الأفلام والمسلسلات تدمر حياتنا

0 248

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زوجي دائما يلومني لأني أحذف جميع قنوات الأفلام والمسلسلات وأرفض دخولها بيتي، ويقول بأن جو البيت ممل، لأنه لا يجد ما يحبه من أفلام ومسلسلات، ويتهمني دائما بأنني معقدة، وهذا يسبب لنا المشاكل دائما، مع العلم بأني أحاول بكل الطرق تسليته بالألعاب والمزاح والبرامج المسلية والدروس الدينية المفيدة بين فترة وأخرى.

يحاول أن يقنعني بأن كل الناس يتابعون هذه الأشياء، وبأن كل هذه المناظر موجودة في مجتمعنا، ولا مشكلة من مشاهدتها على التلفاز!

وحاليا يقنعني بأن نحضر الفلم سويا، وعند ظهور لقطة سيئة نقلب القناة أو نقدم الشريط! فهل هذا يجوز؟ وما فائدة هذا بعد أن شاهدنا بداية المقطع السيئ وانتهى الأمر!

أرجوكم أفيدوني، فمن كثرة الضغط والمشاكل بدأت أتنازل.

والمشكلة أن هذا أصبح أمرا طبيعيا في المجتمع وفي الأسرة.

أحزن كثيرا عندما يفضل أخواته ونساء عائلته وزوجات أصدقائه، لأنهن يقبلن بهذه الأمراض في بيوتهن، بحجة أن هذه طاعة للزوج!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رغد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

فبداية نرحب بك - ابنتنا الفاضلة – ونشكر لك هذا الحرص على الخير، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ويسعدنا أن نرحب بك في الموقع، وهنيئا لنا بمثل هذه المشاعر الحريصة على ما يرضي الله تبارك وتعالى، وقد أحسنت فإن المسلسلات والأفلام أمور لا ترضي الله تبارك وتعالى، والنظر والتوسع في المسلسلات والأفلام والدخول إلى المواقع المشبوهة أثرت أثرا سلبيا على علاقات الأزواج، وعلى اهتمام الآباء بالأبناء والبنات، وأحدث خلالا كبيرا في أسرنا، ومن النجاح أن يستطيع الإنسان أن يسيطر على ما يشاهد، وألا يدخل إلى بيته إلا الخير مثل القنوات النافعة، وألا يدخل إلا للمواقع المفيدة، وأن تكون وسائل الاتصال من تلفاز أو انترنت أو غيرها موجودة في الصالات، ونتفق على مشاهدة ما فيه فائدة وما يعود علينا بالخير في الدنيا والآخرة.

وقد أحسنت بهذا النجاح في التعامل مع زوجك، ونتمنى أن يجد منك من الجمال والدلال وإظهار المفاتن ما يغنيه عن النظر إلى الشاشات، أو النظر إلى المتبرجات، وأحسنت بمحاولة إيجاد البديل الذي فيه الفائدة، ونحن –حقيقة- نتمنى أن تنجح القنوات الإسلامية في إيجاد بديل ترفيه ينافس ما تفعله القنوات الفاسدة بكل أسف، لأن هذا تحد كبير أمامنا أيضا كمصلحين ودعاة ومعلمين ومربين وإعلاميين، في أن نوجد البديل النافع الهادف، الذي لا يغفل جانب الترفيه وجانب التسلية المنضبطة بضوابط هذا الشرع الحنيف الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.

ونتمنى ألا تحزني إذا جعل هذا هو السبب، فالفرق كبير بين الثرى والثريا، وسيأتي اليوم الذي يعرف فيه مقامك كامرأة ملتزمة وحريصة على الخير، وأرجو أن تعلمي أن هذا لا يدخل في طاعة الزوج، لكن أيضا المرونة مطلوبة، وإذا كان هناك دعاة يتأثر بهم يمكن أن تدخلوهم ليستمع إلى نصحهم ويستمع إلى وجهة نظرهم في مثل هذه الأمور، فإن سماعه لهذا الكلام من رجل يختلف عن سماعه من امرأة، هكذا بكل أسف بعض الرجال لا يتأثر إلا بما يسمع من الرجال من أمثاله، وقد لا يستمع لنصح أو كلام النساء، لذلك نحن نتمنى أن تجتهدي في جلب الأشرطة النافعة، والكتيبات المفيدة التي تكلمت عن خطورة هذه المسألة، وليس هناك داعي للحزن، فأنت ولله الحمد على خير، وما يفعله الناس ليس حكما ولا مرجعا في هذه المسائل، وإنما المرجع هو ما جاء به هذا الشرع الحنيف الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.

نحن نكرر سعادتنا بهذا التواصل، وندعوك أيضا إلى المرونة وإلى إسعاد هذا الزوج، بأن تعيشي معه وتحسني التبعل له، وأن تبالغي في التزين له، وأن تبالغي في أن تغنيه عن أن ينظر إلى مثل هذه الأشياء، وتنصرفوا إلى الروايات النافعة المفيدة، ونسأل الله أن يكثر من أمثالك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات