أخي الصغير مصدوم بعد أن شاهد بالخطأ والديّ يتجامعان، ماذا نفعل؟

0 433

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد منكم الحل في أسرع وقت، أخي عمره 11 عاما، ورأى والدي يتجامعان دون علمهما، أقفلوا باب الغرفة ونسوا إغلاقه بالمفتاح ودخل ورآهم، ومن يومها وهو يبكي ويسرح كثيرا، ويرفض أن يسامحهم، ولا يريد أن يراهم، ذهب لأمي يبكي ويقول لها: أنتم كفار، هذه حركات الكفار. علما أن أهلي محافظون، ولا يعرفون الأفلام الإباحية وما شابهها من تفاهات، حالته النفسية سيئة ويقول لأمي: عديني أن لا تعيديها، ووعدته لكنه مازال يبكي، وأمي خائفة عليه جدا، وخائفة على نفسيته وأن يتأثر سلوكه وأخلاقه وينحرف.

أرجوكم أفيدونا، أمي مهمومة جدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ توته حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

هذا الابن –حفظه الله– يواجه صدمة نفسية من نوع خاص جدا، فما شاهده كان فوق تخيله وتوقعاته، عملية الاستغراب والاستنكار أتت أيضا من هول المفاجأة، واستغرابه للفعل الذي رآه.

هذه المواقف والمشاهدات قطعا تؤدي إلى انفعالات حادة شديدة خاصة أن هذا الابن صغير في السن، ويظهر أن معرفته الجنسية قليلة جدا، وهذا أمر يحمد في هذه المرحلة، حيث إننا لا نريد لأبنائنا أن يحدث لهم ما نسميه بالطفرات الجنسية الخاطئة في سن مبكرة.

صدمته -إن شاء الله تعالى- سوف تتوارى وتختفي، -وإن شاء الله تعالى- لا توجد ولن توجد تبعات مستقبلية تؤثر عليه في سلوكه، الأمر الآن محصور بينكم أنتم الأربعة.

الذي أرجوه أن تكون لك الجرأة وكذلك الكياسة أن تشرحي له حقيقة العلاقات الزوجية بلغة مبسطة، بلغة طيبة وغير مخيفة، وأعطيه أيضا فكرة أنه -إن شاء الله تعالى– في يوم من الأيام سوف يكون زوجا هو نفسه، وسوف يمارس هذه الممارسة مع زوجته، لكن قطعا ليست بالطريقة التي حدثت بين والديه، يجب أن نعترف أن هنالك خطأ حدث في عدم إقفال الباب مثلا، وفي ذات الوقت أريدك أن تلمحي له بعض التلميحات أنه أيضا قد أخطأ لأنه دخل دون أن يستأذن أو دون أن يطرق الباب، وتحدثي له عن أهمية الاستئذان في الإسلام.

لا أريدك أبدا أن تثقلي عليه ويكون عتابك له شديدا حتى لا يشعر بالذنب، إنما تحدثي معه بطريقة عتابية بسيطة وخفيفة وطيبة، ذلك يشعره بشيء من المسؤولية أيضا في أنه قد أخطأ.

والذي أريده منك هو أن تجلسي معه جلسة واحدة، وإذا أرادت والدتك أيضا أن تحضر الجلسة فلا بأس في ذلك، بشرط أن تكون مشاركاتها إيجابية، وتشرحي له موضوع العلاقات الجنسية والتقاء الذكر بالأنثى، وتبدئي معه بعالم النبات، ثم تأتي إلى عالم الحيوان، ثم تأتي إلى عالم الإنسان، وتحدثيه قليلا عن الأعضاء التناسلية وشيء من هذا القبيل، هذه فرصة ممتازة جدا لأن يتعلم هذا الابن حقائق الحياة بصورة إيجابية.

أعتقد من خلال جلسة واحدة مطولة وجيدة سوف يطمئن هذا الابن تماما ويتفهم الأمور بصورة صحيحة، وبعد ذلك لا داعي أبدا للتطرق لهذا الموضوع في مناسبات أخرى، وإذا أراد والدك أيضا أن يتحدث معه، لكن ليست بصورة توبيخية، إنما يعلمه حقائق الحياة، فهذا سوف يكون جيدا، وبعد ذلك نطمئنه، ويجب ألا يتحدث حول الموضوع أبدا، ويعرف أن الإنسان من بره لوالديه أن يستر عليهما وشيء من هذا القبيل، ويجب أن يكون هنالك اجتهاد من جانبكم، وتقدير هذا الطفل واحتضانه، ومساعدته في بناء شخصيته، وأن نعطيه مهاما في البيت، وأن نشعره بأنه عضو فعال في الأسرة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات