هل أقبل به بعد أن رفضت أخاه؟

0 247

السؤال

أنا فتاة في الـ 24 من عمري، خطبني ابن خالتي عندما كنت في الـ 18، لكني رفضته, وندمت على ذلك، والآن خطبني أخوه، وأنا مترددة جدا في القبول به، خصوصا أنه أقل مستوى من أخيه من جميع النواحي، وهو أيضا ذو طبع جريء، وأخي لا يحبه، ووالداي موافقان، وإن تزوجته فسأعيش مع أخيه وزوجته، فماذا أفعل؟

خصوصا أني لا أستطيع التواصل مع أخيه، وأخجل منه كثيرا، وأخاف أن يشمت الناس بي؛ لأني رفضت أخاه الأحسن منه، وقبلت به.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمينة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك - ابنتنا الفاضلة - ونتمنى أن توافقي على ما وافق عليه الوالد والوالدة، وتجنبي التفكير بهذه الطريقة، فإن ابن الخال أو ابن العم أو الذي خطب ولم يقبل ليس لعيب فيه، ولكن إذا أراد الله أمرا كان، ولا يحدث في هذا الكون إلا ما أراده الله تبارك وتعالى، واعلمي أن علاقتك بابن الخالة – أو بأخي هذا الخاطب – ستكون في إطار صلة الرحم، فهو يعتبر أجنبيا منك، ولست بحاجة إلى التداخل معه, والكلام معه أو الجلوس معه، فالذي يهمك هو أن تكوني متواصلة مع زوجك, ومع أسرته, ومع أخواته، ومع سائر المحارم، أما غير هؤلاء فالمرأة لا يضرها أن يغضب منها رجل, أو يتخذ منها موقفا, وينبغي أن تعرف أن الذي ينبغي أن تحرص علي إرضائه - بعد إرضاء الله - هو الزوج.

ابن الخال, وابن العم بيننا وبينهم صلة رحم، لكنهم يعتبرون أجانب من الناحية الشرعية؛ لأن كل واحد من هؤلاء يستطيع أن يتزوج بالمرأة يوما من الدهر، فينبغي أن تكون العلاقة بهم محدودة.

لا أظن أن الأمور ستمشي في الطريق الذي تتصورينه، فهذا كثيرا ما يحدث بين الناس، ولا يدعو إلى الحرج؛ لأن - كما قلنا - الأمور بيد الله تبارك وتعالى، ومن المؤكد أن هذا الشاب سيتفهم الوضع، ويتفهم أن لكل إنسان ما يعجبه, وما يرتاح إليه، فانظري إلى إيجابيات هذا الخاطب الجديد، ولا تنظري إلى سلبياته، واعلمي أن الأول أيضا فيه إيجابيات وفيه سلبيات - وما من بشر إلا وفيه إيجابيات وفيه سلبيات - فانظري إلى الإيجابيات، واحرصي على تسليط الأضواء عليها، وبعد ذلك لا مانع من التعاون للتخلص من السلبيات - سواء كانت عندك، أو عند هذا الأخ -.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يسهل أمرك، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، فلا تغتمي، ولا تهتمي بكلام الناس، فإن إرضاءهم غاية لا تدرك، وكلامهم لا ينتهي، وينبغي أن تعلمي أن هذا أصغر من الأول، وهذه إيجابية أيضا، فكلام الناس في كل الأحوال لا ينتهي، وينبغي أن يكون همنا هو إرضاء رب الناس.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات