أحببت فتاة يصعب زواجي بها وارتبطت بأخرى، ما توجيهكم؟

0 328

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فضيلة الشيخ أكتب إليك مما ضاق به صدري، من هم لا أطيق تحمله.

أنا شاب أبلغ من العمر28 سنة، كنت ارتبط بعلاقة عاطفية، مع زميلة لي من الجامعة، وكانت لي النية في الارتباط بها، ولكن اكتشفت أنها لا تتناسب في أسلوب حياتها مع طبيعة عائلتي، حيث أنني سوف أتزوج معهم في نفس المنزل، وقررت أن أقطع علاقتي بها.

ظللت أبحث عن زوجة مناسبة، حتى أرتبط بواحدة، وهي تعجب أهلي كثيرا، ولكن لا أشعر اتجاهها بأي أحاسيس أو مشاعر، ويتملكني تفكير جارف في البنت التي أحببتها، واكتشفت أنني لا أستطيع أن أنساها، فهي تشغل كل تفكيري، وأجدها في مخيلتي ليلا ونهارا.

لا أدرى ماذا أفعل؟! هل أترك خطيبتي التي أرتبط بها لأعود إلى البنت التي أحبها أم أستمر مع خطيبتي على الرغم من أنني لا أشعر اتجاهها بأي مشاعر؟

علما بأن البنت التي أحبها مستعدة أن تكون خادمة لي ولأهلي وتطيعني في كل شيء أريده.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ممدوح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك – أيها الابن الكريم – ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ويسعدنا أن نخبرك بأن مشوار الحياة طويل، وأن هذا القرار ينبغي أن يتخذ بروية، وعلى أسس واضحة، ونحن (حقيقة) نحزن للعلاقات العاطفية التي تمتد دون أن يدرك الإنسان إمكانية إكمال المشوار!

الإسلام لا يعترف بأي علاقة عاطفية تكون في الخفاء، ولا يعترف بأي علاقة عاطفية ليس هدفها أو لا تنتهي بالزواج، ولا يعترف بأي علاقة عاطفية ليس لها غطاء شرعي، وإذا أعجب الإنسان بفتاة فإن أول الخطوات هو أن يطرق باب أهلها، والفتاة أيضا ينبغي أن تطلب منه أن يطرق باب أهلها، حتى تتيقن من صدقه، فلا نقبل إلا بمن جاء الدار من الباب، وقابل أهل الفتاة من الأحباب، وأنت لم تفعل هذا حتى تمكنت المشاعر في نفسك، ثم أنت وبكل سهولة تحاول الخروج من حياة الفتاة، ربما تعلقت بك وانتظرتك طويلا، لأن الأسرة لا تقبل، وحقيقة الأسرة ينبغي أن تكون حاضرة، إذا كانت لا تقبل فمن البداية، فلماذا العبث بالمشاعر؟ ثم جئت لتعالج المسألة بفتاة أخرى أحبتها العائلة، وأنت لا ترى ارتياحا أو ميلا إليها، مع أنها المخطوبة الرسمية – كما فهمنا من الاستشارة – وتريد الآن أن تخرج مرة أخرى وتعود للفتاة الأولى!

على كل حال الواحد منا لا يرضى مثل هذه التصرفات مع أخواته ومع بناته، فكيف نرضاه لبنات الناس؟! ونتمنى دائما أن تكون لك خطة واضحة، وأن تنزع من قلبك الميل للفتاة الأولى قبل أن تفكر في الثانية، لأن هذا القلب إذا امتلأ بحب فتاة قد لا يقبل غيرها، ولذلك نريد أن نسأل: هل رفضك للثانية لأنك تتشوق إلى الأولى أم لأن في الثانية عيوبا ظاهرة أم لأن فيها نقائص أم لأن لك عليها ملاحظات؟

إذا كان النفور من الثانية ليس له سبب ظاهر فنحن نفضل أن تكون الرؤية بالنسبة لك واضحة، فلا خير في العلاقة الأولى التي هي معصية، تحتاج إلى أن تتوب منها، أن ترجع إليها، والفتاة أيضا تحتاج إلى أن تتوب وترجع، ثم بعد ذلك بعد التوبة النصوح تأتي إلى بيتها من الباب الشرعي الواضح.

في هذه الحالة إذا كان قد تم الرفض وقطع العلاقة وبدأت علاقة جديدة لكنها على أسس شرعية فنتمنى أن تتذكر إيجابيات الثانية، وتحاول إعادة النظر والتفكير فيها، فإن وجدت ميلا وقبولا فأكمل المشوار، وإلا فحاول مع الأسرة من أجل الفتاة الأولى إذا تيقنت من توبتها، وأرجو – وهذا ضروري – أن تتوقف العلاقة فورا، لأنه ليس هناك أي مبرر للعلاقة بالفتاة الأولى التي لا توجد بينك وبينها علاقة رسمية.

عموما: نحن نقول الزواج مسألة لا تنفع فيها المجاملات، فلا تتزوج إلا بفتاة صاحبة دين، رضيت بك ورضيت بها، صاحبة خلق، تجد في نفسك ميلا وانجذابا إليها، وحبذا لو جمعت بين هذا وبين رغبة العائلة، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات