السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أسألكم بالله، متمنية أن أجد الأجوبة التي أبحث عنها.
أنا فتاة في العشرين من العمر، انقطعت عن الدراسة لمدة أربع سنوات، والأن أنا أحضر للباكالوريا الحرة، لكن المشكلة أني أجد صعوبة في التركيز لأسباب شخصية، كان لي خاطب لمدة سنة تقريبا، وهذا العام هجرني بدون سبب، نحو أربعة أشهر!
لم أتقبل الواقع، دائما أبحث عن الأجوبة لكثير من الأسئلة التي تشتت تفكيري، من بينها لماذا تركني؟! أنا امرأة كاملة المواصفات لكي أكون ربة بيت، ولا أحصل على جواب، كما أنني إنسانة محجبة، أصلي أتلو آيات من القرآن الكريم، وكل يوم أذكر الله، لكن في بعض الأحيان أحس بأن قلبي ضيق، وأجد صعوبة في التنفس.
هذا كله يسبب لي القلق والتوتر، وأصل إلى مرحلة أجد فيها صعوبة في التعامل مع الناس، حيث إني لا أسيطر على تصرفي، والآن السنة في منتصفها، لم أحضر ولو مادة وحيدة، وتنتظرني عشر مواد! وهذا يزعجني كثيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ zineb حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
تفاعلك العاطفي والوجداني والنفسي بعد أن تركك خطيبك هو تفاعل متوازن، وصحيح وإنساني، فلا تكتئبي حول هذا الأمر، من الطبيعي جدا أن تحدث هذه التساؤلات، وتأتي إلى خلدك، فالحدث هو حدث خاص وخاص جدا، وهنالك فقد، ولا شك في ذلك.
تفاعلك هو نوع من عدم القدرة على التواؤم، وعدم القدرة على التكيف، والبعض يسميه (عصاب ما بعد الصدمة) وإن شاء الله تعالى من خلال صبرك، وتوكلك وقناعتك بأنه كما قال الله تعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون} أيضا من خلال مفاهيم تقوم على هذه الأسس، سوف تتواءمين، وتسألين الله تعالى كذلك أن يعوضك عما ذهب عنك بالزوج الصالح، وإن شاء الله تعالى لا تأسي على ما فاتك أبدا.
إذن التفاعل تفاعل إنساني طبيعي، فقط الذي تحتاجين إليه هو أن تسخري آليات الخروج من هذا الموقف العاطفي والوجداني.
أعراض القلق والتوتر وعدم الإقدام على الدراسة بحماس وتفاعل هو نتاج لعسر المزاج الذي تعانين منه، وأنا أود أن أذكرك بأمر إيجابي جدا، وهو أنك انقطعت عن الدراسة لمدة سنوات، وبعد ذلك اتخذت قرارك السليم وهو مواصلة الدراسة الحرة، فإذن قرارك نفسه قرار حكيم وسليم ومشجع، ويجب أن يكون هذا دافعا لك لتنظيم وقتك وترتيب أمورك، والاجتهاد في دراستك.
لابد أن تحفزي نفسك من خلال فكر إيجابي، والفكر الإيجابي هنا أساسه قرار الدراسة نفسه بعد الانقطاع الطويل، يجب أن تكافئي نفسك ببذل المزيد من الجهد.
تناول أحد الأدوية البسيطة التي تحسن المزاج أعتقد أنه أيضا سيكون مفيدا جدا لك، هنالك عقار موجود في المغرب يعرف باسم (ديروكسات) واسمه العلمي (باروكستين) هو من الأدوية السليمة جدا، والتي لا بأس من استعمالها في مثل هذه الحالات.
جرعة الدواء هي أن تبدئي بنصف حبة – أي عشرة مليجرام – يتم تناولها ليلا، وبعد عشرة أيام اجعليها حبة كاملة ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول هذا الدواء.
من أسرار نجاح الناس: تنظيم الوقت، والتنظيم الصحيح للوقت يعني إدارة الحياة، فأرجو أن تخصصي أوقاتا معينة لأنشطتك الحياتية المختلفة، ونحن حين ندعو لهذا التوجه ولهذه الوسيلة الطيبة لإدارة الوقت لا يعني هذا أن تنقطعي للمذاكرة والدراسة طول اليوم، لا، من حقك أن تأخذي قسطا كافيا من الراحة، من حقك أن ترفهي عن نفسك، أن تتواصلي مع أخواتك وصديقاتك، وفي نفس الوقت تعطي للدراسة نصيبا معقولا من الوقت.
الحمد لله تعالى أنت ملتزمة بدينك، وهذا لا شك محفز كبير جدا لتحسي بالطمأنينة والأمان.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.