زوجي يلقبني بالفاشلة ولا أشعر أنه يحترمني!

0 475

السؤال

السلام عليكم.

مشكلتي تبدأ من منزل أبي عندما كنت صغيرة ولم ألق الاهتمام والعناية الكافية في المنزل، وتمييز أبي لإخواني الذكور، رغم أني كنت أكثر تفوقا عليهم، وكان دائما يتشاجر مع أمي، ويقوم بإهانتها وضربها أمامنا، وكنت أكره ذلك التصرف، وأقوم بالرد عليه، وكان يقول لي: لو أمك متعلمة لكنت احترمتها، إنها جاهلة ولا تستحق إلا ذلك، لذلك كنت دائما أحاول الاجتهاد لكي أحصل على شهادتي، وكنت الأولى بين أخواتي، إلى أن دخلت الجامعة وحصلت على البكالوريوس بمرتبة الشرف، وعندما كنت أكمل دراستي في الماجستير، تقدم لخطبتي مدرس –زميلي- وتزوجني، وكان دائما يشعرني بأنه سيكون بجانبي حتى أحصل على الدكتوراه، ولكن قبل الزواج سافرت في إعارة لدولة خليجية، وكنت أصغرهم سنا، وبعد عام تزوجت، وذهبت أنا وزوجي إلى الخارج، وكان بدون عمل.

المشكلة أنني أخرج في الصباح، وأرجع فيكون نائما، وأبقى بملابس العمل، ويطلب مني الفطور، ودائما يقول: إني مقصرة معه في الوجبات المنزلية، وحتى في علاقتي معه.

في بداية الأمر كنت أحاول أن أبذل كل جهدي، ولكن بعد ذلك بقيت أفعل كل شيء بدون رغبة، وبضيق، حتى أثر ذلك على علاقتي معه، وأشعر بكآبة.

المشكلة أنني لا أشعر أنه يحترمني كما كنت أعهده، بل دائما يحاول أن يحقر من شأني، وأنني كأي امرأة، ولقبي معه الفاشلة؛ لأنني لا أستطيع أنا أكون خمسة في واحد: الشغالة، ومربية الأطفال، والممرضة، والعاشقة، والمضحية بكل ما تملك من مال وصحة.

أنا مش عارفة اكون راضية عن نفسي، أنا أضغط على نفسي لأجل أولادي واستمرار الحياة.

سؤالي: إلغاء زوجي لحقوقي كاملا، وطلبه الدائم بواجباتي، إلى متى ستكون المرأة العربية مهدورة الحقوق؟ وكيف أخرج من شعوري بأن زوجي يمثل عبئا علي لا يخفف من أزماتي؟

الإجابــة

لحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
الأخت الفاضلة/ أحلام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بداية: نرحب بك في الموقع، ونسأل الله أن يديم عليك نعمه، وأرجو أن تبدئي بتذكر هذه النعم، نعمة التفوق، ونعمة التأييد الذي وجدته من الله تبارك وتعالى، رغم أنك نشأت في بيت كانت الوالدة تعاني فيه كل المعاناة، ولا شك أن ما حصل من الوالد كان خطئا، وهذه الآثار الطبيعية التي يتركها عدوان الزوج على زوجته وعلى أبنائه، هي أن الأبناء في البداية يكرهوا الأب ويشفقوا على الأم، ثم يكرهوا الأب ويحتقروا الأم، ثم يكرهوا الأب وقد يؤذوا الأم ويقصروا في حقها ويضربوها، هذا بالنسبة للأولاد.

أما بالنسبة للبنات، فيكون عندها مثل هذا الانطباع السالب الذي بكل أسف الإسلام لا يرضى به، والإسلام بريء من ظلم أي رجل، والنساء هن وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي كررها مرارا (استوصوا بالنساء خيرا) بل قال: (إني أحرج حق الضعيفين: اليتيم والمرأة) وضرب أروع الأمثلة في العطف والشفقة على المرأة، بل كرر ذلك وطبق ذلك في حياته، فكان في بيته ضحاكا بساما، يدخل السرور على أهله، وكان يسامح أزواجه -عليه الصلاة والسلام- ويحتمل منهن، وكان يقول: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي).

فأرجو أن يعلم الجميع أن ما يفعله بعض القساة من الرجال مخالف لهدي رسولنا سيد الرجال -عليه صلاة الله وسلامه- وشريعة الله بريئة من كل ظلم تتعرض له المرأة بنتا كانت أو أختا أو زوجة، نسأل الله تبارك وتعالى أن يفقهنا في هذا الدين، وأن يلهمنا رشدنا، وأن يعيذنا من شرور أنفسنا.

أما بالنسبة لهذا الزوج، فتقصيره واضح، ولكن دائما عندما تكون المرأة ناجحة والرجل فاشلا، وعندما تكون المرأة عاملة والرجل عاطلا، فإن مثل هذه الإشكالات متوقعة، خاصة إذا شعر الرجل أنه ناقص، وأنه مقصر، وأنه لا يقوم بواجباته، ولم تشعره المرأة أنه جزء من نجاحاتها، فنحن في هذه الأحوال نريد أن تتكلم بلغة (نجحنا) (بارك الله فيك، وأنت معي) فدعيه يجد منك مثل هذا التشجيع حتى لا يبحث عن جوانب النقص والعيوب التي عندك، ولا أعتقد أنها عيوب، لكن هي واجبات كثيرة، والرجل ينبغي أن يشارك، إما أن يأتي بالإنفاق -وهذا هو الأصل- أو يعاون طالما كانت هذه الظروف معينة تمر بها الأسرة (أنت في بعثة دراسية) وفي مثل هذه الأوضاع ينبغي للرجل أن يشارك في التربية، في حمل أبنائه، وفي رعايتهم، وفي القيام بواجباتهم، وفي تقدير المعاناة التي تواجهينها في حياتك، وأنت من جانبك ينبغي أن تشكري له هذا الوقوف معك، وتمدحي ما يفعله وإن كان قليلا؛ حتى لا يشعر أنه مقصر، وأرجو أن تكون الرؤيا واضحة، والمطلوب واضح، وتكلمي بلغة الجمع مثل (نجحنا)، ومثل: (ما أنا فيه من فضل أنت لك دور كبير فيه، أسأل الله أن يبارك فيك، وإن شاء الله أنتهي من دراستي وأقوم بواجباتي، ولن ينقصكم شيء أنت وأولادي، فأنتم أغلى ما أملك) مثل هذه الكلمات من الضروري جدا أن تبدئي بها، فأنت متعلمة ولله الحمد، وأنت أيضا من تواصلت مع هذا الموقع، لذلك النصيحة لك أن تجتهدي في أن تكوني دائما الأفضل، كما أن الله تبارك وتعالى وهبك هذه النعم وأعطاك هذه الخيرات.

وهذا الزوج لن يكون عبئا -حقيقة- إذا تعاملت معه بالطريقة التي اقترحناها عليك، وسوف نكون سعداء في حال تواصلك مع الموقع وإفادتنا بما حصل، عندما غيرت طريقتك في التعامل معه، ونسأل الله تبارك وتعالى التوفيق والسداد للجميع.

مواد ذات صلة

الاستشارات