علاج التأتأة والرهاب الاجتماعي البسيط

0 330

السؤال

السلام عليكم.

كيف حالكم إخواني؟ أنا عندي مشكلة بسيطة هي التأتأة والرهاب، عمري 15 سنة, مشكلة التأتأة عندي ليست كبيرة، إنما جدا بسيطة، وأريد التخلص منها، فعندما كنت في الابتدائية كانت شديدة، ومع الزمن بدأت تقل, لكن بسبب إدماني على الكومبيوتر والجلوس في البيت سبب لي رهابا اجتماعيا, أطلع من البيت إذا كان أمرا هاما, لا أحضر الحفلات أو الزواجات, وفي المدرسة لدي أصدقاء وأصحاب والأمر عادي, وأنا الآن أحاول أن أعالج نفسي, الأمر تحسن قليلا, أما بخصوص جلسات الاسترخاء غالبا أعمل جلسة لكن لمدة قصيرة.

أريدكم أن تساعدني في حل مشكلة التأتأة بدون أدوية أو غيرها, فأنا تحسنت كثيرا، والآن أعمل خطة تغيير الروتين، بالخروج من المنزل، والاشتراك بنواد ومعاهد، والطلوع مع الأصدقاء لأكسب مهارات اجتماعية جديدة، والتخلص من التوتر والقلق والتأتأة, فالتأتأة تكون عند القلق أو التفكير، ماذا أقول عندما أقابل شخصا ما، كذلك عندي مشكلة السرعة في الكلام في بعض الأحيان.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه لأمر إيجابي وجيد أنك متفهم لطبيعة مشكلتك، وفي ذات الوقت أنت متفهم للعلاج، وهذا في حد ذاته - إن شاء الله تعالى – سوف يساعدك كثيرا.

يجب أن تصحح مسارك فيما يخص التعاطي مع الكمبيوتر، إدمان الإنترنت والكمبيوتر أصبح الآن يشكل مشكلة رئيسية أفقدت الكثير من الشباب كفاءاتهم ومهاراتهم، وجعل الواحد منهم منكبا ومنحصرا في نفسه، وهذا بالطبع يؤدي إلى عزلة اجتماعية كبيرة، تقلل من مهارات الإنسان، فأرجو – أيها الفاضل الكريم – أن توزع وقتك بصورة صحيحة، لا تحرم نفسك من الكمبيوتر أبدا، لكن يجب أن تحدد جدول أسبقياتك، وتقوم بواجباتك المطلوبة منك على أفضل وجه، وأن تعطي الرياضة أهمية خاصة، كذلك يجب أن تأخذ قسطا كافيا من الراحة، عليك بالإكثار من القراءة والاطلاع، وعليك بالرفقة الحسنة، وعليك ببر الوالدين.

هذه مكونات أساسية جدا لتدعم النفس، وفي مثل عمرك الذي يلتزم بمثل هذه التوجيهات - إن شاء الله تعالى – سوف تحس بسعادة كبيرة، وتكون أكثر ثقة في نفسك.

بالنسبة لموضوع التأتأة: حين ترتفع كفاءتك وثقتك في نفسك التأتأة سوف تقل تلقائيا، وأرجو ألا تراقب نفسك أثناء الكلام، كما أنه من الضروري جدا أن تتدرب على تمارين الاسترخاء بصورة أفضل، أنت تمارسها، وهذا شيء جميل يحمد لك، لكن أرجو أن تمارسها صباحا ومساء وتعطيها الوقت الكافي حتى تجني ثمارها العلاجية.

أنت لديك الآن برامج جيدة بأنك تريد أن تشترك في نواد وتكون لك أنشطة مع الأصدقاء، وهذا كله جيد، لكني أريدك أن تضيف إليه أن تذهب إلى أحد مراكز تحفيظ القرآن، أو تذهب إلى إمام مسجدك لتتعلم منه مخارج الحروف، فتعلم القرآن من أفضل الطرق التي تؤدي إلى طلاقة اللسان، والكلام ببطء، وتستطيع أيضا أن تتعلم كيف تربط ما بين التنفس وما بين النطق، وهذا من أفضل الوسائل التي تساعد في علاج التأتأة.

وعليك أيضا أن تقوم بإجراء تمارين في المنزل، وهذه التمارين بسيطة جدا: يجب أن تحدد الحروف التي تجد صعوبة في نطقها، وقم بإدخال هذه الحروف في كلمات، وحاول أن تكرر هذه الكلمات، ثم قم بإدخال الكلمات في جمل، ثم اقرأ مواضيع بصوت مرتفع وقم بتسجيل ما تقرأه ثم الاستماع له، هذا فيه نوع من التغذية الراجعة الإيجابية جدا التي تجعلك أكثر ثقة في نفسك، ولا أعتقد أبدا أنك تحتاج لأي نوع من الأدوية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات