أعاني من مخاوف عديدة وأحس بأن الحياة سوداء!

0 318

السؤال

أعاني من الاكتئاب، والخوف الشديد من المستقبل، أحس بأن الحياة سوداء، وأخاف أن لا أوفق في دراستي رغم التعب الذي أبذله، لكن لا فائدة، ولا أحصل على المعدل الكافي.

وكذلك أنا خائفة من الموت، وأخاف من أشياء كثيرة، كالمطر، والرياح، وبعض الحيوانات، لا أعرف ما هو الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

ففي مثل عمرك على الإنسان ألا يعتقد ولا يتخيل أبدا أنه مصاب بالاكتئاب النفسي، هذه الكلمات، وهذه المفاهيم، بكل أسف انتشرت كثيرا في مجتمعاتنا، أحيانا نسبة لمضايقة ما -حتى وإن كانت بسيطة- تجد الإنسان يعمم هذه التجربة أو المشاعر السلبية البسيطة على حياته كلها، ويجعل حياته حزنا وألما ونكدا، لا، هذا ليس صحيحا أيتها الابنة الفاضلة الكريمة.

أنا أدعوك لأن تغيري مفاهيمك عن نفسك، وعن الحياة، وعن المستقبل، أنت في مقتبل العمر، لديك طاقات نفسية وجسدية ووجدانية كبيرة جدا، انطلقي نحو الحياة بكل جمالها وبكل قوة.

مطلوب منك أن ترتبي وقتك ترتيبا صحيحا، الدراسة ليست بالمشقة والصعوبة التي تتصورينها، واستشعار أهمية العلم ودوره في حياة الإنسان -خاصة الأنثى– سوف يحفزك نحو الدراسة.

تنظيم الوقت مهم ومهم جدا، والإنسان الذي ينظم وقته ويديره بصورة صحيحة يدير حياته كلها بصورة صحيحة.

نحن نقول لك نظمي وقتك، لا نريدك أن تنقطعي للدراسة لساعات طويلة، لا، من حقك أن تأخذي قسطا كافيا من الراحة، من حقك أن ترفهي على نفسك بما هو طيب ومباح، من حقك أن تتواصلي اجتماعيا مع صديقاتك وأخواتك، من حقك أن تمارسي أي نوع من الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، من حقك أن تجلسي للإنترنت النافع بوقت معقول، من حقك أن تشاهدي ما يباح من التلفزيون، من حقك أن تقرئي وتطلعي على غير المطالعات الأكاديمية، من حقك أن تخرجي مع أهلك وأخواتك.

هذه كلها أمور بسيطة لكنها مهمة، فاجعلي نمط حياتك على هذا الترتيب، فخصصي وقتا للدراسة، خصصي وقتا للأنشطة الأخرى، وفي نهاية الأمر -إن شاء الله تعالى– حين تذهبين إلى فراشك وقبل أن تقرئي أذكار النوم حاولي أن تجردي وتتوقفي عند كل الأنشطة التي قمت بها، سوف تجدين أنك قد أنجزت إنجازات كبيرة، وأن مقدراتك أفضل مما كنت تتصورين، وهذا تحفيز داخلي كبير جدا يؤدي إلى المزيد من النجاح - إن شاء الله تعالى – ويمكنك أن تصححي كل العثرات والقصور الذي حدث في اليوم السابق. هذه طريقة بسيطة وعملية ومهمة وفاعلة.

موضوع التخوف من الموت، ومن الريح، والمطر، وبعض الحيوانات، هذه كلها مخاوف بسيطة إذا نظرت إليها بدقة سوف تجدينها سخيفة جدا، لماذا تخافين من المطر؟ لماذا تخافين من الرياح؟ كلها تسبح بحمد الله، تأملي فيها، تأملي في جمال الكون وعظمته، اقرئي عن المطر كيف يتكون، اقرئي عن الرياح كيف تتكون، وسوف تجدين العجب، أشياء طيبة وجميلة، الإنسان يخاف من الشيء لأنه لا يدركه، لا يعرفه، فعليك – أيتها الفاضلة الكريمة – بتغيير مفاهيمك.

أما موضوع الموت، فالخوف منه سيظل لدى كل البشر، ومن لا يخاف من الموت لا يخاف من أي شيء، أو أنه غافل تماما، لكن هذا الخوف عند المسلم – عند المؤمن – هو خوف منطقي، خوف مرتب، يجعله - إن شاء الله تعالى – يجتهد في أمور دينه ودنياه، والخوف من الموت دائما الشخص الذي يدرك أن هذا الخوف لا يزيد في عمر الإنسان لحظة ولا ينقص من عمره شيئا، لا يخف خوفا مرضيا، إنما يخاف خوفا منطقيا شرعيا مقبولا محفزا، وهذا هو الذي أريده لك، وسلي الله تعالى أن يحفظك، وعيشي حياة صحية، نظمي غذائك، نظمي وقتك كما ذكرنا لك، وسوف تجدين أن الجانب المشرق في الحياة قد ظهر لك جليا لتستفيدي منه.

من المهم والضروري جدا أن تسعي دائما في بر والديك، بر الوالدين فيه رحمة كبيرة، دفعة للطمأنينة تظل راسخة في كيان الإنسان، ودعاء الوالدين - إن شاء الله تعالى – مجاب.

نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات