صوت مضغ الطعام أو شرب المشروبات الساخنة يفقدني أعصابي فما ذا أفعل؟

0 431

السؤال

السلام عليكم.

أود أن أسأل عن حالة تزعجني كثيرا بشكل كبير جدا جدا، لكنها تزعجني دائما، ولا أعرف إن كان هذا طبيعيا أم أنه يعود لمشكلة نفسية, وأكثر ما يثير أعصابي إلى حد الجنون هو أن يجلس بجانبي شخص أثناء مضغه الطعام في فمه, خصوصا التفاح, أو الخيار, أو الجزر, أو الموز, أو العلكة .. الخ.

خصوصا أن هناك أناسا لا يستمتعون بلقمتهم إلا عندما يفتحون فمهم أثناء المضغ, أو يتكلمون أثناء الأكل، وهذا ما لا أطيقه نهائيا, وأتمنى فعلا حينها أن أصرخ بأعلى صوتي, أو أن أنهال على ذلك الشخص بالضرب بكل قوتي إلى أن أرتاح, وقد لا أرتاح.

عندما يكون الشخص المقابل طفلا أو صديقة أو أختا فإني أظهر انزعاجي مباشرة, وأضع أصابعي في أذاني, وأغمض عيوني, وأصرخ عليهم, وأوبخهم بعصبية وانفعالية.
لكن المشكلة عندما يكون الشخص هو أبي أو أمي أو ضيف, أو شخص أكبر مني، فلا أستطيع تحمل ذلك, وقد أرحل من المجلس أو المكان الذي هم فيه, مع تحول كبير ومباشر ومفاجئ في المزاج - من المرح والضحك مثلا إلى العصبية والتوتر والانزعاج - وقد أكره ذلك الشخص تماما بسبب ذلك, فأبي لديه طبيعة عند الأكل وهي أن يأكل بطريقة سريعة وبصوت عال وكأنه لا يستمتع بالأكل إلا هكذا، فلا أستطيع الجلوس معه على مائدة واحدة, وقد تنقطع شهيتي تماما بسبب ذلك، وأحيانا أتأخر عن الطعام قليلا وأشغل نفسي بأي شيء في مكان بعيد لعله ينتهي من طعامه قبل أن أجلس على المائدة, أو على الأقل لكي أحظى بسماع أقل ما يمكن من تلك الأصوات, وأمي عندما تشرب شيئا ساخنا - كالشاي أو الشوربة - فلا تشربه إلا بطريقة الشفط, وهذا الصوت يقتلني إذا سمعته, فأضطر أن أذهب إلى أبعد مكان في البيت كي لا أسمع هذا, وأمي لديها عادة بعد الأكل؛ لإخراج الأكل أو مصه من بين أسنانها, ناتجا عنه صوت أشبه بالصفير، وهي لا تنتبه لهذا الصوت, وهي شاردة مثلا أمام التلفاز, أو عندما تتحدث مع أحد, وتستمر بفعل ذلك دون أن تنتبه, وهذا الصوت بالتحديد يصيبني بالقشعريرة, وهذه المشكلة تجعلني أكره نفسي أحيانا, وأحتقرها بالذات؛ لأني أنتبه إلى تلك الأصوات التي قد لا تسمع, ولا يسمعها أحد سواي، ولأنها تجعلني أنفر من أي شخص- وهو يفعلها كشيء طبيعي دون قصد - وبالذات إن كان ذلك الشخص هو أبي أو أمي - مع احترامي الشديد لهم-.

المشكلة الأكبر أن الموقف أحيانا لا يسمح بأن أترك المكان, وأبتعد عن الشخص، فأضطر أن أسمع ذلك الصوت المزعج وأتحمله، لكني بنفس الوقت أشعر بأن شيئا يدوس على أعصابي، وكأن ذلك الصوت ينخر دماغي, وأصاب بقمة الانزعاج والتوتر والعصبية, لا أعلم كيف أصف ذلك الشعور فهو فعلا قمة في الإزعاج, مع هذا كله فأنا هادئ بطبعي, ولست عصبيا نهائيا, بل الكل يصفني بأني شخص هادئ جدا، وأنا أحب الهدوء كثيرا, وعند الغضب أتصرف بغضب عادي ومعقول، وقد لا أغضب كثيرا أمام الناس؛ لأني كتوم أغلب الأحيان, ولا أحب المشاكل والصراخ والشتائم مطلقا, فكيف أتخلص من هذه المشكلة؟ وكيف أقنع الذي أمامي بأنه تصرف يثير جنوني؟ لأنه غالبا ما يكون أبي وأمي وأخي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

أيها الفاضل الكريم: أنت تتحدث عن آداب اجتماعية عامة, بالفعل هناك تصرفات غير مقبولة, ولكل مجتمع ضوابطه في هذا السياق، مثلا: بالنسبة للإنجليز من أسوء الأشياء أن تضع أصبعك في أنفك حين تكون جالسا مع مجموعة تتحدث معهم, وهي عادة قد تحدث من بعضنا, ومن الأشياء غير المقبولة عندهم أيضا أن تعطيهم ظهرك، وهذا غير مقبول تماما, وهكذا الناس لديها أنماط من السلوك التي يقبل اجتماعيا, وتم التعارف عليه, وسلوكيات أخرى مرفوضة، وما تذكره أنت كله حقيقة غير مقبول, لكن يجب أن تتذكر أن تصرفات الناس وعاداتهم ليست واحدة, هذا من ناحية, ومن ناحية أخرى: لا تستطيع أبدا أن تفرض على الناس ما تريده أنت؛ لذا فالأمر الذي يجب أن تحتمه على نفسك هو أن تقبل الناس كما هم, لا كما تريد, وهذه العادات التي ذكرتها وغيرها حاول أن تكتبها في ورقة, وتدارسها, واقبل أنها عادات سخيفة فعلا, وتصدر من كثير من البشر, وأنا ليس لي إدارة, وليس لي سلطة على هؤلاء الناس، وربما أنا نفسي تصدر مني بعض التصرفات التي تكون غير مقبولة للآخرين, وهكذا الحياة، ولابد أن تجري حوارا ذهنيا عقليا مع نفسك، وأعتقد من خلال هذا النوع من الحوار تستطيع أن تتقبل تصرفات الآخرين، بخلاف ذلك لا أرى حلا, وحقيقة أقول لك: إنه ليس من الحكمة أبدا أن تواجه الناس في تصرفاتهم وعاداتهم على الشاكلة التي ذكرتها؛ لأن ذلك قد يكون أمرا محرجا، وحتى بالنسبة للصغار إذا أردت أن توجهم فيمكن أن توجههم بصورة تربوية, وليست في صيغة أوامر، فهذا مهم جدا.
أنا أرى أنك يمكن تقوم بنوع من البحث الاجتماعي, وبحث علمي في السلوكيات غير المقبولة, مثلا العادات التي يجب أن يتم تغييرها, وهذا البحث يمكن أن يكون بحثا رائعا ومفيدا جدا للإنسان, ويمكن أن ينشر, وبهذه الطريقة تكون قد أشبعت حاجاتك النفسية, وأعتقد أن الأمر فيه شيء من الوسوسة أيضا.
من خلال ما ذكرته لك - أي قبول الآخر كما هو لا كما تريد, وأن تبحث في هذه الأمور أكثر - فهذا سوف يفيدك كثيرا.
أيها الفاضل الكريم: نسبة لوجود الحالة القلقية والعصبية التي تنتابك من وقت لآخر أنصحك بتطبيق تمارين الاسترخاء, وهي تمارين جيدة ومفيدة إسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم (2136015) فأرجو الرجوع إليها, والاطلاع عليها, وحاول أن تطبق ما بها, ومن جانبي أسأل الله تعالى أن ينفعك بها.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات