من أحبه رحل وتركني ولا أستطيع أن أحيا بدونه، ماذا أفعل؟

0 430

السؤال

السلام عليكم

أعاني من شعوري بأن لا أحد يحبني، وكلما أحببت شخصا أيا كان يرحل بلا عودة. مشكلتي الآن أني أحببت شخصا من النت، أحبه لدرجة أنني فكرت في أن أنتحر من أجله لأنه لم يحبني يوما إلا كأخت، وهو رحل عني وتركني لأنني أحبه، أشعر وكأن روحي تخرج من جسدي بسبب رحيله.

أنا مؤمنة بقضاء الله وقدره، ومؤمنة بالقدر ولكني لا أستطيع أن أحيا بدونه. أرجو أن تقولوا لي ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، ونشكر لك هذا السؤال الذي لا يخلو من الصراحة، ونحن أيضا -لأنك في مقام البنت والأخت– سنتوجه إليك بصراحة، ندعوك أولا إلى أن تحبي الله تبارك وتعالى، ثم تحبي نفسك هذه، فلا تبذليها رخيصة لكل أحد، واعلمي أن الحب الحقيقي يبدأ بالرباط الشرعي، ويبدأ وفق الضوابط الشرعية، وأن ما يحصل من علاقات آثمة بعيدة عن الضوابط الشرعية، بعيدة عن سمع الأهل وبصرهم، بعيدا عن الرغبة الفعلية في الارتباط، هذا كله ما هو إلا حب شيطاني عواقبه وخيمة.

لذلك ليس هنالك داعي للانزعاج، فسيأتي اليوم الذي يأتيك فيه من يحبك حبا فعليا ويموت فيك –كما يقولون– ويراك قمرا، كل امرأة جميلة بأدبها وحيائها، وستجد من الرجال من يعجب بها، وهي كذلك ستجد من تعجب به، فلا تنخدعي بالأشكال، ولا تنخدعي بالكلمات، ولا تحاولي الجري وراء السراب، فلا خير فيمن يرحل ويمضي، ولا خير في حب يتم بهذه الطريقة، لأن هؤلاء الشباب فيهم ذئاب، بعضهم لا هم له إلا أن يلعب على الفتاة ويعبث بها، وقد يذهب بأغلى ما عندها ثم بعد ذلك يرميها كالعلكة -بعد مضغها– في أي قمامة، وفي أي كومة من أكوام الأوساخ ونحو ذلك.

لذلك ينبغي أن تدركي أن الرجل دائما يجري وراء المرأة التي تجري منه، وتلوذ بعد الله بإيمانها وحيائها. والرجل يهرب من المرأة التي تحاول الجري وراءه، لذلك ينبغي أن تنتبهي لهذه القاعدة، فما من امرأة جرت وراء الرجال إلا وهربوا منها، وحتى لو قبلوها فإنهم سرعان ما أن يهينوها ويقولون: (أنت التي كنت تفعلين وتفعلين، ونحن ما كنا نريد، لكننا كرهنا أن نكسر خاطرك)، ونحو ذلك من الكلام الذي هو أشد على الفتاة من السهام وأشد عليها من ضرب السيوف.

لذلك ليس هنالك داع للانزعاج، وكل فتاة لها جوانب مشرقة، جوانب جمال، والناس -الرجال- تختلف عندهم وجهات النظر، ولولا اختلاف وجهات النظر لبارت السلع. فلا تقبلي إلا بحبيب يطرق الباب ويقابل أهلك الأحباب ويختار فيك إنسانيتك، وتجدين أيضا انجذابا نحوه، ولا بد أن يكون هذا الانجذاب والحب مشتركا، عند ذلك نقول: (الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف).

أرجو أن يكون في هذا الذي يحدث خير لك، لأنك لو جريت وراءه وتماديت في هذه المشاعر فإن العواقب لن تكون طيبة، في كل الأحوال حتى لو تزوجت الفتاة بهذه الطريقة فإنها تقبل على حياتها بمشاعر عاطفية أصابتها شيخوخة مبكرة، وإذا تقلبت الفتاة بين حب شاب وشاب فإنها بعد ذلك سيكون هذا مصدر إزعاج لها، كيف تحب شابا وتعيش مع آخر، ولذلك أرجو أن تعلمي أن الخير كله في أن تقصد الفتاة العفة والطهر، وأن تبتعد عن مثل هذه المواطن ومثل هذه العلاقات التي لا ترضي الله، وليس فيها مصلحة للشاب ولا للفتاة.

نكرر ترحيبنا بك –ابنتنا الفاضلة–، ونتمنى أن يكون في هذه الإشارات ما يفيدك وما يدعوك إلى التوقف عن الجري وراء الشباب، لأن فيهم ذئاب، وكذلك لا بد أن تعلمي أنك درة غالية كما أرادك الإسلام، والإسلام أراد للفتاة أن تكون مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة.

نسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يسهل أمرك، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات