تأخر زواجي كثيرًا بسبب عدم تجهيز المنزل .. فما نصيحتكم؟

0 513

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا على هذا الموقع الذي أجد فيه خير النصيحة، وأنا أفتقدها في كل من حولي، سواء بسبب الخجل، أو عدم التقدير، والفهم من الآخرين، مما قد يترتب عليه مشاكل.

وأعتذر ربما تطول الاستشارة؛ لأن الأمر يحتاج لتوضيح بعض التفاصيل.

أنا فتاة مخطوبة، وعقد علي زوجي من 10 أشهر، ثم سافر للعمل بالخارج؛ ليستطيع تجهيز بيت الزوجية، وبعد عام من العقد سافرت أنا إلى نفس البلد؛ لأن أبي يعمل بها أيضا.

المشكلة الأولى هي: تأخر الزواج كثيرا؛ لأن بيت الزوجية يتطلب وقتا، وأموالا كثيرة، فأنا تخرجت من الجامعة، ولا أعمل، وليس هذا ما يضايقني من تأخير الزواج، ولكني لا أرى زوجي إلا كل شهر، وأحيانا كل شهرين لبعد المسافة بيننا، وتحدث مضايقات لي في هذه الزيارات؛ حتى صرت مع مرور الوقت أكره زياراته بسبب تدقيق أهلي في تفاصيل كثيرة تضايقهم من زوجي تتعلق بأمور اجتماعية، ومادية، ويتوجهون بالنقد إلي، ومن ناحية أخرى زوجي يريد بعض حقوقه في الاستمتاع بي في هذه الفترة، وقد رفضت ذلك لكنه يصر.

وأنا أشعر في هذه اللحظات بالتوتر الشديد، وأخاف أن يرانا أبي أو أمي؛ لأنهما يكثران الدخول والخروج علينا، ومرة دخلت أمي فجأة لكن دون رؤية شيء، فصارت تنبهني كثيرا، وتدقق في كل شيء، في ملابسي، وتصرفاتي، وكلامي، حتى أصبحت أشعر أنه شك، وقلة ثقة، ولم تترك لي مساحة لأحكي لها شيئا، وأنا أرى أنها لا تتعامل بحكمة أبدا في هذا الأمر، بل تحكم غيرتها، وخوفها علي، حتى وإن أثر ذلك على مشاعري، ثم حدث لي موقف مخجل جدا معها، وما زال يؤثر في نفسى وهو: أنها دخلت فجأة، ولم يعجبها ما رأت، وكانت ردة فعلها سيئة جدا علي وعلى زوجي، وتكلم معها زوجي، وجاء لها بالفتاوى في هذا الأمر، وأنه من الاستمتاع المباح في هذه الفترة، ولكنها آذتني كثيرا بعد ذلك، ولم تتفهم الأمر، وزاد إيذائها لي بالكلام الجارح، والشك، والمعاملة السيئة جدا، وكأني فعلت حراما والعياذ بالله، وكل هذه الأمور تجعلني أشعر برغبتي في تعجيل الزواج، أو على الأقل إتمامه في ميعاده المتفق عليه، ولكن للأسف الظروف المادية لزوجي تدهورت أكثر، وترك عمله بالخارج، ويبحث عن فرصة أخرى، وهذا يعني تأخر تجهيز البيت، وزوجي يكلمني من حين لآخر عن رغبته الشديدة في إتمام الزواج بسرعة قبل تجهيز البيت، سواء في البلد التي يعمل بها، أو في بلدنا، كأن يكون في فندق مثلا، ثم نسافر معا، وهذا يعني تنازلي عن فرحة الزواج كأي فتاة تريد أن تتزوج في بيتها الجديد، وإن كان بسيطا، وفرحة ارتداء فستان الفرح، وأن أكون بين أهلي، وصديقاتي في بلدي، وأفصحت له بصعوبة هذا الأمر علي، وأن هذه أحلامي، ولن أشعر بفرحة الزواج إن تم بهذه الطريقة.

أنا في حيرة بين صعوبة تأخر الزواج لشهور أخرى، وربما عام آخر - والله وحده يعلم كيف مرت الشهور الماضية - حتى أتزوج كبقية البنات، وأشعر بالفرحة؛ لأنه عرض علي من قبل هذا الأمر لأني مقيمة مع أهلي في نفس البلد الذي يعمل فيه، فرفضت؛ لهذا السبب، فهل بعد هذا الصبر أتنازل عما أحلم به أم أصبر أكثر؟ والله المستعان، ونسألكم الدعاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الفتاة الحائرة الحزينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله، والصلاة، والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحابته، ومن والاه.

أسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد، والرشاد، وأن يعينك على الخير، هو ولي ذلك، والقادر عليه.

ونشكر لك هذا الحرص على السؤال، ونشكر للأسرة أيضا هذا الخوف عليك، والحرص على وضع الأمور في موضعها الصحيح، وإن كان هذا الزوج قد عقد عليك إلا أن مثل هذه الممارسات تخيف الأسرة، وتخيف أهل الفتاة؛ لأن من الشباب من يبدأ مثل هذه الممارسات، ثم ينقطع عن الزوجة، ويهرب، وقد يطلقها، والحالة هذه، فيقع الناس في الحرج الشديد؛ فلذلك الشريعة تهتم بإعلان الزواج، وإعلان الدخول، والإسراع في ذلك، والتعجيل فيه، ومن هنا فنحن نرى الموافقة إلى السفر إليه، وتبسيط أمر الزواج، وكثير من الزوجات تسافر لزوجها، ويحتفل بها الأهل، ويقيمون وليمة مصغرة، ثم بعد ذلك تسافر لحيث الزوج؛ ليكمل معها سعادتها.

واعلمي أن كثيرا من الأزواج، بل لهم أطفال، بل عاشوا سنوات، ولا يملكون بيوتا، وإنما استأجروا بيوتا على قدر طاقتهم، وعاشوا سعداء، وهذا معنى ينبغي أن يكون واضحا، فإن مما أفسد علينا حياتنا الزوجية، والاجتماعية، الاهتمام الزائد من الناس بالمظاهر، ووجود البيت، والسيارة، وإن وجدت هذه الأمور بطريق الدين، فإن هذا يسبب التوترات، فالزوج يظل في هم وغم من أجل ذلك الدين، كما أن الزوجة تأتي من اليوم الأول تريد أن تعيش كما تعيش كل عروس تتمتع بالجديد، ويكون الزوج قد غرق في الديون في أمور، ومظاهر الهدف منها إرضاء الناس بكل أسف.

فعلينا أن نسعى لرضوان الله، ونحاول التيسير على هذا الشاب، وفي إكمال المراسيم إخراج لك من الحرج، ورفع للحرج أيضا عن الأسرة، وعن الوالدة التي تخاف بحق، وحقيقة، وأنت لا تقدرين هذا؛ لأننا نفكر بمشاعر آباء، وأمهات، فلو حصل لا قدر الله أن العلاقة امتدت بينكما ثم أجل الزواج لسنة، ثم حصل في هذه الفترة حمل نتيجة لتلك العلاقة، فماذا سيقول الناس، وهو لم يعلن الدخول، وربما بعض الشباب بكل أسف يتنصل عن الثمار التي حصلت، ويرفض نسبة الولد إليه، فيدخل الإنسان في مشاكل، ومتاهات هو في غنى عنها، ومن هنا كان اهتمام الفقهاء بهذه المسألة التي لابد أن نراعي فيها أعراف الناس، فإن الناس لا يعتبرون مجرد العقد كاف، وإن كان الرجل يستطيع أن يجلس مع أهله، لكنه لا يستطيع أن يفعل أكثر من ذلك، إلا إذا أعلن دخوله، وعمل وليمة، وأرخ لهذا الدخول، حتى يرفع الحرج عن نفسه، وعن زوجته، وعن الطفل الذي سينتج عن تلك العلاقة.

نسأل الله أن يعيننا على فهم هذه المعاني، وتفهم مشاعر الأسرة، وإن كنا لا نؤيد توبيخها، وإساءتها، ولكن ينبغي أن تنبه بلطف، وأن تحرص قبل غيرها على إكمال المراسيم بأي طريقة، حتى تدخلي في حياتك الجديدة، وعند ذلك سوف يتحمل هذا الزوج المسؤولية، وطعام الاثنين يكفي الأربعة، ونحن ما كلفنا إلا بالسعي، أما الرزق فهو من الله تبارك تعالى، والمرأة تأتي برزقها، والأولاد يأتون برزقهم، ونسأل الله أن يوسع علينا، وعليكم، وأن يلهمنا جميعا السداد، والصواب، هو ولي ذلك، والقادر عليه.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات