ما علاج الخوف من البالونات والألعاب النارية؟

0 333

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من عقدة نفسية تسبب لي الإحراج في الاجتماعات والمناسبات والحفلات، فلدي خوف شديد من الألعاب النارية والبالونات؛ لدرجة أنني لا أستطيع التحكم بتصرفاتي أثناء وجودها بقربي خوفا منها, وأغضب وتتوتر أعصابي بدرجة ملحوظة؛ مما يسبب لي الإحراج أمام الموجودين, علما أنني أبلغ من العمر 22 عاما, وأنا متزوجة, وأجد هذا الأمر صعبا في حياتي, فقد تعبت من هذه العقدة؛ حتى إنني أتمنى الموت لأرتاح, فأريد حلا للتخلص منها - جزاكم الله خيرا -.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ طيف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا، والكتابة إلينا.

يكثر الخوف بأشكاله المختلفة عند الناس، وإن كانوا قليلا ما يتحدثون عنه بسبب الخجل أمام الناس, ونسمي عادة هذا الخوف بالخوف أو الرهاب(phobia).

وقد يكون الخوف من شيء محدد - كما هو الحال معك من الخوف من الألعاب النارية أو البالونات -، أو الخوف من حيون معين - كالقطط أو الكلاب أو غيرها - أو الخوف من الأماكن العامة, أو المزدحمة، أو الخوف من المرض.

وهناك الخوف من أمور غير محددة, كالشعور الغريب كأن أمرا ما قد يحدث، أو الخوف من المستقبل وما يمكن أن تأتي به الأيام.

والعادة أن يبدأ الشخص الذي يعاني من الخوف بتجنب الأماكن أو الأشياء التي يخافها، وإذا به يشعر أن خوفه هذا قد ازداد؛ لأن هذا التجنب لا يحل المشكلة، وإنما يزيدها قوة وعنادا على العلاج.

ويقوم العلاج بشكل أساسي على مبادئ العلاج المعرفي السلوكي، وهو أفضله.

وبالرغم من فوائد العلاج الدوائي في كثير من الحالات، ولكن يبقى العلاج الأكثر فعالية للخوف أو الرهاب هو العلاج المعرفي السلوكي، وهو محاولة تغيير السلوك وعدم الاستسلام للأفكار الرهابية، وقد تحتاج لتطبيق هذه المعالجة إلى مراجعة: إما طبيبة نفسية أو أخصائية نفسية حيث تعيش، ويمكنها أن تشرف على العلاج المعرفي السلوكي بالإضافة للعلاج الدوائي.

فحاولي أن تقتربي من الأشياء التي تخافينها - كالبالونات أو بعض الألعاب النارية البسيطة - فيمكنك مثلا أن تشتري بعض البالونات الصغيرة وتأخذيها معك إلى البيت، وبعد أن ترتاحي لوجودها معك يمكنك نفخ أحد هذه البالونات، واللعب بها بحيث تتعلمين من جديد أنها غير مؤذية وغير ضارة، ومن ثم يمكنك أن تنفخي بالونا أكبر، وهكذا حتى تعتادي عليها.

وكذلك يمكنك شراء بعض الألعاب النارية الخفيفة، ومحاولة إشعالها في جو آمن؛ حتى تعتادي على وجودها أمامك دون أن تضطربي, أو تنفعلي بشكل شديد.

وستلاحظين بعد قليل من الوقت أنك بدأت تتكيفين مع هذه المواقف والحالات، وأن الخوف: إما أنه اختفى بالكلية، أو على الأقل أصبح أخف مما كان عليه.

وأنا أنصح عادة أن يقرأ المصاب بالفوبيا عن طبيعة الخوف أو الرهاب, بحيث يتعرف على طبيعة هذا الرهاب، وكما يقال: إذا عرف السبب بطل العجب.

حاولي أن تقومي بتمارين الاسترخاء, أو التنفس الهادئ، أو صرف انتباهك لأمر آخر غير هذه الأعراض وهذه المشاعر, كالرياضة, أو غيرها من الهوايات والأنشطة المفيدة.

وأدعوه تعالى أن ييسر لك الخير، وأن يعينك على تجاوز هذا الرهاب.

مواد ذات صلة

الاستشارات