أريد أن أعقد عقد النكاح قبل الزفاف بسنتين، ما نصيحتكم؟

0 437

السؤال

السلام عليكم

أريد أن أعقد عقد النكاح قبل الزفاف بسنتين، علما بأني خاطب منذ شهر، لأني أخاف أن أتحدث مع خطيبتى بكلام عاطفي أو أنظر إليها كثيرا.

هل فى إطالة مدة العقد قبل الزفاف شيء؟ أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك - ابننا الكريم – ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونسأل الله أن يجمع بينك وبين أهلك على الخير.

حقيقة لست أدري لماذا هذه الإطالة بعد عقد النكاح، فإنه لم ير للمتحابين مثل النكاح، وخير البر عاجله، وما من إنسان يعقد ويؤخر الزواج أو يؤخر الزواج عامة إلا ويندم، فإن في الزواج سعادة، وفيه إكمال لنصف الدين، فلست أدري ما هي الأسباب، لكن على كل حال نتمنى ألا يكون هناك سبب يحول بين الإنسان وبين أهله، ولكن إذا كنت (مثلا) مسافرا أو كنت بعيدا فلا مانع من أن تعقد عقد النكاح، وبعد ذلك تتكلم مع زوجتك بالكلام العاطفي الذي تريد أن تتكلم به.

لكننا مع ذلك لا ننصح، لأن الكلام العاطفي مع عدم إكمال مشوار العواطف وإكمال السعادة قد يجلب التعب للطرفين، وقد يتسبب في أضرار وآثار نفسية على الطرفين، ولكن من الناحية الشرعية لا يستطيع إنسان أن يمنعك من أن تتكلم مع زوجة عقدت عليها على كتاب الله وعلى سنة النبي - عليه الصلاة والسلام -.

دائما قد تكون هناك مضايقات أو يتضايق الأهل - خاصة أهل الزوجة – من إطالة الفترة التي تعقب العقد أو حتى فترة الخطبة، لأنهم يخافون على ابنتهم، ولأنهم يخافون أيضا التوسع من الكلام، ولما له من آثار.

لذلك نحن نتمنى أن تتساءل مع نفسك، أين أنت ستكون منها؟ وهل هو مجرد كلام أم ستكون هناك زيارات؟ وهل ستكون هناك خلوة أو لا تكون؟ هل أنت في بلد وهي في بلد؟ ما هي الأسباب التي جعلتك تعقد وتؤخر مسألة الدخول الذي ينبغي أن يعلن عندما تدخل على أهلك وعلى زوجتك؟

هذه اعتبارات وتساؤلات لها جوابها، ولكن من الناحية الشرعية هي زوجة لك طالما عقدت عقد النكاح، وبعد ذلك تنتظر طويلا أو قليلا فهي زوجة بالنسبة لك، وعليك واجبات تجاهها، وتعتبر زوجة لك على كتاب الله وعلى سنة النبي - عليه الصلاة والسلام – ولكننا نرى أن المصلحة والخير في أن تعجل بالدخول وإكمال مراسيم السعادة، فإن كان هناك مانع فلا مانع من هذا، ولا ننصح بالتوسع في الكلام العاطفي الذي لا تستطيعون أن تصلوا بعده إلى نتيجة، لأنه قد يجلب لكم المتاعب من الناحية النفسية، وكذلك قد يثير الشهوة، ولا يجد الإنسان بعد ذلك السبيل لقضاء هذه الشهوة.

نسأل الله أن يجمع بينك وبين أهلك على خير، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونشكر لك الرغبة التي دفعتك لإكمال المراسيم بعقد النكاح، ونتمنى أن تكمل المراسيم أيضا بتحديد موعد الدخول وموعد الزفاف، وقبل ذلك تستطيع أن تتكلم مع زوجتك، ونتمنى أن يكون الكلام محصورا في الأمور الهامة التي لها علاقة بمستقبل حياتكم.

نحن نريد للرجل بعد أن تقبل به الزوجة ويقبل بها ويحصل التوافق والوفاق والقبول من الطرفين والارتياح، نتمنى بعد ذلك أن يتقدم العقل وتتأخر العواطف خاصة في مسألة قبل الزواج، فترة الانتظار هذه، أما بعد أن تصبح زوجة عندك فشأنك وبها، بل هذه دعوة إلى كمال المتعة وكمال الحياة الجميلة.

النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: (تلاعبها وتلاعبك، وتداعبها وتداعبك) هذا كله مسموح، لكن ليس مجرد الكلام، فلا تؤخر عن نفسك هذا الخير، ولا تحجب نفسك عن هذا الخير، ولا تحرم أيضا زوجتك من هذا الخير، ونسأل الله أن يجمع بينكما على الخير.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات