نشاط طفلي زائد وكثير الحركة وتصرفاته غريبة.. هل عنده توحد؟

0 486

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ما أعراض التوحد بالنسبة لطفل من مواليد 2009، ونلاحظ أنه إلى الآن لا يتكلم جيدا سوى بعض الكلمات القليلة جدا، وتصرفاته غريبة، ونشاطه مفرط، وكثير الحركة، ويختلف عن أقرانه في تصرفاته؟

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم علي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

اضطراب التوحد أو ما يسمى بـ (الذواتية) عند الأطفال، لا شك أنها علة أو متلازمة مزعجة، لأن مآلاتها العلاجية في أغلب الأحيان غير مشجعة، وظهور هذه المتلازمة سببت الكثير من التوتر والقلق والانزعاج لكثير من الأسر، وذلك نسبة للتخبط في التشخيص، لكن الآن أصبحت هنالك معايير ومحكات تشخيصية محددة معروفة لأهل الاختصاص؛ لذا أنا شخصيا لا أدعو أبدا أن تكون عملية التشخيص لمتلازمة التوحد - أو الذاوتية – قائمة على التخمين أو الافتراضات، يجب أن يكون تشخيصا مدعما وقويا ومن جهة تخصصية.

في كثير من الوحدات المحترمة لا يشخص الطفل أبدا من جلسة أو جلستين، بعض الأطفال يتم إدخالهم لوحدات تخصصية لمدة أسبوع (مثلا) لملاحظة الطفل بدقة، ثم بعد ذلك يثبت التشخيص أو ينفى.

هذا الطفل – حفظه الله – عمره (تقريبا) نقول أربع سنوات، وأنا لا أريدك أبدا أن تنزعجي أو لا تستعجلي حول التشخيص، وعرضه على المختص يعتبر أمرا ضروريا، أخصائي الطب النفسي للأطفال، أو أي مركز متخصص في أمراض التوحد، هم الذين سوف يفيدونك بصورة أفضل.

أما الأعراض العامة التي قد تلاحظ في هذا العمر فهي: اضطراب التفاعل الاجتماعي، والطفل يكون له أنماط من السلوك غير اللفظي، مثل حولقة العينين، والتعبير الوجهي، والإيماءات والحركات الجسمية لتنظيم التفاعل الاجتماعي تكون غير سوية، الطفل يخفق تماما في تكوين علاقات وتفاعلات اجتماعية مع بقية الأطفال، وهنالك نقص في السعي التلقائي من جانب الطفل لمشاركة الآخرين.

إذن نقص التبادل الاجتماعي الانفعالي هي علة رئيسية، هنالك ضعف تام في تطور اللغة، أو أن تستخدم اللغة بصورة نمطية، والطفل أيضا ليست لديه القدرة للعب الإلهامي التلقائي والمتنوع، أو اللعب الاجتماعي، الطفل قد تكون له أنشطة محدودة ومتكررة ونمطية، واهتماماته تكون ذات طابع غريب جدا، يتعامل مع الناس كالأشياء، تفاعله مع الوالدين يكون ضعيفا جدا.

ومن سمات هذه العلة أيضا أن الطفل يتمسك وبصورة غير مرنة وبشكل واضح بأعمال روتينية محدودة يكررها آنيا وبصورة تأخذ النمط الوسواسي، معظم هؤلاء الأطفال نستطيع أن نقول: حتى سبعين بالمائة لديهم علة أساسية في المقدرات المعرفية، إما وجود فرط الحركة أو ضعف الانتباه، فأيضا نشاهده في عدد مقدر من الأطفال الذين يعانون من متلازمة الذواتية.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: فيما ذكرته، هذا الطفل – حفظه الله – لديه أعراض مهمة لا نستطيع أن نتجاهلها، لكن أرجو ألا يشخص افتراضيا على أنه يعاني من متلازمة التوحد، يجب أن يعرض على مختص، وأود أن أؤكد لك أيضا أن متلازمة التوحد تعتبر طيفا، هي ليست فئة واحدة، تتفاوت في حدتها وشدتها، ونوعية العلل الموجودة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات