هل العمل يقضي على الرهاب؟

0 292

السؤال

الأطباء النفسيون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وشكرا لكم على ما تبذلونه من خدمة.

أنا شاب لدي مشكلة نفسية قديمة, بدأت معي منذ بلوغي إلى الآن, وهي الرهاب الاجتماعي, والاكتئاب, وأحلام اليقظة, لكن منذ سنة بدأت أحاول علاجها بتعديل السلوك, فبدأت العمل بمتجر في السوق ولكن هنا واجهتني مشكلة هي: أني إذا أردت أن أكتب لزبون ورقة أتوتر, وتصيبني رجفة في اليدين, وتسارع في دقات القلب, وأكاد أجن.

أريد علاجا لمشكلتي هذه قبل أن يخرب كل ما بنيت، وجزالكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.
حالتك بسيطة جدا، وأنت بالفعل انتهجت المنهج السليم لعلاج الخوف الاجتماعي الذي تعاني منه، وذلك من خلال عملك في المتجر في السوق، حيث إن هذا يجعلك في حالة تعرض وتعريض اجتماعي مستمر، وهذا من أفضل أنواع العلاج، فأرجو -أيها الفاضل الكريم- أن تواصل مسيرتك على هذا النهج، وأن تحاول دائما أن تكون مبادرا مع الزبائن، ويكون تواصلك اللفظي وكذلك الجسدي في أفضل حالاته.

هذا النوع من التفاعل الاجتماعي هو من أفضل وسائل العلاج التي أراها تناسب حالتك، فجزاك الله خيرا على تخيرك لهذا العمل من أجل أن تعالج هذه المشكلة.

وأريد أن أنبهك لشيء آخر مهم جدا، وهو: ألا تحصر نشاطك الاجتماعي في أمر واحد، بمعنى أن التعامل مع الزبائن في المتجر ربما يأخذ طابع الرتابة والروتينية، وهنا إذا لم تكن حريصا ربما تجد صعوبات وشعورا بالرهاب في مواقف أخرى، فحاول أيضا أن تنوع من درجة تواصلك، مثلا الحرص على صلاة الجماعة، هذا نوع من التنوع في التعرض، مشاركة الناس في أفراحهم وأتراحهم بقدر المستطاع، في عطلة نهاية الأسبوع (مثلا) خصص وقتا لتمارس فيه رياضة جماعية مع بعض أصدقائك (وهكذا).

فإذن هذا النوع من التشكيل والتنويع في الأنشطة والتعرض الاجتماعي أيضا نعتبره مهما.
بالنسبة للعلاج الدوائي: الحمد لله تعالى توجد أدوية فاعلة جدا وممتازة جدا، وأنت تحتاج (حقيقة) لجرعات من عقار إندرال والذي يعرف علميا باسم (بروبرالانول) يمكنك أن تبدأ في تناوله بجرعة عشرة مليجراما صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم اجعلها عشرة مليجراما صباحا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء, هو دواء مفيد جدا في موضوع الرجفة وتسارع دقات القلب.

وأنا أفضل أيضا أن تتناول دواء آخر لفترة محدودة أيضا، الدواء هو (زيروكسات) ويعرف علميا باسم (باروكستين) جرعته هي أن تبدأ بعشرة مليجراما –أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرين مليجراما– تناولها يوميا لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة يوميا لمدة شهرين، ثم نصف حبة لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

هي أدوية سليمة وفاعلة جدا، وإن شاء الله تعالى بجانب جهدك السلوكي والاجتماعي الواضح سوف تزول هذه العلة، وسوف ينشرح قلبك تماما.

أحلام اليقظة لا تنزعج لها، هي نوع من الطاقات النفسية التي قد تكون إيجابية في بعض الأحيان إذا كانت في حدود المعقول، وعموما أحلام اليقظة الشديدة والانصرافية تكون أيضا مرتبطة بالقلق، وما ذكرناه لك كله -إن شاء الله تعالى– يخفف من قلقك ويساعدك كثيرا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات