لدي صداع مستمر وخدر في الرأس وغازات في البطن .. ما تشخيصكم؟

1 1054

السؤال

السلام عليكم

أعاني منذ فترة ليست بالقصيرة من صداع في الرأس، وقد راجعت أكثر من طبيب، وكنت أقول للدكتور: عندي ألم في الرأس، أحيانا يبدأ من الخلف، ويستقر في الجهة اليسرى، حتى أنه أثر على عيوني، ويصاحب الصداع خدر في الرأس، وغالبا ما يكون في الجهة اليسرى؛ بالإضافة إلى غازات في البطن، وصعوبة في التغوط، مع العلم أنني راجعت أكثر من طبيب، وكل واحد يقول شيئا يختلف عن الثاني.

أفيدوني، ولكم الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ salem حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الصداع لا يختلف عليه اثنان من الأطباء؛ لأنه عرض يصفه المريض، وبالفحص الطبي قد لا نجد أي تغيرات مرضية، ولا نستطيع أن نقول أنه بعد الفحص الطبي قد تم استبعاد الصداع؛ لأنه عرض يشكو منه المريض، والاختلاف هو: أنه قد يرى أحد الأطباء بعد الفحص الطبي إجراء صورة بالتصوير الطبقي للرأس أو صورة للعنق، وطبيب آخر قد لا يرى حاجة لذلك، خاصة إذا كان الفحص الطبي لا يظهر أي تغيرات في فحص قاع العين، أو في فحص الرقبة، والتي يمكن أن تسبب ألما في أعلى الرقبة، وينتشر إلى الرأس وإلى الأعلى، ومن ثم قد ينتشر إلى المنطقة التي حول العين، ويكون الألم من الرقبة نفسها، أي: من الشد العضلي للرقبة، وبما أنه يصاحب ذلك خدر؛ فهذا يؤكد أنه من الرقبة؛ لأن الإحساس في فروة الرأس من الخلف يأتي من الأعصاب الرقبية العلوية؛ ولذا فإن الشد العضلي في أعلى الرقبة يمكن أن يؤدي إلى ضغط العضلات المشدودة على العصب، والتي يصل من خلالها إلى خلف الرأس، وتغذي الجزء الخلفي والعلوي من فروة الرأس، فيجب أن تراقب الوضعية التي تجلس فيها، فقد يكون ذلك بسبب الانحناء إلى الأمام لفترات طويلة، مما يسبب شدا على عضلات الرقبة.

والعلاج يكون: بتجنب الوضعية غير الصحيحة، ووضع كمادات ماء حار على الرقبة؛ لإرخاء العضلات وإجراء علاج طبيعي.

أما الإمساك وآلام البطن، فإن كانت عندك منذ فترة طويلة، وتم إجراء تحليل للبراز، وتم استبعاد وجود أي ديدان، وكانت هذه الأعراض خلال اليوم، ولا توقظك من الليل، فإن هذه الأعراض هي: أعراض القولون العصبي، والقولون العصبي ليس مرضا عضويا، وإنما وظيفي – أي: أنه اضطراب في وظيفة القولون؛ نتيجة زيادة الشعور بحركة القولون- وفي نفس الوقت يكون هناك زيادة في حركة الأمعاء، والأمر مرتبط ارتباطا وثيقا بالحالة النفسية.

ومن الأمور التي تساعدك على التأكد من أن هذه الأعراض هي أعراض القولون العصبي وليست بسبب مرض عضوي هو: أن الآلام عادة لا توقظ المريض من النوم، ولا تترافق مع ارتفاع في الحرارة أو نقصان في الوزن أو دم في البراز، وتتأثر كثيرا بالضغوطات النفسية وأيام الامتحانات والقلق والتوتر، وكذلك مع بعض أنواع الأطعمة.

وأعراض القولون العصبي هي:
* الانتفاخ والغازات.
* خروج المخاط مع البراز.
* الإمساك.
* الإسهال بعد الطعام، أو في الصباح الباكر، أو كلاهما معا.
* الشعور بعدم استكمال الإخراج بعد الذهاب للحمام.
* الرغبة في الذهاب للحمام.
* آلام في البطن، ومغص يزول بعد الذهاب للحمام.
* خروج أصوات واضحة من البطن يسمعها القريب منك.

وهذه الأعراض لا تتواجد كلها عند مريض واحد، وتزيد هذه الأعراض في حالة الضغوط النفسية أو السفر، أو حضور المناسبات العامة، أو تغير نمط الحياة اليومي.

وتراكم مشاعر التوتر والضيق والغضب وعدم القدرة على التحمل تخفض عتبة التحمل، وتستثير تقلصات شديدة في القولون عند من يعانون من القولون العصبي أصلا، وليس كل المرضى عندهم كل الأعراض هذه، فقد يكون عندهم بعض الأعراض وليس كل الأعراض، وتختلف من شخص لآخر.

والقولون العصبي من الأمراض المزمنة التي يتوجب عليك التعايش معها، ويفضل:

* تناول وجبات منتظمة ومتوازنة، وتجنب الأطعمة الغنية بالدهون.
* تناول كمية كبيرة من الماء.
* المداومة على الرياضة؛ فهي تشد العضلات، وتحافظ على الوزن، وتضبط إيقاع القولون (المشي لمدة نصف ساعة، أو عمل تمارين للبطن والظهر مما يساعد على إخراج الغازات من جسمك).
* تناول 5-6 وجبات صغيرة في اليوم بدلا من ثلاث وجبات كبيرة.
* تعلم كيف تتعامل مع الإجهاد النفسي والضغوط.
* تجنب الإمساك باستخدام الملينات المعتمدة على الألياف.
* شرب الشاي الأخضر بنعناع أو شرب البابونج.

وهناك بعض الأدوية المفيدة - بإذن الله - ومنها:
-duspataline ثلاث مرات، وهذه تخفف من تقلص القولون، وهناك بعض الأدوية التي تقلل من الغازات والتقلص مثل: Spasmocanulase حبتين في اليوم.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.

مواد ذات صلة

الاستشارات