ما سبيل التوبة من العلاقة الجنسية المحرمة؟

0 411

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة على علاقة بشاب، وخرجت معه، وحصلت بيننا حركات جنسية, وقام بجماعي في الدبر أكثر من مرة، وكنت راضية بذلك، ووالله إنه ليس باختياري؛ فأنا بنت وفي شهوة، ولم أستطع أن أتحمل، وأريد أن تنصحوني بالحكم، وماذا علي، فأنا أريد أن أتوب، لكني لا أستطع، فساعدوني فإني – والله - أخاف من ربي لكن الشهوة لم تدعني، وادعوا لي أن أتزوج.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تائبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك – ابنتنا - في الموقع، ونسأل الله أن يتوب علينا وعليك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وندعوك إلى أن تساعدي نفسك، ونحن على استعداد في أن نساعدك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير.

واعلمي أن هذه النفس غالية، وأن الفتاة لا تملك بعد إيمانها بالله أغلى من عرضها؛ لأن الفتاة مثل الثوب الأبيض، والبياض قليل الحمل للدنس، فتعوذي بالله من الشيطان الذي يدعوك إلى مثل هذه الممارسات، وابتعدي عن
الشباب، فإن في الشباب ذئابا، واعتصمي بحبل الله تعالى، واحشري نفسك في زمرة الصالحات.

وأرجو أن تعلمي أن هذه الممارسة محرمة، وأنها لها آثارا خطيرة على الإنسان من الناحية الصحية، ومن الناحية النفسية، فهي فعل قوم دمرهم الله تبارك وتعالى، وعاقبهم بعقوبة مركبة، كان فيها صيحة، وكان فيها طمس لأعينهم، وكان فيها رجم بالحجارة، وكان فيها قلب لديارهم رأسا على عقب، والمضي في هذا السبيل لا يتوقف عند هذه الدرجة، فقد يتطور الأمر إلى ما لا تحمد عقباه، وفي كل الأحوال فهذه كبيرة من كبائر الذنوب، وعمل نخشى عليك أن تعتادي مثل هذه الممارسات، فيكون ذلك سببا في دمار مستقبلك، فأنت غالية، والمستقبل بالنسبة لك من الأهمية بمكان.

ومن هنا فنحن ندعوك إلى أن تستري على نفسك، لكنك مطالبة بالستر على نفسك، ومطالبة بالتخلص من كل ما يربطك بذلك الشقي، فينبغي أن تقطعي العلاقة بذلك الشاب الشقي تماما، وتجتهدي في أن تتوبي إلى الله تبارك وتعالى.

واعلمي أن الإنسان إذا لم يشغل نفسه بالخير شغلته نفسه بالمنكرات والمعاصي وأوردته موارد الهلكة، وأرجو أن تعلمي أن كل إنسان فيه شهوة، لكن الإنسان يتحكم في شهوته بإيمانه، ويقود هذه الشهوة إلى ما يرضي الله تعالى، ولا يستخدم هذه الشهوة – وهي نعمة – فيما يغضب الله تبارك وتعالى، فإن الإنسان إذا تمادى في المعصية حرمه الله حلاوة الطاعة، وحرمه الله تعالى حلاوة الحياة الحلال - عياذا بالله تبارك وتعالى -.

فمن هنا ندعوك إلى التوبة فورا، والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، والستر على نفسك، وقطع العلاقة تماما مع ذلك الشاب ومع أي شاب، بل ندعوك إلى أن تغيري الإيميل, وتغيري رقم الهاتف، وتغيري كل ما عندك حتى تقطعي الصلة تماما بذلك الشاب، وتتخلصي من كل الأرقام الموجودة في الذاكرة المحفوظة عندك، فينبغي أن تتخلصي منها تماما.

ونشكر لك هذه الروح التي حملتك إلى الخير، وهذه الروح التي دعتك إلى أن تكتبي إلينا، ونبين لك أن التوبة النصوح هي المطلوبة، وأن التوبة الصادقة هي التي يخلص فيها الإنسان، فإذا أخلص الإنسان في توبته، وصدق في رجوعه إلى الله فأولئك الذين يبدل الله سيئاتهم حسنات، أما توبة الكذابين فهي التوبة التي تكون باللسان, ويظل القلب متعلقا بالمعصية، يحتفظ بذكرياتها وأرقامها، وهذا موقف لا نريده لك, ولا لبناتنا أبدا، بل نريد أن نعود إلى الله بتوبة نصوح، فإذا كانت التوبة نصوحا فأولئك الذين يبدل الله سيئاتهم حسنات.

وندعوك إلى الإكثار من الحسنات الماحية، واعلمي أن هذا الطريق له بداية وليس له نهاية، وأن هذه الممارسات لا توصل للإشباع، ولكنها توصل للإثارة والسعار؛ حتى تورد الإنسان موارد الهلكة - عياذا بالله تبارك وتعالى - فاتقي الله في نفسك، واعلمي أنك غالية، وتوجهي إلى الله، وسليه العصمة والتوفيق والصيانة والحفظ.

واعلمي أن مشوار الشر يبدأ بالتهاون في الطاعات، فغضي بصرك، وابتعدي عن مواطن الرجال، واشغلي نفسك بطاعة الكبير المتعال، واحرصي على أن تحشري نفسك في زمرة الصالحات، واعملي أن أمثالك من البنات شغلن أنفسهن بحفظ كتاب الله، وبالسماع للدروس, وبالأعمال المفيدة, والهوايات النافعة، فاشغلي نفسك بالخير قبل أن تشغلك هذه النفس بالشر.

واعلمي أن التوبة تجب ما قبلها، فتوبي إلى الله، واعلمي أن الله غفار لمن تاب، لكنه أيضا شديد العقاب لمن تمادى، وهو يستر على العاصي ويستر عليه، فإذا تمادى في معصيته، ولبس للمعصية لبوسها وبارز الله بالعصيان هتكه وفضحه وخذله، وعند ذلك تكون خسارة الدنيا والآخرة.

نسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يردك إلى الصواب ردا جميلا، ونتمنى أن يكون لك تواصل مع الموقع تبشرينا من خلاله في أنك تبت, وتوقفت ورجعت إلى الله، فنحن يهمنا أمرك، وأنت بمنزلة البنت والأخت، ونسأل الله أن يحفظك ويسددك، وكوني مطمئنة إلى أن أسرارك محفوظة، ولا تخبري بما حصل معك أحدا من خلق الله، فلست مطالبة بأن تفضحي نفسك.

وإذا ذكرك الشيطان بالشهوة والمعصية فتعوذي بالله من الشيطان، وإن قال لك: (لن يغفر الله لك) فخالفيه، واعلمي أن هذا العدو يحزن إذا تبنا، ويندم إذا استغفرنا، ويبكي إذا سجدنا، فعامليه بنقيض قصده.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات