كيف أعالج الخطأ بيني وبين خطيبي؟

0 445

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

عمري 29 سنة, وزوجي عمره 28 سنة, ونحن في فترة الملكة, زوجي شخص في قمة الروعة من كل الجوانب, بعد مرور شهرين من الملكة وبالمصادفة قرأ لي محادثة مع شاب يصغرني بـ10 سنوات, وكنت أتحدث مع الشاب عن زوجي, وأشتكي له مشكلة تمت بيننا.

أنا أعرف ذلك الشاب قبل زوجي, وأنظر له على أنه ابن أو أخ صغير, نعم عملي منكر من ناحية الدين والعرف والتقاليد, لكن والله لحسن نيتي به لم أنتبه لخطورة الأمر, ما يربطني بالشاب هو الأخوة فقط, وحواراتنا لا تتجاوز حديثي عن زوجي أو شرح مادة معينة بحكم أني معلمة, لكن كل هذا لا يغفر لي أمام حجم الخطأ.

بعدما علم زوجي تغير كثيرا كثيرا, وقرر الانفصال, رفضت وحاولت إقناعه, تراجع عن القرار, ولكن ما زال معي يختلف عن السابق تماما, بعد كل فترة يندم على استمراره بالموضوع, ويبتعد ويقرر الانفصال.

مللت من الوضع, ولمجرد أي خلاف يغضب, ويبتعد ويقول لا أستطيع الاستمرار معك, علما بأنه يحبني جدا, وليس لدي أي شك في هذا الأمر, وقد طلبت منه مراجعة طبيب نفسي فرفض, وكأنه يخجل من الأمر, وينظر للموضوع من باب الخيانة.

أقسمت له أني لا أحمل للشاب أي مشاعر, هو كان كأخ لا أكثر, فلم يتفهم, وأعلم حجم جرمي, ولكني أحب زوجي جدا, ولا أود خسارته, ولا أفضل إدخال أحد من أهلي أو أهله, فالأمر خاص وحساس جدا.

والآن ابتعد كليا عني, وقال لي انتظري ورقة طلاقك قريبا, أشعر بالندم لما فعلت, فوالله زوجي لا يعوض, وأنا أحبه جدا, لكن أشعر أن الثقة بيننا انعدمت, ولا مجال للعودة.

أدعو الله دوما أن يقدم الخير, وأنا ما زلت في استخارة دائمة.

انصحوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فوز حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك –ابنتنا الفاضلة– ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وندعوك إلى التوبة والاتعاظ والعبرة من هذا الدرس، فإن المؤمنة لا تلدغ من الجحر الواحد مرتين، فانتبهي لنفسك، واستدركي ما حصل منك في مستقبل الأيام، وانتفعي من هذا الدرس.

أما هذا الرجل بهذه الشكوك وبهذه الظنون، فرغم كراهيتك لفراقه إلا أن الفراق قد يكون فيه خير لمثل هذا الإنسان الذي لا يريد أن ينسى ولا يريد أن يعفو ولا يريد أن يصفح، فسيصعب عليك أن تعيشي معه، وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، فلعل الخير في هذا الذي يريده.

والمهم عندنا هو حسم هذه المسألة، فإذا كان لا يريد فعليه أن ينصرف ويخرج من حياتك، ولست أول من تطلق، لكن ينبغي أن تعلمي أن عليه أن يستر ما حصل، وأن يخرج من حياتك بهدوء، إذا أصر فاتفقي على هذا المبدأ، ولست أول من يحصل لها طلاق أو خلاف، لأن مثل هذا الرجل الذي يسامح ثم يعود، يسامح ثم يعود، سيجلب لك تعاسة وشقاء، سيحول حياتك إلى جحيم، ودائما الأفضل أن يكون الفراق قبل أن يكون هناك أطفال، قبل أن يزداد تعلق القلوب، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، وأن يقدر لك ما هو أصلح وأفضل.

نحن نريد أن نقول: مثل هذا الرجل الذي عنده تردد كثير ما ينبغي أن تطيلي عليه البكاء، لأن مثل هذا الرجل الذي لا يسامح في مثل هذا الموقف، وإن كنا نتفق جدا على أن ما حصل خطأ، لكن الاعتذار، لكن الثقة المتبادلة، لكن ثقة الرجل في أهله هي من القواعد الأساسية، فإذا انعدم هذا المعنى فلا معنى للحياة الزوجية ولا فائدة في إكمال المشوار، لأن الحياة ستكون تعاسة، وسيعيد هذا الموقف، رغم أنه موقف وإن كان فيه خطأ إلا أن الخطأ فيه ليس بذلك التوقع وليس بذلك العظم.

المهم أن يكون واضحا معك، وأن تسأليه بوضوح إذا كان سينسى ويستمر فبها ونعمت، وإن كان لا يريد هذا فعليه أن ينسحب من حياتك بهدوء وستر، ونوصيك بعد التوبة باللجوء إلى الله، والتضرع إليه، فإن الإنسان إذا لجأ إلى الله جاءه الخير من الله تبارك وتعالى.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات