طفلي رسخ في ذهنه خوف من الشيطان.. كيف نزيل هذا الخوف؟

0 233

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي عمرها 25 عاما، ولا تعمل، رزقها الله بولدين الأول 5 سنوات، والثاني ثلاث سنوات، الأول في مرحلة KG1 بالمدرسة، ووالداه حريصان على أن يربيانه تربية إسلامية، فهما يمنعنانه من سماع الأغاني، ولو حتى أغاني الأطفال، وحريصان على أن يذهب للمسجد لحفظ القرآن، وأحيانا ما تأتي مدرسة لتعليمه القرآن في المنزل.

أخيرا حدث موقف أثر علية كثيرا، حيث أنه أثناء وجوده بالمسجد عرضوا على الأطفال فيديو لتحبيبهم في الصلاة، وفي هذا الفيديو يوجد مسخ يمثل الشيطان، ويوسوس للأطفال إلا يصلوا، ومنذ أن رأى هذا المسخ، وهو مرعوب يخاف أن يبقى وحده، ويرفض أن يفارق أمه، حتى أنه يظل بجانبها حتى وهي بالمطبخ، ويرفض أن يذهب للحمام وحده، بل إنه قد يقوم بالتبول في المطبخ بجوار أمه، ولا يصارحها أنه خائف من الذهاب للحمام.

أفيدونا ماذا نفعل معه حتى يعود لطبيعته؟ مع العلم أنه كان طبيعيا جدا، إلا من بعض العصبية الزائدة.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فجزى الله خيرا أختك وزوجها في أنهما يريدان أن ينشئا أطفالهما تنشئة إسلامية، هذا أمر طيب وجيد، لكن لابد أن يكون هنالك نوع لا أقول من المرونة، إنما نوع من التوازن التربوي.

ما تحمله المدرسة من رسالة يجب أن نحرص ألا يكون مناقضا لما نقوم به نحن في البيت، أحسب أن المدرسة تشجع الأطفال على الإلمام بدينهم، والطفل قطعا يجب ألا يحرم من أناشيد الأطفال وخلافه، والطفل يتأثر بأقرانه، ومن أفضل الوسائل (حقيقة) أن يتاح للطفل اللعب مع أقرانه بقدر المستطاع.

هذا الطفل – حفظه الله – تلقى رسالة تخويفية شديدة كانت فوق طاقته النفسية وحيزه الفكري المعرفي، حيث إن موضوع الشيطان ووسوسة الشيطان هو أمر مخيف حتى للكبار، ناهيك عن الطفل في مثل هذا العمر.

أيها الفاضل الكريم: الرسالة السلوكية التي تلقاها الطفل لا شك أنها أثرت عليه، لكن ربما يكون هذا الطفل أيضا له مسببات إضافية، وهو أنه في الأصل غير مطمئن، يحب أن يكون في جانب والدته، كثير من الأمهات من كثرة شفقتهن على أطفالهن يرسلن رسائل خاطئة لأطفالهن، نسميها بـ (الرسائل العصابية الوجدانية) بمعنى أن الأم ذاتها تحس أنها أكثر ارتياحا وطمأنينة حين يكون ابنها قربها، حتى في أوقات الدراسة، وهذا بالطبع يبني لدى الطفل ما نسميه بـ (قلق الفراق) أي أن الطفل نفسه بصورة شعورة ولا شعورية يحاول دائما أن يكون في حضن وقرب والدته.

العملية من الناحية السلوكية لا تخلو من تعقيد، لكن - إن شاء الله تعالى – هنالك معالجات.

هذا الطفل - حفظه الله - أعتقد أن أفضل وسيلة لإخراجه من أزمة الخوف التي يعاني منها هو أن يذهب به إلى المسجد، ويقوم الشيخ نفسه الذي عرض الفيديو بأن يشرح له وأن يطمئنه وأن يلاعبه، وأن تصحح مفاهيمه، يعني أن التجنب والابتعاد عن مكان ونوعية العرض الذي شاهده الطفل ليس مفيدا للطفل، إنما سيزيد مخاوفه ويطبق ذلك عليه، فشجعوه وحفزوه، ويمكنك أن تذهب معه إلى المسجد، والإخوة المشايخ – جزاهم الله خيرا – لديهم أسلوبهم التربوي الجميل والطيب في طمأنة الأطفال وإرسال الرسائل التربوية الصحيحة لهم.

إذن هذا سلوك مكتسب، ويعالج من خلال سلوك مضاد كما ذكرت لك، أما التجنب وأن نبعد الطفل فهذا بالطبع سوف يزيد من مخاوفه، وربما يبني لديه مخاوف جديدة.

أتيحوا لهذا الطفل – حفظه الله – اللعب مع بقية الأطفال، واجعلوه يستفيد من الألعاب ذات القيمة التربوية، هذا يفيده كثيرا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات