نسيان وتأخير للصلاة ولا مبالاة شديدة.. ماذا أفعل؟

0 351

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة عمري 19 سنة ونصف، أنسى بشكل غير طبيعي، ولا أدري لماذا، وإذا أردت البكاء لا أشعر أنني أبكي من داخلي، فقط دموع تتساقط، وأصرخ على أمي، وأؤخر الصلاة، ولا أهتم لشيء، لدرجة أني إذا مشيت في الشارع لا أنظر، ولا أهتم، هل هناك سيارة خلفي سوف تصدمني؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ملاك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن ضعف التركيز وتشتت الذهن وكثرة الانفعالات قد يكون ناتجا عن إجهاد نفسي، وأكبر مسببات الإجهاد النفسي هو القلق النفسي.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: اجلسي مع نفسك جلسة هدوء وصفاء، وراجعي نفسك لماذا أنت على هذه الحال؟ هل هنالك أسباب؟ هل هنالك شيء في خاطرك؟ هل هناك مشاكل نفسية تعرضت لها؟ وحاولي من خلال التأمل والاستبصار الداخلي نحو هذه الأشياء أن تقللي من توترك وموضوع البكاء، هذا شيء مهم.

الأمر الثاني: أفضل أن تذهبي إلى الطبيب النفسي، لأنك بالفعل مشكلتك هي مشكلة قلق نفسي، قد يكون أدى إلى اكتئاب ثانوي، تحدثي مع والدتك، تحدثي مع ذويك أنك تعانين من أعراض كثيرة ومهمة، وقد أشرنا لك أن هذا غالبا هو نوع من القلق الاكتئابي البسيط، والطبيب سوف يقوم بوصف أحد الأدوية لك، وهذه الأدوية كثيرة، -وإن شاء الله تعالى- تكون فاعلة جدا.

نصيحتي الأخرى لك هي: الاهتمام بتنظيم الوقت، الإنسان إذا دبر وقته، ونظمه تنظيما صحيحا يستطيع أن يعيش حالة من الاسترخاء والهدوء وصفاء النفس والعقل.

خصصي وقتا لنومك، خصصي وقتا لممارسة أي نوع من الرياضة تناسب الفتاة المسلمة، ووقتا للدراسة، ووقتا للجلوس مع الأسرة، ووقتا للتواصل مع صديقاتك، ووقتا للاهتمام بنفسك ونظافتك الشخصية... هذه كلها تخصصات لها أوقات، وتكون هنالك برامج، وبعض الناس ننصحهم بأن يكتبوا برامجهم اليومية على ورقة، ويؤكدوا على ذواتهم أنهم سوف يطبقوها، وبالفعل حين يطبقونها وينجزونها يحسون براحة ومتعة كبيرة جدا في نهاية الأمر، وهذا هو الذي نسميه بالتحفيز الذاتي، يعني الإنسان يجب أن يحفز نفسه من خلال إنجازاته، ولا ننتظر تحفيز الآخرين، والذي قد لا يكون مفيدا في بعض الأحيان.

فأنت مطالبة بهذا الشيء، وأعتقد أنه سوف يغير حياتك جدا وبصورة إيجابية.

اسعي دائما لبر والديك، الصراخ على الأم ليس صحيحا أبدا، الصلاة يجب أن تكون في وقتها، أنت تعرفين نواقصك وتعرفين عيوبك جيدا، فيجب أن تدركي إدراكا تاما أن العيوب والنواقص هي تحت إرادتنا، وتصحيحها أيضا تحت إرادتنا، ويجب ألا نقبلها؛ لأن الإنسان دائما يحاول أن يكون صاحب همة عالية، صاحب شخصية مرموقة ومحترمة، وهذا لا يتأتى إلا من خلال الأفعال والإنجازات.

من المهم جدا أن تتدربي أيضا على تمارين الاسترخاء، هنالك تمارين التنفس التدرجي، وتمارين قبض العضلات وشدها ثم ارتخائها، هذه التمارين لها أصول علمية ومثبتة، فأرجو أن تقومي بتطبيقها، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أوضحنا فيها كيفية ممارسة هذه التمارين، وسوف تجدين فيها - إن شاء الله تعالى – ما يفيدك، فاحرصي عليها وعلى تطبيقها، وخذي ما ذكرته لك كرزمة علاجية واحدة.

ذهابك إلى الطبيب أراه أيضا مهما وضروريا، وإن لم تستطيعي ذلك يمكن أن أصف لك دواء إذا وافقت أسرتك على ذلك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات