتين أو ثلاثة) في حاولي عشرين بالمائة من الرجال قد يشتكون من ضعف في الرغبة الجنسية, أو ضعف في الانتصاب.

والآن توجد تقارير أيضا أن بعض النساء تلاحظ أن رغبتهن الجنسية قد تضعف، لكن النسبة قليلة عامة, وفي نفس الوقت وجد أن الذين يركزون على هذا العرض في تفكيرهم يظهر الأثر النفسي مما يؤدي إلى زيادة في ظهور هذا العرض، وهنالك من تحسن أدائهم الجنسي بعد أن تناولوا هذا الدواء، وذلك نسبة لزوال القلق والتوتر، وإذا كان لديهم سرعة في القذف المنوي بالطبع يكون قد تم علاجها.

بذلك وددت أن أوضح لك المطلوب، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به، وبارك الله وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات