خطبت فتاة ورغبت في أخرى، فهل أكون ظالما إذا فسخت الخطبة؟

0 347

السؤال

السلام عليكم.

خطبت فتاة من قريتنا بعد ضغوط من الوالدين، حيث لم أكن أفكر بالزواج بعد، ووافقت على تلك الفتاة لما عرفته عن أسرتها من الدين والخلق، وقد نظرت إليها، وطلب والدها تأجيل الزواج حتى تكمل دراستها.

بعد مرور عام ونصف من الخطوبة تعرفت على فتاة أخرى في المدينة التي أعمل بها، وأحببتها كثيرا، وقررت فسخ الخطبة، ولكن والدي يرفض الفكرة.

ما هو الحل المناسب بنظركم؟ وهل أكون ظالما إذا فسخت الخطبة؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صفوان علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

بداية نرحب بك أيها الابن الفاضل في الموقع، ونشكر لك هذا الحرص على التواصل، ونسأل الله أن يزيدك خيرا، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

لا شك أنك تتفق معنا – أيها الابن الكريم – أن الواحد منا لا يرضى مثل هذا الموقف لبنته، ولا لأخته، ولا لعمته، ولا لخالته، فالفتاة تنتظر عاما ونصف، حبست نفسها عليك، رضيت في أن ترتبط بك، أنت الذي جئت إلى دارها وخطبتها ورضيتها زوجة، وتكلمت عن أن أسرتها لها دين وأخلاق، وبعد ذلك تأتي بهذه السهولة تحاول أن تخرج من حياتها لترتبط بفتاة أخرى؟!

لست أدري أنت الآن كيف تحب فتاة، وتحبها جدا وترتبط بها دون أن تكون هناك علاقة رسمية؟! إن هذا المشوار الذي بدأته – المشوار الثاني، العلاقة بالفتاة الأخرى بالمدينة التي تعمل فيها – لم تقم على قواعد شرعية، فمن الذي أباح لك التعرف عليها؟ ومن الذي أباح لك التمادي في العواطف حتى وصلت إلى هذه الدرجة؟

لذلك نحن ندعوك إلى أن تتوب إلى الله تبارك وتعالى من هذه الممارسة، وتجتهد في أن تتواصل مع الأسرة الأولى، ولا مانع من أن تطالب بتعجيل الزواج إذا كنت لا تحب أن تنتظر حتى تكمل دراستها، وأيضا في ذلك إرضاء للوالد، وفي ذلك انسجام مع القيم الشرعية، فإن الرجل عند كلمته، والرجل لا يمكن أن يخطب بنات أسرة ثم يغدر بهم، فبنات الناس لسن لعبة.

لا يمكن أن أخطب فتاة سنة ونصف ثم بعد ذلك أتركها بهذه السهولة، ودون مبررات شرعية، وأنت من البداية كان من الممكن أن ترفض، كان من الممكن ألا تقبل، أما وقد قبلت ورضيت وخطبتها خطبة رسمية، ثم بعد عام ونصف تريد أن تخرج وتذهب عنها؟ نحن حقيقة لا نؤيد هذه الفكرة، والذي يشجعنا على عدم تأييدها هو أن الطريق الثاني أو الفتاة الثانية تعرفت عليها بطريقة غير شرعية، بطريقة لا ترضي الله تبارك وتعالى.

عد إلى صوابك، واعلم أن الخير دائما في أن يطيع الإنسان والديه في مثل هذه المواقف، وأنت لم تر من تلك الفتاة ولا من أهلها عيبا أو نقصا أو خللا، فما هو عذرك في فسخ هذه الخطوبة بهذه السهولة؟!


لذلك نحن ندعوك إلى مراجعة هذه المسألة، وقطع العلاقة مع فتاة المدينة الجديدة التي تعرفت عليها، والإقبال على الفتاة الأولى وإكمال المشوار معها.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك ولها الخير حيث كان ثم يرضيكم به.

مواد ذات صلة

الاستشارات