الاضطراب الوجداني دمَّر حياتي

0 394

السؤال

الاضطراب الوجداني أتعبني كثيرا ودمر حياتي، فأنا أتناول الأدوية: تريقتول وزبركسا ثلاث مرات في اليوم من كل واحد منهما، ومع ذلك أتتني عاصفة الاكتئاب والتعب؛ حتى أني أفكر أن أنهي حياتي، وأعرف أنه لا بد من التقلبات، لكنها هذه المرة شديدة جدا، فكل شهر أغير الدواء بسبب التقلبات الشديدة، والهوس يرتفع أحيانا ثم يهبط، وأنا أكره نفسي كرها شديدا، وكل سنة تزداد سوءا، وتأتيني حالة لا أعمل فيها شيئا مهما حاولت، وقد أتعبني الفراغ، وعندي أفكار ظنانية: أن الناس يؤذونني لمجرد النظر، ورهاب اجتماعي، وقلق, وهلع، وأنا في البيت وحيدة، وعندما أتت أختي كنت أريدها أن تذهب، وجربت دباكين وبجرعات عالية فزادتني سوءا.

أرى أشياء سوداء تمشي على حركة عيني، وعندما تقترب كأنها جراثيم، وأسمع أصواتا عندما أضع السماعة في أذني تردد كلاما بثلاثة أصوات، وأتتني فكرة أن أقتل نفسي، وسيطرت علي!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولا: أشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وأنا أعبر عن تعاطفي معك، وإن شاء الله تجدين كل المساندة، فأنا لا أريدك أبدا أن تصابي باليأس والإحباط، فالحياة أفضل مما تتصورين، ولست الوحيدة التي تعاني من هذه الحالة، والحمد الله تعالى أن هذه الأدوية الجيدة قد يسرت على الناس كثيرا، فلا بد أن تعيشي على الأمل، ولابد أن تعيشي على الرجاء، وإذا لم يفدك دواء، فسوف تجدين في الدواء الآخر الفائدة - بإذن الله تعالى - فأهم شيء ننصحك به هو عدم اليأس، فيجب عليك أن تكافحي, وأن تجاهدي.

تعرفين - أيتها الفاضلة الكريمة- أنه هناك من كتب الله له الشفاء حتى من مرض السرطان، وذلك بعد أن أخذوا بالأسباب، وتناولوا العلاج، وكانت لهم إرادة قوية لمقاومة المرض، فأنا أريدك أن تكوني صاحبة عزيمة، وصاحبة إرادة، وأنا أؤكد لك أن أهلك وذويك يقدرونك جدا، وأنك تستطيعين أن تديري وقتك بصورة تزيل عنك الفراق، فأكثري من القراءة والاطلاع، وساعدي الآخرين، واذهبي إلى مراكز تحفيظ القرآن، ورتبي المنزل، وبري والديك، وهناك أشياء كثيرة وعظيمة إن عملتها تستطيعين أن تخرجي من هذا المرض، وتجعلك تحسين بفائدة هذا التأهيل الذي ننادي به، والذي أثبت الآن جدواه, وهذا يسمى بالتأهيل النفسي الاجتماعي، وهو أساس من أسس نجاح العلاج الدوائي.

أما بالنسبة للعلاجات الدوائية: فأنا أقول لك: إنها متوفرة, وإنها جيدة، وحتى إن لم يفدك الترقتول فربما يكون كربونات اللثيوم ربما يكون عقارا مهما بالنسبة لك، خاصة أنها تأتيك هذه الأفكار التي فيها شيء من السأم واليأس، فاللثيوم ممتاز جدا لطرد هذه الأفكار، والزبركسا إن أثقل عليك فتوجد بدائل ممتازة فالسيروكويل بديل ممتاز.

والأنفيجا نعتبره من أفضل الأدوية، فهناك مجال كبير جدا أن تتحسن أحوالك، وعليك أن تتجاهلي الأصوات، واستعيذي بالله منها، وأنا متأكد أن أمورك بعد ترتيب الدواء وتعديله بصورة أفضل سوف تتحسن تماما، وراجعي طبيبك، وتحدثي معه عن الحالة التي تعانين منها الآن، وأنا متأكد أنك سوف تجدين منه كل المساندة، ويمكن أن يعدل الأدوية، وإن شاء الله تصير أمورك أفضل مما كانت عليه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك العافية والشفاء, والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات