أتكلم مع نفسي وأتفاعل معها كثيرا.. أرجو الإرشاد

0 411

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أتكلم مع نفسي كثيرا، وأتخيل نفسي أني في أماكن وأدوارا أخرى، والمشكلة أني أتفاعل معها ولا أنفر من ذلك، بل أحبه، وأتخيل قصصا خيالية وألعب فيها الدور الرئيسي.

فما العلاج لهذا؟ وإن وقع شيء من الرياء في هذه القصص هل يعتبر رياء حقيقيا أم لا؟
ساعدوني!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خولة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن حديث النفس من هذا النوع والذي يشرد بخيال الإنسان والذي يكون في شكل قصص وأدوار درامية قد يلعبها الإنسان مع نفسه: هو (حقيقة) جزء من أحلام اليقظة التي تكون مرتبطة ببعض الاكتئاب النفسي البسيط.

أحلام اليقظة ليست كلها سيئة، بل على العكس تماما يعتبر أن بعضها إيجابيا، لأنه يعطي الإنسان الفرصة للتفكير الإيجابي الصحيح، أو ما يسمى بالتفكير الإبداعي الذي من خلاله يضع الإنسان أهدافا، ويحفز نفسه حتى يصل لتلك الأهداف.

أنا لا أريدك أن تنزعجي حول هذا الموضوع، هو - إن شاء الله تعالى – عابر ومرتبط بالمرحلة التطورية الارتقائية العمرية التي تمرين بها، لكن هذا لا يعني أبدا أن نترك الأمور كما هي، فهذه الأفكار وهذه الخيالات يجب أن تحدي منها، وذلك من خلال: صرف الانتباه عنها، فمتى ما يأتيك قولي لنفسك (أنا لن أتبع هذا التفكير مهما كان) واشغلي نفسك بأمر آخر.

فإذن صرف الانتباه من خلال الدخول في أنشطة أخرى، أو نوع مخالف من التفكير يعتبر جيدا.

بما أنك لا تقاومين هذه الأفكار، هذا ليس صحيحا، يجب أن تكون هنالك معقولية، أو نوع من الفلترة لهذه الأفكار، فما ترينه منها خيالي لدرجة خيالية ومبالغ فيها يجب أن ترفضيه، وهذا - إن شاء الله تعالى – تحت إرادتك وتحكمك التام.

أمر آخر أنصحك به، وهو: حسن إدارة الوقت، يجب أن تخصصي أوقاتا معينة لأفعال معينة مطلوبة من كل إنسان يريد أن ينجح في حياته، تخصصي وقتا للدراسة، ووقتا للقراءة، ووقتا للمشاركة في الأنشطة المنزلية، ووقتا للترفيه عن النفس، ووقتا للتواصل الاجتماعي، ووقتا للعبادة (وهكذا)، هنا سوف تملأ الفراغات الزمنية وكذلك الذهنية، وسوف يحاصر هذا التفكير الخيالي المتشعب، والذي أعتبره نوعا من أنواع أحلام اليقظة كما ذكرت لك.

لا أرى أن هنالك رياء حقيقي في هذه القصص، فهي من نسيج الخيال، ولا تتخوفي حيالها، لكن كما ذكرت لك يجب أن يكون هنالك نوعا من الحد منها، وذلك من خلال صدها ورفض ما هو متشعب وخيالي منها، وأن تديري وقتك بصورة صحيحة، وذلك من أجل الإغلاق على هذا الفكر السلبي.

أنصحك أيضا بممارسة تمارين الاسترخاء، فهي تمارين مفيدة جدا وتساعد في إزالة هذا النوع من التفكير - إن شاء الله تعالى – ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم (2136015) أرجو الرجوع إليها، ومحاولة الاسترشاد بمحتوياتها، وأسأل الله تعالى أن يفيدك بها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات