هل يسبب القلق النفسي الإغماء والصداع؟

0 754

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شقيقتي تعاني من صداع مستمر في وسط الرأس, ومن دوخة وإغماءات مستمرة, ومن ضيق في التنفس, وكان ينتابها شعور بالموت, وهي عصبية جدا, سواء بسبب أو بدون سبب, ولكنها لم تكن كذلك.

عمرها 27 عاما, متزوجة ولديها ولد وبنت, وبنتها عمرها 5 سنوات, وهي من أحد أسباب عصبيتها ببكائها الشديد بجوارها, ذهبت لأكثر من طبيب, ولكنهم يقولون لا شيء, عملت تحاليل, وأيضا يقولون لا شيء, وعملت رسما للدماغ و-الحمد لله- يقولون لا شيء.

ذهبنا لدكتور نفسي فقال فيها اكتئاب, وكتب لها دواء يسمى مودوبيكس, ولكنها أيضا ما زالت يغمى عليها, وهذا منذ حوالي 4 أشهر.

بالله عليكم أفيدونا أفادكم الله, وردوا علينا في أقرب وقت لأن الموضوع في غاية الصعوبة بالله عليكم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عثمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، ونشكر لك اهتمامك بأمر أختك، ونسأل الله تعالى لكم التوفيق والسداد.

الأعراض التي تعاني منها أختك واضحة، وهي موضوع العصبية والتوتر، والشعور بالموت، كذلك الصداع والدوخة والإغماءات وضيق التنفس، هذه الأعراض فيها الجانب القلقي، أي أن القلق تقريبا هو المسبب لها، والقلق كثيرا ما يؤدي إلى شعور بالاكتئاب والعصبية والتوتر، وأعتقد هذا هو الذي جعل الطبيب يقول لها بأنها تعاني من اكتئاب نفسي، وحالتها بدأت بما نسميه بنوبات الفزع أو الهرع.

المودابكس علاج ممتاز جدا وفعاليته مضمونة -بإذن الله تعالى– لكن هذه الأدوية تتطلب الصبر على تناولها حتى يصل الإنسان إلى الفائدة المرجوة منها، والدواء تبدأ فعاليته الحقيقية بعد أسبوعين من تناوله، لذا أرى أنه من الضروري جدا أن تصبر أختك على تناول هذا الدواء.

أما موضوع أنه يغمى عليها: فهذا عرض لا نستطيع أن نتجاهله, هنالك نوع من الإغماء الذي يكون سببه الحالة النفسية، مثلا عند الأشخاص المتوترين والذين يميلون إلى العصبية حين يكونون عرضة لضغوط نفسية شديدة كنوع من التخلص من الموقف تأتيهم هذه الإغماءات، هذا نشاهده كثيرا عند النساء، خاصة من هن قبل سن الأربعين.

والإغماء قد يكون سببه عضويا، مثلا: اضطراب كهرباء الدماغ قد يكون ناتجا من بؤرات صرعية نشطة، وهذه تؤدي إلى الإغماء, أيضا اضطرابات الدورة الدموية وانخفاض ضغط الدم قد يؤدي إلى الإغماء.

فهنالك أسباب كثيرة جدا -أيها الفاضل الكريم– وعليه أرى أن تواصل أختك في تناول المودابكس، وأن تحاولوا دائما أن تؤازروها وتحاولوا أن تساندوها, ويكون هناك نوع من الدعم النفسي المتواصل، وإذا استمرت معها هذه الإغماءات أعتقد أنه من الضروري جدا أن تذهب إلى طبيب الأعصاب وليس الطبيب النفسي.

أنت ذكرت أن فحوصاتها كلها سليمة، خاصة فحص الدماغ –وهذا مشجع– لكن هذه الإغماءات إذا استمرت يجب أن نجد لها تفسيرا، وأنا متأكد أن أحد الإخوة –أطباء الأعصاب– سوف يصل إلى حقيقتها، ويتعرف على طبيعتها.

ويفضل أن تقوموا بتصوير أختكم هذه عندما تأتيها هذه الإغماءات، وتعرضوا هذه الصور –وأقصد بذلك التصوير عن طريق التليفون مثلا أو كاميرة فيديو– اعرضوا على طبيب الأعصاب هذه الصور، لأن ذلك سوف يساعده كثيرا في التشخيص، حيث إن المشاهدة عن طريق العين فيما يخص نوع وكيفية الإغماءات هي من أفضل الوسائل التي يستطيع الطبيب المختص أن يشخص من خلالها الحالة.

مثلا: في حالات الصرع، كثيرا ما تكون الفحوصات كلها طبيعية، لكن من خلال المشاهدة العينية يستطيع الطبيب أن يحدد هل هذه النوبة هي نوبة صرعية حقيقية أم هي نوبة نفسية هستيرية (مثلا)؟

فأرجو ألا تنزعج للموضوع، وحاول أن تساند أختك كما ذكرت لك، ودعها تواصل العلاج، وإن لم تتحسن أمورها فيجب أن تراجع الطبيب كما ذكرت.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لها العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات