المخدرات سببت لي العجز والشعور بالدونية والعزلة.. أنقذوني

0 347

السؤال

أنا إنسان عمري 24 سنة، وأعاني منذ 4 سنوات من الاكتئاب والسرحان، وتشتت الذهن وضعف التركيز، وأيضا عدم القدرة على مواجهة المشاكل، وأحاول دائما الهروب منها، والهروب من الآخرين إلى الانطوائية والعزلة، وأشعر دائما بالتشاؤم والتعب وعدم القدرة على اتخاذ القرارات السليمة، ودائما أتذكر كل شيء سلبي في حياتي، وعدم تقبلي للآخرين، وأشعر بعدم تقبلهم لي، ولا أرى شيئا في الحياة سعيدا، وأي شيء أرى الآخرين يضحكون عليه أراه سخيفا، ولا يوجد شيء أراه في الحياة ممتعا، لم أستخدم أدوية أبدا، استعملت المخدرات للقضاء على هذه الأعراض، ولم أر أي إيجابية منها سوى قطع العلاقات مع الناس، وزيادة المشاكل لمدة ثلاث سنوات تقريبا، والآن قطعتها وأقلعت عنها منذ خمسة أشهر ونصف (كبتاجون وحشيش).

بالإضافة إلى أني لا أريد القيام بأي عمل كان ولا أتقبله، وإن قمت بأي عمل أقوم به بلا رغبة أو تقبل، ولا يوجد شيء في حياتي أتقبله أو أجد رغبة للقيام به سوى أني أفضل الجلوس والنوم فقط، وأشعر أيضا بالعجز والدونية عن الآخرين، ولا أحب التواصل مع الناس، علما بأني قطعت معظم العلاقات.

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن الانعزال هو الانزواء والانقطاع عن الآخرين، وضعف التواصل الاجتماعي، وعدم استشعار طيبات الحياة وجمالها، هو من علامات الاكتئاب النفسي، وفي حالتك لا شك أن تناول الكابتجون والحشيش كان لهما أثرا سلبيا كبيرا عليك.

أنا سعيد أن أسمع أنك قد أقلعت عن تعاطيهما، وهذه خطوة يجب أن نشكرك عليها، وننصحك بأن تصمد في وجه هذه المؤثرات العقلية الخطيرة.

الحشيش كثيرا ما يشعر الإنسان بالعجز والدونية، وافتقاد الدافعية، وعدم الفعالية، ويجعل الإنسان غير تنافسي وغير متطلع لأي شيء في الحياة، لأن الحشيش يؤثر سلبيا على وظائف الفص الأمامي في الدماغ، وهو الجزء المحفز، والذي يساعد الإنسان على التخطيط المستقبلي، فتعطيل هذا الجزء من الدماغ هو من تأثير الحشيش.

فأخي الكريم: إن شاء الله تعالى بابتعادك عن التعاطي سوف تستعيد خلايا المخ، ووظائفها من خلال عمليات ترميمية تتم تدريجيا.

الناحية الأخرى: أنت محتاج لأحد مضادات الاكتئاب، وهي – الحمد لله – كثيرة وسليمة، ولا علاقة لها بالمخدر أو التخدير أو الإدمان، وأنا أعتقد أن عقار (بروزاك) – والذي يسمى علميا باسم (فلوكستين) سوف يكون هو الأنسب في حالتك، يضاف له عقار آخر يسمى تجاريا باسم (دوجماتيل) ويسمى علميا باسم (سلبرايد).

جرعة البروزاك – أنت تحتاج أن تتناولها – كبسولة واحدة يوميا بعد الأكل لمدة أسبوعين، بعد ذلك تجعلها كبسولتين يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضها إلى كبسولة يوميا لمدة ستة أشهر، ثم تجعلها كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أما الدوجماتيل فتناوله يكون بجرعة كبسولة واحدة صباحا – وقوة الكبسولة هي خمسين مليجراما – تناولها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها كبسولة صباحا ومساء لمدة شهر، ثم كبسولة واحدة مساء لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناوله، ولكن يجب أن تستمر على البروزاك بنفس الكيفية التي ذكرتها لك.

أخي الكريم: من المهم جدا أن تجعل لحياتك معنى، الإنسان كرمه الله تعالى ولا شك في ذلك {ولقد كرمنا بني آدم} وبالجهد والاجتهاد والمثابرة وعلو الهمة يشعر الإنسان بقيمته الحقيقية، وهذا يتأتى من خلال العمل، ومن خلال أن يسعى الإنسان دائما أن يكون مفيدا لنفسه ولغيره، وأن يشارك الناس، وأن يمد يده للمحتاج.

فيا أخي الكريم: اجعل لحياتك قيمة، وبعد ذلك سوف تلاحظ أن التشاؤم قد ولى وذهب، وأن حياتك أصبحت لها معنى، وأصبحت سعيدا وهانئا بإذن الله تعالى.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات