سمعت أختي المتزوجة تتحدث مع رجل أجنبي وتواعدا فماذا أفعل؟

0 293

السؤال

سؤالي بخصوص أختي - هدانا الله وإياها – فهي متزوجة، ولديها خمسة أولاد، وأنا حاليا مقيم معهم في بيتها، سمعتها صدفة تتحدث في الهاتف مع شخص يقرب لنا، وهو متزوج، ولكن زوجته لا تقيم معه، فهي في بلد آخر، وقد كان في زيارة لنا في البيت، وبعد خروجه اتصل بأختي في وقت متأخر, وقد سمعت صدفة بعض الحديث، وهو لا يليق بها كزوجة، وتواعدا أن يلتقيا في اليوم التالي.

أنا منذ أن سمعت ذلك الحديث لم أنم مصدوما – والله - حتى الصبح، فماذا أفعل؟ وهي تصلي وتقرأ القرآن؟ فأرجو أن تدلوني ماذا أفعل؟ مع العلم أن أخي الأكبر اتهمها قبل عام تقريبا بأنها على علاقة بهذا الرجل, وقد أنكرت, فدلوني - أعانكم الله على الخير – ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حيران حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نشكر لك هذا الحرص على الخير، ونشكر لك هذه الغيرة على الأعراض، ونسأل الله أن يكثر من أمثالك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

نتمنى أن يكون لك فعلا موقف يتحلى بالحكمة في ضبط هذه المسألة، وأرجو أولا أن تشكل حضورا في البيت، وتراقب حركة هذا الرجل الشرير، ولا مانع من أن تطلب منها ضرورة الابتعاد عند ذلك الشخص؛ حتى لا تحوم حولها الشبهات، وتذكرها بالقصة الأولى، فإن في ذلك ردعا لها، فإذا كان الأمر قد انكشف، والأخ الأكبر كلمها قبل ذلك، فإنني أدعوكم أولا إلى عدم إتاحة الفرص الواسعة لزيارة هذا الرجل - حتى ولو كان قريبا - لأنه طالما أن الشبهات تدور حوله, وأنه مصدر إزعاج للأسرة، وقد يكون سببا في إفسادها، فليس هناك مصلحة أو مطلب شرعي أن يدخل أمثال هؤلاء، وإن دخلوا إلى البيت فينبغي أن يكونوا بصحبتكم أنتم معشر الرجال، وإن دخلوا إلى البيت فينبغي أن تكون الزيارة محدودة؛ لأنه إنسان تحوم حوله مثل هذه الشبهات, وينبغي أن نتقي مواطن الشبهات - نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقك للأسلوب الحكيم -.

بما أن الأخ الأكبر قد تكلم وجاءت المناسبة فنحن نعتقد أنه لا مانع من أن تذكرها بضرورة الابتعاد والانتباه؛ حتى لا يشك أخوها الأكبر مرة ثانية، أو نحو ذلك من الكلام، فإن هذا ليس بكلام جديد، دون أن تشعرها أنك استمعت أنها تواصلت معه، إلى غير ذلك، فإن هذا سيدعوها إلى مزيد من الاختفاء، ومزيد من التحايل، ولن يحل المشكلة، ثم حاول أن تجلب إلى البيت كتبا وأشرطة وقصصا تتكلم عن هذا الجانب من صيانة الأعراض, وضرورة أن تحفظ المرأة فراش زوجها، ثم اطلب من زوج أختك هذا أن يعود إلى بلده، وأن يقترب من زوجته، وأن يكون عندها أو تكون عنده، فهذه أيضا جوانب لا بد أن نهتم بها.

نحن ندعوك أولا إلى الدعاء لها.

ثانيا: مراقبة ذلك الرجل؛ حتى لا يجد سبيلا إلى البيت.

ثالثا: تذكيرها - من باب النصيحة - بضرورة أن تتفادى الشبهات وما يحوم حولها، خاصة أنه قد تكلم معها الأخ الأكبر، أي أنك تقول لها هذا الكلام بناء على المعطيات الأولى القديمة في هذا الموضوع حتى لا تظن أنك تتهمها بنفسك، ثم عليك أن تجلب أشرطة ومحاضرات تتكلم عن مسألة الأعراض وضرورة صيانة هذه الأعراض، ولا مانع من أن تجلب قصصا مؤثرة حصل فيها الكثير من المصائب على النساء والبيوت والأسرة والذرية عندما توسعنا في هذا الجانب بكل أسف.

نسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يكثر من أمثالك، وأن يعينك على صيانة الأعراض، وهذه المسألة لا تقبل فيها المجاملات؛ لأنك تضيع أختك إذا تركت لها الحبل على الغارب – كما يقال – وإذا سمحت لذلك الفاسق أن يجد سبيلا للبيت، وهتك هذا العرض، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضى.

مواد ذات صلة

الاستشارات