كيف أعالج نزول الدم المتكرر؟ وهل نزوله لفترة طويلة فيه خطورة؟

0 561

السؤال

أشكركم على موقعكم الرائع، وتجاوبكم مع كل السائلين - جعله الله في موازين حسناتكم، ووفقكم الله - وبعد:

أنا عمري 20 سنة، لست متزوجة، طولي 168، وزني 58، أعاني من مشكلة اضطراب الدورة، علما أنها لم تنتظم منذ أن بلغت في سن الـ 16، ففي السنوات الأولى من بلوغي لم تأتني الدورة إلا ثلاث مرات في السنة الواحدة تقريبا، أو أقل، وانقطعت لستة شهور أو أكثر، وفي أيام نزول الدورة تكون ثمانية أو عشرة أيام، وإن زادت فخمسة عشر يوما، ولكنني في السنتين الأخيرتين أصبحت أعاني، فالدورة تنقطع من شهرين لأربعة شهور، لكنها تعود لتنزل متواصلة لمدة شهر ونصف إلى شهرين، وأحيانا لشهر، ثم تتوقف أسبوعا أو أسبوعين، وتعود بنفس المدة أحيانا، أو تتوقف وترجع بعد أشهر، وهكذا، وتكون كمية الدم كثيرة، وأحيانا متوسطة، مع قطع دم إذا كان غزير النزول، والقطعة تكون كبيرة إذا كان الدم متوسطا أو خفيفا، والقطع تكون صغيرة، ولاحظت أن القطع تنزل إذا بذلت مجهودا بدنيا: من رياضة, أو عمل منزلي، وإذا شربت مشروبات ساخنة فإنها تنزل أيضا.

كشفت السنة الماضية لمعرفة ما إذا كان لدي فقر دم أو اضطراب هرمونات، وكانت النتيجة سليمة، لكن الطبيبة قالت: عندي تكيس بالمبيض الأيسر، ثم أعطتني حبوبا تنظم - أعتقد أن اسمها (الدانة) - مع أدوية أخرى، وقالت لي: بعد أن تنتهين من استعمال شريط من بداية الدورة راجعيني، وعندما راجعتها بعد الذي وصتني به، قالت لي: أنا لم أعطيك حبوبا توقف النزيف قبل أدوية التنظيم، فصدمت منها، وتأثرت بفعلها، وتركت الأدوية، واستخدمت الأعشاب الطبيعية, مثل: المرامية، والحلتيت، والحلبة، وغيرها، لكني لم أستطع أن أكمل بالأعشاب، فروائحها قوية, ولم أصبر عليها.

وعندما كان عمري سبع سنوات استأصلت مبيضي الأيمن بسبب كيس انفجر - ولا أعلم التفاصيل -حيث كنت صغيرة، ووالدي لا يرغب بإخباري، وأسئلتي كالتالي:

1- أريد حلا لمشكلتي، وهل نزول الدم لهذه الفترة الطويلة خطر علي؟ وكيف أعالجه؟
2- قطع الدم مع الدورة هل نزوله أمر عادي؟ أم أنها خطرة؟
3- عندما ينزل سائل بني اللون - ليس دما - لا أعتبره دورة, وعندما يبدأ نزول الدم في حالتي يستمر شهرا فكيف أحسبه؟ وهل صحيح أن الفاصل بين الدورتين أسبوعان؟ فأحسب من بداية الدورة ثمانية أيام ثم أصلي أسبوعين، وأعتبر الذي معي دورة؟ فأرجو المساعدة بخصوص هذه المسألة.

4- أريد أن أعرف ما الذي دعا الطبيب لاستئصال المبيض؟ هل لأنه كان سيتحول لورم خبيث - لا قدر الله -؟
5- هل سيؤثر التكيس بمبيضي الأيسر واستئصالي للأيمن سابقا على الإنجاب؟

آسفة للإطالة، وشكرا لجهودكم ووقتكم - بارك الله لكم، وجزاكم خيرا -.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Lolo حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

شفاك الله وعافاك -يا ابنتي- والمرض والصحة ابتلاء وامتحان من الله، ونؤجر عند الصبر على ذلك.

اضطراب الدورة الشهرية، بالإضافة إلى ارتفاع هرمون الذكورة، وظهور حب الشباب، ونمو الشعر في بعض الأماكن من الصدر والبطن، يعرف بمتلازمة التكيس المتعدد على المبايض PCOS، وهذا يحدث بسبب عدم مقدرة البويضات على الخروج من المبيض ومن جرابها، فتظل تحت جدار المبيض في تكيسات متعددة، وهذا ما يحدث الآن في المبيض الأيسر.

وهناك ما يعرف بظهور الأكياس، وهو غير التكيس، وهذه الأكياس يختلف حجمها وموعد ظهورها، فقد تظهر مبكرا قبل البلوغ، وهذا ما دعا الطبيب إلى إجراء عملية جراحية على المبيض الأيمن؛ لأن المبيض يصبح عبارة عن كيس كبير، ويفقد وظيفته، ويصبح عبئا على الجسم يجب استئصاله، ولكن في الغالب هذه الأكياس حميدة, ولا سرطان فيها, وإلا لانتشر في جسمك منذ فترة طويلة، فلا قلق من هذا الجانب، ولكن فرص الإنجاب تعتمد الآن على مبيض واحد، وليس على الاثنين.

في الوضع الطبيعي يحدث التبويض كل شهر مرة من كل مبيض بالتناوب، أما بالنسبة لك فإن الوضع مختلف بوجود مبيض واحد، فالتبويض يحدث كل شهرين، وليس كل شهر، ولكن تظل فرصة الإنجاب قائمة - بإذن الله -.

السبب في تأخر دورة البلوغ واضطراب الدورة الشهرية وعدم انتظامها: وجود التكيس على المبيض الأيسر الآن، وفي هذه الحالة عندما تنحبس الحويصلات البيضية تحت سطح المبيض مباشرة، وتصبح غير قادرة على تحرير البويضات منها، فتتحول إلى أكياس صغيرة متعددة، وقد يصاحب هذا التجمع التكيسي تحت سطح المبيض أعراض أخرى، مثل انتشار الشعر في الجسم بشدة، وظهور حب الشباب، وعلى الرغم من ذلك فإن عدم انتشار الشعر في الجسم، أو حدوث السمنة، لا يعني عدم وجود تكيسات بالمبيضين، والعلاج يتلخص في عدة أمور:

أولا: استخدام حبوب منع الحمل لتنظيم الدورة، ولا قلق من استخدام حبوب منع الحمل، بل تعتبر جزءا أساسيا في علاج المشكلة، خصوصا أن دورتك غير منتظمة، وتسبب لك نزفا متكررا، وهذا يؤدي إلى أنيميا وضعف في الدم، فيجب استخدام حبوب منع الحمل، مثل: حبوب الياسمين؛ لأنها هرمونات تنظم الدورة, وتقلل من هرمون الحليب، ومن ثم سوف تختفي مشاكل قطع الدم النازلة والنزف المتكرر، وبانتظام الدورة تستطيعين الصلاة في وقتها بدون إعاقة - إن شاء الله -.

ثانيا: استخدام أقراص جلوكوفاج لعلاج مشكلة مقاومة الأنسولين، ومن ثم سيعمل بشكل جيد، ويقل إفراز هرمون الذكورة، ويساعد في علاج التكيس، كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة، مثل: total fertility, وتحسن حالة الدم.

ويدرس العلماء موادا أخرى تزيد الحساسية للأنسولين التي قد تبدو أكثر تأثيرا في علاج تكيس المبيض، ومن هذه العقاقير: "دي شيرو إنوسيتول " D - Chero – Inositol، الذي تتوفر مادته في الفواكه والخضروات بصورة طبيعية، ويساعد على تحسن البويضة، وينعكس ايجابيا على الأحوال الصحية، ونتائج هذا الدواء تفترض أن مقاومة الأنسولين في حال داء تكيس المبايض قد ترجع إلى نقص مادة "دي شيرو إنوسيتول" والتي يمكن تعويضها باستخدام الدواء المذكور؛ ولذلك يجب الاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي؛ لأن ذلك يساعد على علاج التكيس.

هناك أعشاب البردقوش، وتشرب مغلية مثل الشاي، وهي آمنة يمكن شربها مرتين يوميا، فهي تساعد على التبويض الجيد، وهناك مغلي مطحون الشعير، ويعرف بالتلبينة النبوية، وهو مفيد للمناعة، ولعلاج الإمساك والهضم، وعلاج مشاكل المبايض، وهي آمنة طبيا.

وبالنسبة لموضوع الصلاة والطهارة فيمكنك مراجعة قسم الفتوى بموقعنا.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات