أطمح أن أصبح طبيبة لكن الإحباط يلازمني .. فما توجيهكم؟

0 486

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرسلت لكم الكثير من الرسائل التي تحمل مشاكلي، ومشاكل العالم، -والحمد لله-، فقد وجدت بفضل الله ثم بفضلكم راحة البال لهدوء إجابتكم ولينها.

في الواقع لدي بعض المشاكل في الدراسة، أنا لم أتجاوز 15 عاما، وأكاد أبكي حقا، أدرس ساعات طوال، وأحاول الفهم، وأدعو الله بالنجاح، لكن صدمتي كانت كبرى عند تلقي علامتي، وأنا الآن في سنة مهمة للغاية، فهي ستقرر تخصصي مستقبلا.

أنا أطمح أن أصبح طبيبة جيدة، لكن الإحباط الذي انتابني جعل معنوياتي تهبط، منذ سنتين وأنا أجد صعوبة في النجاح بالذات في مادة الرياضيات، وعندما أدخل الامتحان أشعر بأني سأنجح، ولكن يخيب ظني عند تسلم العلامة، مع أني أكثر من الاستغفار ودموعي من الحزن لا تجف، فهل بينكم من يرشدني؟ ويقول لي ماذا أفعل؟ أهلي لديهم مشاكلهم، ومنذ صغري وأنا أعتمد على نفسي حتى في دراستي لا يسألونني، والحمل ملقى على كاهلي، ولا يوجد لي بعد الله سواكم.

شكرا لكم وأتمنى أن تجيبوني بسرعة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ساندرا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على التواصل معنا وذكر أنك استفدت من خدمات الموقع، فهذا مما يزيدنا حماسا للعمل ومساعدة الآخرين.

ما تسألين عنه أمر شائع بين الناس، وخاصة المتفوقين منهم، حيث دوما يسأل الواحد منهم مثل هذه الأسئلة سعيا منه دوما لتحسين الأداء، ورفع جودة العمل.

وفي الواقع ليس هناك من طريقة واحدة تناسب كل الناس، فظروف كل شخص تختلف عن الآخرين، والأعمال والمسؤوليات مختلفة، والوقت المتاح أيضا مختلف.

وما يناسب شخصا ليس بالضرورة أن يناسب شخصا آخر.

ولكن ربما هناك بعض الملاحظات العامة حول الدراسة، والتي تفيد الجميع، مما يمكن أن يعينك على تجاوز هذه المرحلة الهامة من حياتك العامة والدراسية، ومما يعينك لتكوني تلك الطبيبة الناجحة والجيدة، ومنها على سبيل المثال:

• لا تستقلي قيمة أي وقت، مهما قصرت مدته، فأحيانا في الربع ساعة والنصف ساعة يمكن أن تحققي ما هو بقيمة ساعة أو ساعتين.

• استفيدي مما يسمى "نوافذ الوقت" وهي الفترات الصغيرة بين عمل وآخر، فمثلا وقت الفراغ بين نشاط وآخر، فهذه الأوقات القصيرة تصبح مع بعضها بما مجموعه ذلك الوقت الطويل من خلال الزمن.

• إذا كنت من النوع الصباحي، أي أنك أنشط ما تكوني في فترة الصباح فاستغلي وقت الصباح في الأعمال التي تتطلب جهدا ذهنيا، ويقول الرسول الكريم "بورك لأمتي في بكورها" أي فترة الصباح الباكر، وإذا كنت من النوع المسائي، فأيضا استفيدي من هذه الساعات في المساء بالشكل المناسب.

• يمكن أن تجعلي من بعض الواجبات المنزلية ومساعدة الأسرة في أوقات "استراحتك" بين عمل وآخر، وخاصة فيما يتعلق بالدراسة، بين الجلسة والأخرى اذهبي وقومي بعمل منزلي بسيط تريحين بالك من خلال القيام به.

• حاولي أن تقللي قدر الإمكان من مضيعات الوقت، كالزيارات الاجتماعية المطولة جدا جدا، واقتصري على بعض العلاقات، وخاصة القصيرة منها.

• حاولي أن تجمعي بين عملين معا، فيمكنك مثلا أن تراجعي حفظ بعض النصوص أو غيره مما تريدين حفظه، وأنت تقومين بعمل آخر كارتداء الملابس، أو العمل في إعداد الطعام، أو الذهاب في الباص.

• لابد أن تعطي فرض الواقع حقه، ففي وقت الصلاة أفضل ما تقومي به هو الصلاة، ووقت الدراسة لاختبار هو هذا، وهكذا.

بارك الله فيك، وكلل جهودك بالتوفيق والنجاح، وجعلك من الطبيبات المتفوقات، مما سينفع الأهل في فلسطين وغيرها.

مواد ذات صلة

الاستشارات