هل استفراغ الطفل الرضيع في الأشهر الأولى طبيعي؟

0 850

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا وقبل كل شيء أسأل الله العظيم أن يجزيكم خير الجزاء على جهودكم النبيلة للرد على أسئلتي.

عمري 25 سنة، عندي بنت عمرها شهرين، ولدتها بعملية قيصرية، أسئلتي هي:

1- ألاحظ أن ابنتي لا ترضع كثيرا، ترضع لمدة 5 دقائق فقط، وترجع لتنام لمدة ساعة أو ساعتين، ونفس الشيء عندما تستيقظ مع العلم أن وزنها عند الولادة كان (2950) غراما، والآن وزنها (5100) غراما.

2- أحيانا تستفرغ من أنفها كمية حليب قليلة، وتختنق عند خروج الحليب، وخصوصا لو نامت على ظهرها، مع العلم أنها تتجشأ بعد كل رضعة.

3- أستخدم حبوب منع الحمل (مكرولوت) فهل لها تأثير على الحليب.

4- هل تنصحوني بفيتامينات تزيد إفراز الحليب -أي مكملات غذائية-.

وجزاكم الله خيرا، وجعله في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ samira حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرد لك الشكر بمثله، ونسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى، ونرحب بتواصلك مع الشبكة الإسلامية.

وأحب أن أطمئنك بأن ما يحدث مع صغيرتك هو أمر طبيعي جدا، ويحدث عند الكثير من الرضع في الأشهر الثلاثة الأولى، والسبب هو أن الجهاز الهضمي عندهم لا يكون قد نضج بعد بالشكل المطلوب، وكذلك الأعصاب الموجود في جدران المعدة والأمعاء تكون غير متوازنة في عملها؛ مما يؤدي إلى حدوث بعض المشاكل ومنها: النفخة، الغازات، التجشؤ، المغص، وأحيانا نوبات البكاء.

كما أن عضلات الفكين عند الرضيع تكون ضعيفة بعض الشيء، لذلك فهو يتعب بسرعة عن مص الثدي، فيترك الثدي قبل أن يشبع لينام من التعب، ثم يصحو ثانية ليكمل الرضاعة، وهكذا.. وهذا ما نسميه بـ (الرضاعة العشوائية)، وهي أمر مطلوب، ونشجع عليه الأمهات في الفترة الأولى رغم أنه مرهق ومتعب.

ولا خوف على الرضيع من الرضاعة بهذا الشكل، فطالما أن وزنه يزداد بالمعدل الطبيعي؛ فإن هذا يعتبر أمرا مطمئنا، ومؤشرا جيدا على أنه يأخذ حاجته من الحليب بشكل كامل -إن شاء الله-.

إن الأشهر الثلاثة الأولى هي أكثر فترة مرهقة للأم المرضع، وبعدها سيتحسن الحال -بإذن الله-؛ لأن الجهاز الهضمي والعصبي للرضيع سينضج بعد ذلك، وستنمو أيضا عضلات الفكين، فتطول فترة الرضاعة، وبالتالي تطول فترات الشبع والنوم -إن شاء الله- إلى أن تنتظم.

وحدوث القيء بالشكل الذي وصفتيه هو أيضا أمر شائع في مثل هذا العمر، وسببه بلع الرضيع للهواء، وامتلاء معدته بسرعة، وأيضا عدم نضج الأعصاب في مكان اتصال المعدة بالمريء (معصرة الفؤاد).

والأفضل أن تضعي طفلتك على أحد جانبيها، مع وضع وسادة لتسندها من الجانبين، في الفترة الأولى من نومها بعد الرضاعة، وبعد التجشوء وذلك كنوع من الاحتياط.

وحبوب (مكروليت) لا تؤثر على الحليب، بل بالعكس فهي قد تؤدي إلى زيادة الحليب -إن شاء الله-؛ لأنها مصنوعة من نوع واحد من الهرمونات، وهي مخصصة للسيدة المرضع.

وأفضل طريقة لزيادة إدرار الحليب هي الاستمرار في الإرضاع، وكلما كان مص الثدي أقوى والإرضاع مستمر؛ كلما ازداد إدرار الثدي.

ويمكن المساعدة أيضا بزيادة المتناول من السوائل المفيدة، خاصة الحليب والعصائر الطازجة، مع العمل على الإكثار من الأطعمة الغنية بالبروتينات مثل: المكسرات، اللحوم، البيض.

إن بعض المواد مثل: (الحبة السوداء والحلبة) تساعد أيضا في إدرار الحليب, ويمكنك تناولها بالطريقة التي تفضلينها، فمثلا وللسرعة يمكنك طحن هذه الحبوب وإضافتها لكوب من العصير، أو يمكنك صنع الحلويات منها، أو أي طريقة أخرى تفضلينها.

كما يمكنك الاستمرار بتناول نفس حبوب الفيتامينات التي كنت تستعملينها في الحمل، مثل حبوب ماتيرنا materna، فهذه الحبوب ستكون جيدة في الإرضاع أيضا، وستعوض جسمك عن أي نقص قد يحدث.

نسأل الله العلي القدير أن يمن عليك وعلى طفلتك بثوب الصحة والعافية دائما.

مواد ذات صلة

الاستشارات