العمل التطوعي خير معين على طرد الحزن والهم

0 381

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عندي مشكلة، أشعر دائما بالهم والحزن الشديد بداخلي، على الرغم أني أصلي بانتظام، وأذكر الله، ولكني دائما ما يصيبني الهم والحزن بداخلي، ودائما أشعر أن ما يصيبني بسبب أن الله غير راض عني، وأريد أن أرضي الله، ولكني لا أعلم كيف.

سؤال آخر: أنا انتهيت من دراستي العام، وتخرجت في كلية التجارة، ومنذ لحظة تخرجي وأنا ليس لدي أي هدف أو عمل، أرجو أن تساعدوني كي أملأ وقت فراغي بعمل ينفع مجتمعي، ويرضى الله به عني، وأرجو الأخذ في الاعتبار أني أسكن في قرية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

بداية نرحب بك - ابنتنا الفاضلة – في موقعك، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على طاعته ورضاه، ونشكر لك هذا الاهتمام والسؤال، ونسال الله أن يزيل ويزيح عنك الهم والغم والحزن، وتعوذي بالله من الشيطان، فإن هم هذا العدو أن يحزن الذين آمنوا، وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله، ولا يخفى عليك أن الهم يرفع بالدعاء وباللجوء إلى الله تبارك وتعالى، وإذا كنت ولله الحمد تنتظمين في الصلاة وتحرصين على ذكر الله تبارك وتعالى، فإنك على خير، فاثبتي على هذا الخير، ولا تلتفتي إلى تلك المشاعر السالبة التي هي بلا شك من الشيطان، وهم الشيطان أن يحزن الذين آمنوا.

والمؤمنة إذا وجدت مثل هذا الضيق ومثل هذا الغم الذي ربما لا تعرف له سببا، عليها أن تتذكر دعاء نبي الله يونس – عليه وعلى نبينا صلاة الله وسلامه – فالأمر كما قال قائل السلف: وعجبت لمن اغتم - أو اهتم أو حزن أو ضيق لا يعرف له الإنسان له سبب – كيف يغفل عن قوله تبارك وتعالى: {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} ثم يقول: فإني وجدت الله يعقبها – يعني في الآية التي بعدها – يقول: {فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننج المؤمنين} {فنجيناه من الغم} فهي ليست لنبي الله يونس خاصة، ولذلك قال: {وكذلك ننج المؤمنين} فإن العلاج في الخروج من الهم والغم والضيق والأحزان تكون باللجوء إلى الله، بالتوجه إليه، بالمواظبة على ذكره – وخاصة هذا الذكر الذي أشرنا إليه: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين -.

وأرجو دائما أن تتذكري نعم الله تبارك وتعالى عليك، وتتجنبي الوحدة، لأن الشيطان مع الواحد، وتشغلي نفسك بالمفيد، وإذا كنت ولله الحمد في قرية، فإن الناس في القرية بحاجة إلى من يعلمهم سورة الفاتحة، إلى من يساعدهم، إلى من يساعد الطلاب الصغار والطالبات على فهم بعض الدروس التي تستصعب عليهم، وندعوك أيضا إلى أن تحشري نفسك في زمرة الصالحات، وتقيمي في بيتك أو في دار أو مركز حلقة لتلاوة القرآن، تجتمع عليها الأخوات، تكون مجتمعا للخير، فأشغلي نفسك بمثل هذه الأعمال العظيمة التي تعود عليك بالنفع والفائدة في الدنيا والآخرة، فإن الإنسان يسأل عن عمره ويسأل عن حياته، والحمد لله إذا كنا قد تعلمنا نحن في القرى فالإنسان يعرف حاجة القرى إلى من يساعد وإلى من يعلم، وإلى من يذكر، وإلى من ينبه، وإلى من يؤلف بين القلوب، وهذا ما نرجوه من كل طالبة ومن كل طالب درس ونال من العلوم المتنوعة المختلفة، أن يكون سببا في إسعاد أهله، لجمع كلمتهم، ولشغلهم بالمفيد، ولإدخال السرور عليهم، حتى نرد لأهلنا بعض المعروف الذي بذلوه، فإن الآباء قد يكونون قد حرموا من العلم، لكنهم يفرحون عندما تتعلم البنت، عندما يتعلم الشاب، ثم يقدم خدمة لمجتمعه، حتى لو كانت بسيطة.

فإذن نحن ندعوك ألا تحاصري نفسك بمثل هذه الأوهام، ولكن عليك بأداء أي عمل إيجابي تطوعي، عليك بأي عمل يعود بالنفع والخير، عليك بأي عمل يدخل السرور على المسلمين والمسلمات، عليك بأي عمل نافع تساعدين به في تعليم الصغار من أبناء القرية الذين قد يكونون أهلا وبينهم ارتباط، نسأل الله تبارك وتعالى أن ينفع بك.

وإذا جاءتك الهموم فتعوذي بالله تبارك وتعالى من الشيطان، وسوف ينصرف هذا العدو، لأن هذا العدو يريدنا أن نصل للإحباط، يريد أن نشعر بالكآبة والحزن، لا يريدنا أن نكون سعداء بهذا الدين، فعامليه بنقيض قصده، فأخلصي لله تبارك وتعالى في عبادته، وواظبي على ذكره، فإن هذا العدو يندم إذا تبنا، يحزن إذا استغفرنا، يبكي إذا سجدنا لربنا تبارك وتعالى، فلنعامله بنقيض قصده. واحرصي دائما على المواظبة على أذكار المساء والصباح، واقرئي على نفسك آيات الرقية الشرعية، آية الكرسي وخواتيم سورة البقرة وغيرها من الآيات، بل أكثري من تلاوة هذا الكتاب الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات