هل التفكير في الموت مرض نفسي يحتاج لعلاج؟

0 430

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أولا أود أن أشكركم على هذا الموقع, وعلى جهودكم العظيمة.

مشكلتي تكمن في نوع من الخوف أو القلق, فأنا دائما أفكر أنني سوف أموت, وأن أجلي قد اقترب, علما أنني تجاوزت هذه المشكلة التي أصابتني منذ سنتين, لكنه حل بي ثانية.

أفكاري تكون على شكل وساوس, أترجم فيها كل أفعالي وأقوالي على أنها آخر ما سوف يتذكرونني به, ولذلك أتجنب الكلام, أو الضحك.

علما بأنني شخصية نشطة, وأحب كل أنواع المزاح, وهذه المشكلة أرقتني, وأصبحت أحس بدوخة, بالرغم من أنني لا أعاني منها, فقلت شهيتي كثيرا للأكل, وهذا يؤثر على وزني وصحتي.

حاولت أن أسمع الرقية, وأن أتجاهل هذه الأفكار, وأشغل نفسي بالدراسة؛ لكنها لا تفارقني أبدا، فأنا الآن في السنة الثانية من التعليم العالي, وأدرس في مدينة أخرى -أي أنا لا أسكن مع أهلي- وقد يكون السبب في هذا ضغوط الدراسة, أو بعدي عن أهلي.

أحتاج كثيرا إلى مساعدتكم, وإلى نصيحتكم, وجزاكم الله خيرا.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ دنيا شوراق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

إن قلق المخاوف أصبح الآن منتشرا جدا، وهو يأخذ عدة أشكال وصور، منها الوساوس حول الموت، والخوف غير المبرر منه، وهذا بالطبع يؤدي إلى توترات داخلية، وشيء من عسر المزاج.

أنا أقول لك: إن شاء الله تعالى هذه الأعراض هي أعراض عارضة وعابرة، وسوف تنتهي تماما, شعورك بالدوخة ليس سببه علة عضوية، إنما هو جزء من حالة القلق الذي يأتيك، كما أن القلق في أحيان كثيرة يضعف الشهية في الطعام.

اجتهادك في تجاهل هذه الأفكار, وأن تشغلي نفسك وتصرفي انتباهك بالتركيز على دراستك؛ هذا كله جيد، ويجب أن يضاف إلى ذلك تطبيق تمارين الاسترخاء، فهنالك عدة تمارين: تمارين التنفس المتدرج، تمارين شد وإطلاق العضلات، وهذه أوضحناها في استشارة خاصة بإسلام ويب تحت رقم: (2136015) أرجو أن ترجعي لها وتستعيني بها.

وجودك في مدينة أخرى يجب ألا يشكل هاجسا لك، لأن التواصل مع الأهل أصبح ليس بالصعب، وتواجدك في هذه المنطقة التي أنت فيها الآن -إن شاء الله تعالى- يكسبك خبرات جديدة, وتقابلي أناسا أفاضل, وتتعرفي عليهم، فلا تنظري للموضوع أبدا بسلبية.

موضوع الخوف من الموت: الخوف من الموت إذا كان في النطاق المعقول فهذا مقبول، لأن الخوف من الموت يذكر بالموت، والخوف من الموت أيضا يمكن أن يكون أمرا إيجابيا، حيث يجعل الإنسان يجتهد ويكثر من الأعمال الصالحة, وأن يكون نافعا لنفسه ولغيره، وقد قال أحد الفلاسفة: (إذا كانت الحياة دائمة ومستمرة فسوف تصبح مملة) ولا شك في ذلك.

أعجبني قول رجل وإن كان غير مسلم، ولكن كانت قولته صحيحة، قال: (أنا لا بد أن أجتهد في هذه الدنيا, وأكون جيدا ومنتجا ونافعا؛ لأني أعرف أن الموت آت، ولا بد أن أقوم بأعمال على الأقل تخلد ذكراي) فالموت يجب ألا ننظر له نظرة سلبية، والخوف من الموت لا يؤخر الموت، ولا يقدمه أبدا، وأنت على قناعة بذلك.

عليك أيضا بالصلاة في وقتها، فالصلاة تبعث الطمأنينة في النفس، تلاوة القرآن، الدعاء، الذكر، هذه دعامات ودعامات أساسية جدا.

هذه أدوية أيضا تساعد في علاج الخوف، لكن أنا لا أفضل أن أصفها لك، لأنك لم تذكري عمرك، وفي ذات الوقت أعتقد أن تطبيق ما ذكرناه لك من إرشاد سوف يكون كافيا، وإن لم تتحسن الأمور –وهذا لا أتوقعه– ففي هذه الحالة –أي أن الخوف والقلق ظل معك– فأفضل أن تقابلي الطبيب النفسي، وسوف يسدي لك النصح، ويصف لك أحد الأدوية المضادة للمخاوف، والحمد لله تعالى الآن توجد عدة أدوية ذات فعالية ممتازة جدا.

وللفائدة راجعي علاج الخوف من الموت سلوكيا: ( 259342 - 265858 - 230225 ).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات