القلق العارض...هل يتفاقم ليصبح مشكلة مزمنة؟

0 311

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة أبلغ من العمر 15 سنة, منذ يومين فقط حدث معي أمر غريب, شعرت وكأنني سأفقد نفسي بعده, وهذه حالتي بالتفصيل.

أنا فتاة طبيعية جدا, أنام وأستيقظ بهناء, ولكن عندما استيقظت يوما أحسست بانقباض شديد جدا على قلبي, وهنا بدأت عيناي بالاسوداد, ورأسي بالصداع, وأنا هادئة جدا وكتومة, ولا أحب أن أخبر أحدا من عائلتي بما أشعر به.

عندما يأتيني هذا الشعور أحس وكأن روحي تسحب مني, ولكن بهدوء, آخذ شهيقا بصورة طبيعية, ولكن عند الزفير تكون المشكلة, فأشعر وكأني سأموت حين أخرج الهواء من صدري, شعور غريب وكأن أحدا يدوس على صدري.

أرجوكم ساعدوني, فأنا مريضة بالقولون العصبي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Roky حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن هذه -إن شاء الله تعالى– حالة بسيطة، الذي حدث لك هو انقباض قلقي، أي أنه ناتج من نوع من القلق العارض، ويعرف أن القلق بالرغم أنه توتر نفسي داخلي إلا أنه كثيرا ما يؤدي إلى توترات عضلية، ويكون غالبا مصحوبا بشعور غريب تشاؤمي كما تفضلت.

أيتها الفاضلة الكريمة: أحسنت في أنك تخيرت إجراء بعض تمارين التنفس التدريجية، لكن صعب عليك الزفير كما ذكرت، لكن هذه التمارين يمكن تطبيقها بصورة أفضل ومريحة، وأعتقد أنها هي علاجك الرئيس، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجعي إليها وتقرئيها بدقة وتفصيل، وتحاولي أن تطبقي كل الإرشادات والتوجيهات الموجودة بها.

هذه الحالات القلقية تؤدي إلى توترات داخلية، والتوترات الداخلية علاجها الأفضل والأنجع دائما هو الاسترخاء، والاسترخاء حين يطبق على أسس علمية صحيحة فائدته العلاجية عظيمة جدا.

سوف تجدين أننا أشرنا في تلك الاستشارة -استشارة تمارين الاسترخاء- إلى أنه ضروري أن يكون للإنسان مزاج استرخائي، وذلك بأن تطبقي هذه التمارين في مكان هادئ، خال من الضوضاء والإزعاج، وأن تكوني في حالة نفسية مطمئنة، وبعد ذلك خذي نفسا عميقا وبطيئا جدا عن طريق الأنف –هذا مهم جدا– ثم افتحي فمك قليلا وأغمضي عينيك، وحاولي أن تخرجي الهواء –وهذا هو الزفير– بكل بطء وقوة عن طريق الفم.

وحتى إن فشلت المحاولة الأولى أو الثانية هذا يجب ألا يسبب لك قلقا أبدا، لأن التدرج مهم في هذه الحالات، ولذا علماء السلوك يقولون إن من أفضل الوسائل لتطبيق العلاجات السلوكية هي من خلال (التحصين التدريجي) يعني أن أبدأ في الفعل الاسترخائي (مثلا) أبدأه بطيئا متدرجا، ثم أرفع المعدل حتى أصل إلى قمة الأداء، وهذا هو الذي يؤدي إلى العلاج الصحيح.

فطبقي هذه التمارين، وأعتقد أنها سوف تفيدك كثيرا.

الأمر الآخر: لا تفكري حول هذا الأمر أبدا، حاولي أن تتجاهليه، عيشي حياتك بصورة طبيعية، لا تتركي مجالا أبدا للفراغ الذهني أو الفراغ الزمني، والفراغ الذهني مشكلة كبيرة جدا, نحن كثيرا لا نكثر من القراءة، لا نكثر من الاطلاعات، قد نهمل تلاوة القرآن، قد نهمل الاستماع إلى المحاضرات المفيدة، لذا تكون هنالك ثغرات وفراغات في ذهننا ووجداننا، وهذا يجلب لنا القلق ويجلب لنا التوتر.

أنت في مرحلة تكون نفسي ووجداني، وسوف تستفيدين كثيرا من حسن إدارة الوقت، والتي تتطلب منك أن توزعي وقتك بصورة صحيحة، تخصصي وقتا للقراءة، ووقتا للراحة، ووقتا للترفيه عن النفس بما هو طيب وجميل، وقتا لمشاركة الأسرة، وقتا للقراءة الحرة، مشاهدة البرامج الطيبة في التلفزيون، التواصل مع صديقاتك.

إذن من خلال هذه المنظومة التنظيمية لإدارة الوقت والذي يؤدي إلى تطوير المهارات المعرفية لدى الإنسان وكذلك المهارات الاجتماعية، نستطيع أن نتخلص من القلق ومن التوتر، لأن القلق والتوتر أصلا هو نوع من الاحتقان السلبي الذي يزول من خلال حسن إدارة الوقت مع التفكير الإيجابي.

أنت بالطبع حريصة جدا على بر الوالدين، لأن بر الوالدين فيه خير كثير للإنسان، ويؤدي إلى شعور بالراحة، ويؤدي إلى شعور بالأمل والطمأنينة، وإن شاء الله تعالى أنت مثابة في الدنيا والآخرة.

موضوع القولون العصبي: لا تشغلي نفسك به، هذا المفهوم أزعج الناس كثيرا، القولون العصبي علة بسيطة قد تكون شديدة لدى بعض الناس، لكن لدى عامة الناس بسيطة جدا، ومن خلال تناسيها وممارسة تمارين الاسترخاء وممارسة أي نوع من الرياضة وراحة البال؛ أعتقد أنه لن يكون هنالك أي مجال للقولون العصبي أو العصابي، لأن الكلمة أصلا مشتقة من القلق.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات