أفضل علاج لنوبات الهلع والذعر ولا يسبب سمنة أو نعاسًا.

1 893

السؤال

ماهو أفضل علاج للخوف, ونوبات الذعر، ولا يسبب سمنة, ولا نعاسا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أبو خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

فإن العلاج له عدة أبعاد:

أول بعد: يجب أن يتم التأكد التام من التشخيص: فهل نوبات الهلع, أو الهرع هي نوبات نفسية؟ أم ناتجة عن علة أخرى؟ وهل هي مصحوبة باكتئاب, أو وساوس, أو قلق؟ وما هي طبيعتها؟ ومتى تأتي؟ وما الأشياء التي تزيدها؟ وما هي الظروف التي قد تجهضها؟ وهكذا.

إذن لابد من أن نكون دقيقين في التشخيص.

أنا أقدر كل ما ورد في رسالتك، ولا أريد أن أتجاهل أي جزئية فيها، لكن رأيت من الواجب أن أضع هذه التساؤلات من أجل التوضيح، لذا أنا أرى أن مقابلة الأطباء المختصين مهمة, وضرورية في كثير من الحالات.

بعد أن يتم التأكد من التشخيص إذا كانت (مثلا) نوبة الهلع, أو الفزع, أو الهرع, هي: نوبة نفسية قلقية, تنطبق عليها المعايير التشخيصية المعروفة, ففي مثل هذه الحالة يتكون العلاج من الآتي:

أولا: نحاول إزالة الأسباب ـ إن وجدت هنالك أسباب لهذه النوبات ـ حيث إن بعض الناس مجرد تغيير نمط حياتهم, والتفكير بصورة أكثر إيجابية، وممارسة الرياضة (مثلا), وأخذ قسط كاف من الراحة، والحرص على الأذكار، يكون كافيا كوسيلة علاجية.

والخط العلاجي الآخر: هو أن معظم حالات الهلع, والهرع تحتاج لإجراء بعض الفحوصات الطبية البسيطة، وهذه الفحوصات مهمة وضرورية؛ لأنها تطمئن الإنسان، وفي ذات الوقت كثير من: نوبات الهلع, والهرع تكون مرتبطة باضطراب, (مثلا) في الغدة الدرقية، يعرف أن ارتخاء صمام القلب (المايترالي) بالرغم من أنه حالة حميدة جدا، لكن دراسات كثيرة الآن أشارت أن حوالي أربعين بالمائة من الذين يعانون من نوبات الهرع, والهلع لديهم ارتخاء في صمام (المايترالي), ربما لا نحتاج لأي إجراء علاجي لهذا الأمر، لكن معرفتها أيضا مهمة.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي – وأعتقد أن هذا هو الذي تقصده – فهنالك عدة أدوية، من أفضلها عقار (سبرالكس) والبعض أيضا يعطي عقار (زاناكس) بجرعة صغيرة، وبعض الأطباء أيضا يضيفون عقار (إندرال) ولمدة قصيرة، والاستمرار على (السبرالكس) يجب ألا يقل عن ستة أشهر.

السبرالكس قد يسبب سمنة, أو زيادة في الوزن, للأشخاص الذين لديهم قابلية لذلك، أو أنهم لا يمارسون الرياضة، أو أن تحكمهم في الطعام ليس على الصورة المطلوبة، أما بالنسبة للنعاس فالسبرالكس لا يسبب نعاسا.

عقار (فافرين) والذي يعرف علميا باسم (فلوفكسمين) يعالج نوبات الهرع والهلع، لكن يجب أن تكون الجرعة عالية نسبيا.

هذا الدواء أقرب الأدوية التي لا تسبب السمنة، وكذلك عقار (بروزاك).

الآن ظهر دواء يعرف باسم (فالدوكسان) لا نستطيع أن نقول أنه علاج ناجع لنوبات الهلع، فقد سوقته الشركة في الأصل كعلاج مضاد للاكتئاب، لكن ربما يساعد في نوبات القلق التي تؤدي إلى الهلع، وهذا الدواء يتميز أنه لا يسبب: نعاسا, أو سمنة، كما أنه لا يؤدي إلى صعوبات جنسية، لكن يعاب عليه أنه ربما يرفع من أنزيمات الكبد في بعض الناس.

هنالك دواء آخر يعرف باسم (ببربيون) واسمه (وليبيوترين) هذا مضاد للاكتئاب، لا بأس به أبدا، وهو يعالج نوبات الهلع المرتبطة بالقلق، وهو لا يسبب النعاس، ولا زيادة في الوزن، بل قد يؤدي إلى إنقاص الوزن لدى بعض الناس، لكن يعاب عليه أنه قد ينشط البؤرات الصرعية الكامنة لدى بعض الناس، كما أن فعاليته بالطبع هي أقل من الأدوية الأخرى.

فإذن - أيها الفاضل الكريم – الخيارات كثيرة وموجودة، والمتابعة الطبية النفسية مع الطبيب المختص المتميز أراها ضرورة ـ حقيقة ـ؛ لأن قرارات العلاج, وكيفيته, وطرقه – وإن كانت هي مسؤولية الطبيب – إلا أن الحوار ما بين الطبيب ومريضه مهم، الحوار الذي يقوم على التقدير, والاحترام, والشرح, والمشاركة في الآراء, يؤدي دائما إلى نتائج رائعة جدا فيما يخص الشفاء, والتعافي بإذن الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات