كيف تكون علاقتي مع الآخرين ناجحة؟

0 321

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ظلمني معلم ظلما واضحا لا شك في أنه ظلم, واتهمني بالكذب, واتهمني أمام طلاب شعبة أخرى من زملائي بأنني لا أحصل العلامات الجيدة إلا صدفة, وقد قال لي ذلك أربعة من طلاب صفهم كل واحد على انفراد, ولا دافع لهم للكذب, وبعد أن اشتكيت للمدير عنه اتهمني بالكذب والتبلي على الناس, ولم يرض بأن أتكلم وأوضح أن لدي شهودا.

هذا المعلم يكرهه جميع تلامذته, ذلك أنه عند دخوله الصف لا يقول السلام ولا التحية, بل يكتفي بقوله: اجلسوا، وإذا سلم عليه أحدنا خارج الصف تجنب مصافحته, بل صافحني مرة بأصبعين تحقيرا من شأني ولم يكن آنذاك بيني وبينه شيء, وسأله أحد أصدقائنا مرة: كيف حالك؟ فرد: ما يخالف! وهي كلمة في اللهجة العراقية, يفهم الطالب بها عدم حبه لأن يسلم عليه أحد من الطلاب سائلا عن حاله, وقد قال لنا في أول حصة في العام الدراسي يرانا فيها ألا يسلم عليه أحد إن رآه في الساحة، ولا يسأله عن حاله.

هل يجوز الاعتذار لهكذا شخص، واعتباره كالأب مع أنه لا يعتبرني كابن ولا كإنسان له حقوقه حتى, خصوصا لما يعتبر الاعتذار للمخطئ إذلالا للنفس, وزيادة لمتكبر مثله تكبرا وتعجرفا!

أرجو منكم الرد سريعا وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ صهيب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
بداية نرحب بك – أيها الابن الكريم – ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونذكرك بأن احترام المعلم من الدين، وأن المعلم وإن أساء فينبغي أن نتعامل معه بلطف، وأن نحتمل ما يصدر منه، فإن نيل العلم في زفراته، والإنسان ينبغي أن يحترم المعلم كقيمة وكمنزلة وكشرف في الوظيفة.

لا شك أننا أيضا من الجانب الآخر نتمنى أن يكون المعلم على قدر هذه الوظيفة العظيمة، التي هي مهمة الرسول والأنبياء، فالنبي بعث معلما، قال الله تعالى عنه: {ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم} فالتعليم مهنة شريفة، والمعلم له منزلة ومكانة رفيعة.

أرجو أن تحافظ على ما أنت عليه من الأدب، ولا تجار هذا المعلم في إساءته، ونعتقد أنك بلغت ما تريد بإيصال هذه المسائل للمدير، الذي نسأل الله أن يعينه على وضع الأمور في نصابها وصوابها.

وكم تمنينا من كل معلم أن يكون قدوة، وأن يتجنب الظلم، لأن الظلم ظلمات يوم القيامة، وأن يتجنب احتقار الطلاب، لأنهم رجال المستقبل. في النهاية إذا تكبر الإنسان على الآخرين فإنما يصغر نفسه ويحقرها، والناس دائما ينفرون من الذي يستقبلهم ولا يسلم عليهم ولا يحتفي بهم إذا حضروا، وهذا بكل أسف ما ينبغي أن يكون عند أي مسلم، فكيف إذا كان هذا المسلم معلما، وإذا كان هذا المعلم في مقام القدوة.

ولكن مع ذلك نحن نتمنى أن تستمر على ما كنت عليه من الأدب، وأن تواظب على ما كنت عليه من الخير، وأن تحتمل مدرسك ولا تجاره في أفعاله، واجتهدوا جميعا في الحرص على طاعته والإحسان إليه، وذكره بالخير، وسؤال الله تبارك وتعالى له الهداية، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد، ونشكر لك هذا الحرص على الخير، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يهيئ لكم من المعلمين من يعينكم على الخير، من يذكركم بالله إذا نسيتم، ومن يعينكم على الخير إن ذكرتم، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات