علاج الرهاب والنظر للآخرين بأريحية

0 410

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف الحال؟ أعاني من وساوس قهرية، وعدم قدرة على النظر إلى عيون الناس، ومنذ ثلاث أيام بدأت أستخدم علاج البروزاك، حبة كل يوم، وأريد أن أسأل هل الدواء نافع؟ وإذا كان كذلك كم أستمر عليه؟ وكم الجرعة المطلوبة؟ وهل هناك علاج سلوكي للرهاب ومواجهة الناس؟ مع العلم أن الرهاب نسبي، يعني يعتمد على حسب الحالة، فكلما كان الاجتماع كبيرا كلما كان التوتر أكبر، لدرجة أني لا أطيل النظر بعيون الآخرين.

نسأل الله الشفاء، ولكم الأجر، إنه لا يضيع أجر المحسنين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد أكدت وحتمت أنك تعاني من وساوس قهرية، وفي ذات الوقت أنك تعاني من مشكلة عدم القدرة على النظر في عيون الناس، ولديك أعراض أخرى للرهاب الاجتماعي.

تواجد الرهاب والوسواس في ذات الوقت، هذا دليل أن درجة القلق لديك مرتفعة، وهذه الحالات لا نعتبرها من الناحية التشخيصية حالات متعددة، إنما هي حالة واحدة، وهي قلق نفسي ذو طابع خاص، ومن المهم جدا أن تحقر فكرة الوساوس، وأن تفعل ما هو ضدها، تحقير الوساوس مع القيام بما هو ضدها ومنع الاستجابة السلبية، أي ألا تتبعها أبدا.

بالنسبة لعدم القدرة على النظر في عيون الناس: هذه تتخلص منها تدريجيا، مثلا حاول أن تنظر إلى وجوه الناس في التليفزيون أو الصور المختلفة، وبعد ذلك طبق ذلك في الواقع. دائما ينظر الإنسان لأخيه عند السلام، هذا أمر جميل جدا ومحبب، وكثير من الناس لا يجدون صعوبة في ذلك، لكن ربما يجدون صعوبة في الاستمرارية في النظر في وجوه الناس إذا تطلب الأمر، فحاول أن تستفيد من فرصة السلام، وكن أنت المبادر، واعرف أن تبسمك في وجه أخيك صدقة، مثل هذه المبادرات تجعلك - إن شاء الله تعالى – تكون أكثر قدرة على المواجهة.

وركز في أن تكون تمارينك السلوكية هذه أيضا على مستوى أهل بيتك وأصدقائك الذين تعرفهم والجيران، ووجودك مع المصلين قليلا بعد الصلاة أيضا يجعلك تتجاذب أطراف الحديث معهم، وهذا يحتم بالطبع أن تنظر إليهم وينظرون إليك، هكذا يتم التخلص من مثل هذه الصعوبات السلوكية.

أيضا ممارسة رياضة جماعية أو الانخراط في أي نوع من النشاط الاجتماعي والخيري والثقافي - إن شاء الله تعالى – فيه خير بالنسبة لك.

أيها الفاضل الكريم: لابد أن تبحث عن عمل، العمل قيمة عظيمة جدا من حيث تعديل السلوك وتطوير المهارات الاجتماعية، وتأكيد الذات، وأن يشعر الإنسان بقيمته، علاج أساسي مطلوب جدا في حالتك، وأنا (حقيقة) أشجعك على ذلك.

بالنسبة للبروزاك: فهو دواء جيد، لكن الجرعة المطلوبة في الوسواس والمخاوف يجب أن تكون كبسولتان إلى ثلاث كبسولات في اليوم. أنت بدأت بكبسولة واحدة، وهذا هو الإجراء الصحيح، وأنا أقول لك: استمر على هذه الجرعة لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها كبسولتين في اليوم – أي أربعين مليجراما – هذه هي الجرعة المؤثرة، والفترة العلاجية تستمر ثلاثة أشهر، بعد تنتقل إلى الجرعة الوقائية، وهي كبسولة واحدة لمدة ثلاثة أشهر أيضا، بعد ذلك تجعلها كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

وللفائدة راجع العلاج السلوكي للرهاب: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637 ).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على ثقتك في إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات