كيف أستطيع أن أترجم مشاعري وأفكاري إلى كلماتٍ؟

0 338

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا قال الرجل لأخيه جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء), وأنا أقول جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه من جهود لخدمة الإسلام والمسلمين.

أنا فتاة أبلغ من العمر 26 عاما, مشكلتي قد تكون شائعة, لكن بالنسبة لي حتى الآن لم أجد لها حلا.

أنا لا أستطيع التعبير عما في فكري وقلبي بالكلمات, ليس لأنني خجولة ولدي رهاب اجتماعي؛ كلا، إنما لا أستطيع ترجمة أفكاري ومشاعري إلى كلمات.

خضت تجاربا في تدريس الأطفال والأمهات لمدة سنتين, ورسبت في امتحان التطبيق؛ لأن المشرفة قالت لي: لم تفهم شيئا من الدرس الذي قمت بشرحه, حاولت أن أنخرط في مواقع التواصل الاجتماعي, ولكن للأسف حالتي لم تتحسن كثيرا.

أريد أن أنقل وجهة نظري, معلومة استفدت منها, أن أشارك من حولي برأي, أريد أن أصف فستاني, سفرتي، لصديقاتي, أن أشرح ما أمر به من مشاكل لمن يستطيع مساعدتي, حتى عندما أناجي ربي لا أستطيع أن أنقل مشاعري في صورة كلمات.

أتمنى أن تكون الصورة اتضحت لكم.
خلاصة مشكلتي: كيف أستطيع التعبير عما يجول بفكري وخاطري في صورة كلمات.

أفيدوني مأجورين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ khadeeja حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فلا بد أن أشير إلى رسالتك السابقة تحت رقم (21262320) والتي طرحت من خلالها سؤالا: هل أنت تعانين من اكتئاب أم عسر المزاج؟ وقد أوضحنا لك أن الشعور السلبي الذي يضايقك وما يصحبه من أعراض هو نوع من حالة اكتئابية بسيطة، والآن أنت مشكلتك مع عدم القدرة على التعبير، والاكتئاب النفسي قليلا كان أو بسيطا قد يعطي هذا الشعور بالانهزام، يعني الإنسان تكون لديه المقدرات المعرفية والفكرية لكنه يقلل من قيمة ذاته، ودائما يكون تحت الاعتقاد أنه ضعيف التعبير، وأنه لا يستطيع أن يتواصل مع الآخرين بالصورة المطلوبة، هذا من ناحية.

فإذن علاج الاكتئاب في حد ذاته كما شرحنا لك سوف يساعدك -إن شاء الله تعالى– في تخطي هذه المشكلة.

الأمر الثاني هو: أريدك بالفعل أن تعيدي النظر في مفهوم أنك لا تستطيعين أن تعبري عن مشاعرك وأفكارك، المفهوم نفسه من وجهة نظري يشكل إشكالية كبيرة؛ لأن التأثير بمثل هذا النوع من الفكر قد يؤدي إلى خلل حقيقي وعدم استطاعة حقيقية على عدم القدرة على التعبير، بالرغم من ذلك كان موجودا في الأصل، يعني الخوف من الفشل هو الذي يؤدي إلى الفشل، وأنا لا أريدك أبدا أن تقعي في هذه المنظومة –أي منظومة اصطناع الفشل– أنت مقتدرة، أنت يجب أن تكون لك القدرة على التعبير، هذا هو المفهوم الذي تنطلقين من خلاله، وعليك القيام بتمارين يومية، ألعبي فيها أدوارا درامية، مثلي موقفا معينا، اعتبري نفسك أنت المخاطب والمخاطب في نفس الوقت، وتصوري موضوعا معينا، حددي محتوياته، كيفية بداية التخاطب، كيفية الدخول في الموضوع، ثم بعد ذلك تجاذب الحديث مع الطرف الآخر، ثم الخاتمة.

الأمور في غاية البساطة، ويجب أن تكون على هذا النسق.

ثانيا: حاولي أن تكثري من الاطلاع، وتركزي على مواضيع معينة تجدي أنها مفيدة لك في حياتك.

ثالثا: حاولي أن تلعبي أدوارا اجتماعية، كالانخراط في الأعمال التطوعية، الجمعيات الثقافية النسوية، المشاركة في حلق حفظ ومدارسة القرآن الكريم تعطي الإنسان القدرة على التعبير عن ذاته والشعور بالطمأنينة وتحسين الدافعية.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات