أعاني من اكتئاب حاد، واضطراب في القولون العصبي، فما هو علاج حالتي؟

0 432

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أعاني من اكتئاب حاد قلب حياتي رأسا على عقب، وقد استخدمت السيبرالكس لمدة ٤ أشهر تقريبا، ولم يحدث تحسن.

أصبح لدي نفور من كل شيء، ولا أحب مقابلة الناس، ولا أرتاح بالحديث معهم، وأشعر بالفشل، وكأن ليس هناك شيء أتطلع له في المستقبل، ولقد أثر ذلك كله على شهيتي التي ازدادت بشكل مخيف، وآلام الظهر والعضلات، وعدم تحمل أي مجهود مهما كان بسيطا، فلا ألبث أن أتعب بسرعة، وألهث، وأتألم.

لدي صداع يأتي من حين لحين، وذاكرتي أصبحت ضعيفة جدا، بالإضافة إلى عدم قدرتي على التركيز، مما أدى لفشلي في الجامعة، كما أنني أنام كثيرا، وأستيقظ وأنا أشعر بالعصبية والتوتر، لدي صعوبة في التنفس فقط عند النوم، وقد تم تشخيصي مسبقا بأن لدي اضطراب في القولون.

أنا أعيش في غزة، لذلك فالأطباء النفسيين ذوي خبرة ضئيلة، ووصفوا لي البروزاك، إلا أنني لا أريد استخدامه بدون استشارة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سجى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

من الواضح أنك تعانين بما يسمى: بالقلق الاكتئابي، والأعراض الاكتئابية التي لديك ذات طابع خاص، حيث أن النوم أو التكاسل لديك أكثر من اليقظة، كما أن الاكتئاب العادي يؤدي إلى اضطراب شديد وضعف في النوم.

العلاج - أيتها الفاضلة الكريمة – له عدة مكونات:

أولا: لابد أن تكوني متفائلة، ولابد أن تثقي في قدراتك – فهذا مهم جدا –، ولابد أن تدفعي نفسك دفعا نحو التفكير الإيجابي، وأنصحك بألا تستسلمي أبدا للضجر وللكدر، فأنت شابة في بداية سن الشباب، ولك آمال في الحياة، والمستقبل أمامك طيب - إن شاء الله تعالى -، فيجب أن تنهضي بفكرك، وتضعيه في المسار الإيجابي الصحيح، فلا تستسلمي أبدا للتشاؤم، ولا تخافي من الفشل، فأنت سوف تنجحين - إن شاء الله تعالى –، وحتى الذين فشلوا – بكل أسف – كانوا قريبين جدا من النجاح، ولكنهم لم يستمروا في محاولاتهم من أجل النجاح والوصول إليه.

ثانيا: أنصحك أن تتواصلي مع صديقاتك، ومع أخواتك، وحافظي على صلاتك، وعلى تلاوة القرآن، والدعاء، ووزعي وقتك بصورة جميلة وفعالة، ومارسي بعض التمارين الرياضية البسيطة التي تناسب الفتاة المسلمة، فأنت بحاجة شديدة إليها، ولدينا في إسلام ويب أيضا استشارة توضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء، وهذه الاستشارة رقمها: 2136015، وباطلاعك عليها، والتدبر في تفاصيلها وتطبيقها سوف تجنين فائدة كبيرة - إن شاء الله تعالى –.

التحسن لا يأتي ما بين يوم وليلة، والتحسن يتطلب الاستمرارية في المحاولات الإيجابية، وتغيير نمط الحياة كما ذكرت لك.

أنت أيضا محتاجة لإجراء بعض الفحوصات الطبية البسيطة: وعليك أن تتأكدي من مستوى فيتامين (د)، فهذه الآلام الجسدية كثيرا ما تكون ناتجة من نقص في هذا الفيتامين، وبالطبع سوف تتأكدين أيضا من مستوى الدم، ووظائف الغدة الدرقية.

تمارين الاسترخاء سوف تكون كافية جدا لإزالة التوتر العصبي وضيق التنفس.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي: أقول لك نعم، البروزاك هو الدواء الأفضل في حالتك، لأن الفلوكستين – وهذا هو الاسم العلمي للبروزاك – وجد أنه من أفضل الأدوية التي تعالج نوعية هذا القلق الاكتئابي الذي تعانين منه، فابدئي في تناوله، وتوكلي على الله، فالدواء طيب وجيد، وإذا كنت لا زلت على السبرالكس، فخفضي جرعته إلى خمسة مليجرام يوميا لمدة أسبوع، بعد ذلك ابدئي في تناول البروزاك وتوقفي عن السبرالكس.

جرعة البروزاك يجب أن تستمري عليها بمعدل كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهر، ثم اجعليها كبسولتين في اليوم لمدة شهرين، ثم كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات