ارتعاش واضطراب عند الاجتماعات والمقابلات واللقاءات

0 340

السؤال

أشعر بارتعاش واضطراب في جميع أجزاء جسمي، وتلعثم في شفتي في الأحوال التالية:-

-الاجتماعات.
-التحدث أمام الآخرين في المناسبات الرسمية.
-السمنارات (المؤتمرات).
-المقابلات الشخصية.
-التحدث مع المسؤولين في العمل.

علما بأنني أيضا رفضت الترقية في العمل لأكثر من مرة للأسباب أعلاه.

هل ما أعاني منه خوف اجتماعي؟ وما هو العلاج؟

أفيدوني حتي يتسنى لي ممارسة حياتي بالصورة الطبيعية؛ لأنني أكاد أكون منعزلا اجتماعيا.

وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohammed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فقد وصفت أعراضك بصورة واضحة وجلية، ومن خلال ما ورد أستطيع أن أقول لك إنك تعاني من درجة بسيطة من الهرع أو الهلع أو الخوف الاجتماعي، وهذا الرهاب الاجتماعي هو نوع من القلق النفسي، وليس أكثر من ذلك، وغالبا ما يكون ناتجا من خبرة سلبية سابقة اكتسبها الإنسان دون أن يشعر بأهميتها في ذاك الوقت، بمعنى أن تجربة الخوف هذه تكون قد مررت بها أيام الطفولة أو أيام اليفاعة، ومن ثم ظلت مخزونة في وجدانك الداخلي، وبدأت بعد ذلك تظهر في المواجهات.

قلق الرهاب الاجتماعي منتشر، وأهم خطوة في بداية العلاج هي ما نسميه بتصحيح المفاهيم، الذين يعانون من الخوف الاجتماعي دائما تجدهم يقللون من تقدير ذواتهم، ويأتيهم الاعتقاد بأنهم مراقبون من قبل الآخرين، أو أنهم سوف يفشلون أمام الآخرين، وهذا الكلام ليس صحيحا.

تجربتك وشعورك بالخوف وعدم القدرة على الكلام في المناسبات، أو الشعور بالتلعثم أو حتى الشعور بالرجفة – والبعض يقول إن وجهه قد يحمر – هذه مشاعر خاصة بالإنسان لا يشعر بها الآخرون، فيا أخي الكريم: أرجو أن تطمئن.

النقطة الثانية المهمة: نتعامل مع الناس كبشر، والناس سواسية، لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى، وهكذا هو الإنسان، رحلة الحياة معروفة يتساوى فيها جميع الناس، صاحب المنصب والذي هو في وضع أقل كثيرا، كلاهما واحد، سواسية في إنسانيتهم، في طريقة نومهم، خروجهم، الأمراض تصيب الجميع، والموت يأتي للجميع.

فيا أخي الكريم: لابد أن تضع تصورات أنه لا تفوق ولا ميزة تميز الآخرين عليك، على الأقل في العلاقات الإنسانية، طبعا يجب أن نحترم الآخرين – هذا مهم جدا - .

إذن تصحيح المفاهيم مهم، بعد ذلك عليك بالعلاج التدرجي، وهو أن تقتحم هذه الأفكار، أن تحقرها، وأن تكثر من التواصل الاجتماعي، من أفضل التواصل الاجتماعي: الصلاة مع الجماعة في الصف الأول خلف الإمام، والحمد لله تعالى المساجد في السودان عامرة، فكن حريصا على هذا النوع من العلاج.

أيضا مارس أي نوع من الرياضة كرياضة المشي (مثلا) مع مجموعة من الشباب، احضر المناسبات – وهي كثيرة جدا في السودان – مشاركة الناس في أفراحهم وأتراحهم، هذا تواصل اجتماعي عظيم، وكن دائما في الصفوف الأولى.

بالنسبة للتحدث أمام الآخرين: دائما اصرف انتباهك عن الخوف بأن تفكر أنك إن لم تكن مقتدرا وصاحب كفاءة لما طلب منك أن تقوم بـ (السمنارات) المؤتمرات، أو تشارك فيها، وتذكر أن القلق في بداية التفاعلات الاجتماعية والأنشطة الاجتماعية هو أمر طبيعي، بل هو مطلوب، فالذي لا يقلق لا يندفع اندفاعا إيجابيا، ولا يؤدي ولا ينجح أصلا.

النقطة الأخرى: أن تمارس تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، هي معروفة ومفيدة، ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجع إليها، وتحاول أن تستفيد مما ورد بها، وإذا طبقت هذه التمارين أعتقد أنك سوف تستفيد كثيرا.

الخط الأخير في العلاج هو العلاج الدوائي، وبفضل من الله تعالى توجد أدوية ممتازة جدا لعلاج الخوف الاجتماعي.

هناك دواء يسمى علميا باسم (سيرترالين)، وأنا أعرف أنه متوفر في السودان، له أسماء تجارية كثيرة منها (زولفت) و(لسترال)، لكن في السودان موجود تحت مسمى تجاري آخر، فاسأل عنه تحت مسماه العلمي، وإن ذهبت إلى أحد الأطباء قطعا سوف يقوم بوصفه لك.

جرعة العلاج هي أن تبدأ بحبة واحدة ليلا، وقوة الحبة هي خمسون مليجراما، تناولها بانتظام بعد الأكل لمدة شهرين، ثم اجعل الجرعة حبتين ليلا – أي مائة مليجرام – استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى خمسين مليجراما ليلا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم اجعلها خمسة وعشرين – أي نصف حبة – واستمر على هذه الجرعة لمدة شهر، ثم اجعلها نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بجانب السيرترالين هنالك دواء مساعد آخر يسمى تجاريا باسم (إندرال) واسمه العلمي (بروبرالانول) أريدك أن تتناوله بجرعة صغيرة، وهي عشرة مليجرام، تناول حبة واحدة في الصباح لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها حبة صباحا ومساء لمدة شهر، ثم حبة واحدة في المساء لمدة شهر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات