بعد توقفي عن السبرالكس انتكست حالتي

0 411

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.

جزاكم الله خيرا، سؤالي: قبل ثلاث سنوات وبدون سابق إنذار انتابني ضيق تنفس لحد الاختناق، وبعد ذهابي لأكثر من مستشفى وإجراء فحوصات من قلب وباطنية وصدرية، وجميع الفحوصات سليمة -ولله الحمد- حتى وصلت لطبيب نفساني، ووصف حالتي بنوبات هلع هي السبب لذلك، وصرف لي سبرالكس 20، وتحسنت حالتي -ولله الحمد- والمشكلة أنني تركته فجأة بدون تدريج، وانتكست الحالة، وأنا الآن أستخدم سبرام 20 ولمدة شهر، ولكن تحسني بسيط، ليس مثل السبرالكس 20، فأنا مشكلتي الوحيدة هي ضيق التنفس.

سؤالي: هل أستطيع أن أبدأ بسبرالكس 20 وأتوقف عن تناول سبرام 20؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأعتقد أن الذي حدث لك –كما ذكر لك الطبيب– هو نوبة فزع، وهي نوبة واحدة، وهذا يعني أن حالتك -الحمد لله- بسيطة، والذي تعاني منه الآن من ضيق أعتقد أنه ناتج من انقباضات عضلية تحدث في عضلات القفص الصدري، وهذه لها علاقة بالقلق النفسي، حيث إن التوتر النفسي حتى وإن لم يشعر به الإنسان يؤدي إلى توترات وانقباضات عضلية، وأكثر العضلات التي تتأثر هي عضلات الصدر.

أعتقد أنك سوف تستفيد كثيرا من تطبيق تمارين الاسترخاء، هذه التمارين ممتازة، تمارين التنفس التدريجي، وتمارين قبض العضلات وشدها ثم إطلاقها واسترخائها، هذه التمارين ممتازة، فإذا دربك المختص عليها هذا طيب وجميل، وإذا لم يحدث ذلك فإن موقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجع إليها وتطلع عليها، فيها تفاصيل بسيطة ومفيدة جدا إذا طبقها الإنسان بصورة صحيحة. هذا من ناحية.

أما من ناحية العلاج الدوائي، فكما تعرف أن الأدوية النفسية يفضل دائما أن يبدأها الإنسان بجرعة تمهيدية صغيرة، ثم بعد ذلك ينتقل للجرعة العلاجية، ثم بعد ذلك تكون جرعة الوقاية، وقد تكون نفسها هي جرعة الاستمرار والتوقف التدريجي عن الدواء.

نقول أن الذي حدث كله خير -إن شاء الله تعالى– فيما يخص تناولك للأدوية، أنت الآن تتناول السبرام، وأعتقد أنه دواء جيد، لكن ربما تحتاج أن ترفع الجرعة، لا أقول بنفس جودة السبرالكس، لكن بما أن سعره أقل كثيرا من السبرالكس، أقول لك استمر على السبرام، لكن ادعمه بدواء آخر، دواء آخر بسيط جدا يعرف باسم (فلوناكسول) واسمه العلمي (فلوبنتكسول) هذا الدواء متميز لعلاج الضيقة النفسية التي تأتي من الانشدادات العضلية في الصدر، وأنا متأكد أنه سوف يساعدك كثيرا بجانب السبرام.

جرعة الفلوناكسول هي أن تبدأ بنصف مليجرام –أي حبة واحدة– تناولها ليلا لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها حبة صباحا ومساء لمدة شهر، ثم اجعلها حبة صباحا لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء، أما السبرام فيجب على الأقل أن تستمر عليه –من وجهة نظري– لمدة ستة أشهر، وبعد ذلك يمكن أن تخفض الجرعة إلى نصف حبة –أي عشرة مليجرام– لمدة شهر، ثم اجعلها عشرة مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء، هذا هو الذي أراه، وأعتقد أنه مناسب جدا.

أما إن شئت أن تنتقل للسبرالكس إذا كانت ظروفك المالية تساعد على ذلك، فأقول لك توقف عن السبرام -عشرين مليجراما اليوم– وغدا ابدأ في تناول السبرالكس لكن بجرعة خمسة مليجرام -ليست عشرين مليجراما- السبرالكس يوجد بجرعة عشرة وعشرين مليجراما، فإذن يمكنك تناول نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام، تناولها لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعل الجرعة عشرة مليجرام –أي حبة يوميا– لمدة شهر، ثم اجعلها عشرين مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى عشرة مليجرام يوميا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم اجعلها خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

إذن – أيها الفاضل الكريم – أمامك الخياران، خيار أن تتناول السبرام ومعه الفلوناكسول –وهذا هو الذي أفضله– والخيار الثاني هو أن تتوقف عن السبرام ولا تتناول أيضا الفلوناكسول، وتتناول السبرالكس وحده بالطريقة التي ذكرناها، مع تدعيم الرزمة العلاجية بالنسبة لك من خلال ممارسة تمارين الاسترخاء، ويا حبذا لو مارست أيضا أي نوع من الرياضة، وكن إيجابيا في تفكيرك، ومتواصلا من الناحية الاجتماعية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات